لا يجوز أن يغلق الخادم علي الشباب في دائرة اقتناعه الخاص!
فيمنعهم مثلا من التليفزيون, بينما قد يسألونه: ماذا عن المعلومات المفيدة جدا التي تقدمها بعض برامجه؟ وماذا عن سماع الأخبار؟ وأية خطية في هذا؟ وماذا عن برنامج الرياضة, ونحن نحب الرياضة؟ وماذا عن الدروس العلمية؟ وماذا… وماذا؟!
أما الخادم غير المتطرف في أفكاره, فإنه يكون عادلا وسليما فيما يصدره من أحكام, ويميز بين النافع والضار, ويركز أيضا علي عنصر الوقت الذي يأخذه التليفزيون من يوم الشاب, ونسبته إلي باقي المسئوليات الأخري, وأيضا مدي التحكم في رؤية ما ينفع, والبعد عما لا ينفع وبهذا يحترم الشباب معلوماته وعقليته.
أما الحكم بأن كل شيء يعجب الشباب هو حرام, فأمر لم تعد عقليته تقبله! ويشعرون أن الخادم لا يريد التفاهم!
وأنهم لا يستطيعون أن يعيشوا جوا نسكيا يفرض عليهم.
وقت الفراغ:
الشباب يحتاج أيضا إلي حل مشكلة وقت الفراغ.
لا نستطيع أن نقول للشباب: ليس أمامك سوي الروحيات: الاجتماعات, والمكتبة, ودروس الألحان, ودراسة اللغة القبطية, والتسبحة…. إلخ, فليس كل الشباب علي هذا المستوي وهذه الرغبة, وليس لجميعهم القدرة علي التركيز في العمل الروحي طول الوقت.
من هنا كان من اللازم: عنصر التسلية والترفيه.
* وقد يكون هذا في مجال الرياضة, إن كان يتوفر للكنيسة مكان للنادي, أو في الألعاب الداخلية Indoor Games.
وتوجد في كثير من الكنائس فرق رياضية متنوعة, وتدخل مع كنائس أخري في مباريات, وتوزع عليها كئوس وميداليات.
* وقد تكون التسلية في مجال التمثيل والمسرح.
وكثير من الكنائس استطاعت أن تقدم مسرحيات ناجحة, عن بعض الشهداء, أو أبطال الإيمان, أو آباء البرية, أو الآباء المشهورين في العمل الرعوي أو العناية بالفقراء وكانت تلك التمثيليات ناجحة جدا, حتي إنها سجلت علي أفلام سينمائية, أو أفلام فيديو, وأمكن تصديرها أيضا إلي بلاد المهجر.
غير أنني أريد هنا أن أبدي ملاحظة مهمة وهي أن أفلام الاستشهاد ينبغي أن تبعد عن مناظر التعذيب التي كانت تتعب من يشاهدها من الأطفال.
* من الأنشطة التي تصلح للشباب: فرق الكشافة والجوالة:
وهي توجد في بعض الكنائس, ولها أنشطتها التي تستغرق كثيرا من وقت الشباب, وتعلمهم الجدية, ويخدمون الكنيسة في حفظ النظام في كثير من الحفلات والمناسبات المهمة, ويتدربون فيها علي مهمة القيادة, وحسن التعامل مع الجمهور, مع حسن مظهرهم أيضا, وأدائهم للواجب في هدوء وفي غير كبرياء.
* علينا أن نعرف مواهب الشباب وننميها ونعطيها مجالها:
فهناك شباب لهم موهبة الموسيقي, ويمكن أن تدربهم الكنيسة علي أنواع من الآلات الموسيقية, فتصاحب الموسيقي بعض الألحان والتراتيل والأناشيد, ومن هنا تكونت فرق للكورال في كثير من الكنائس, وكان لها نجاحها في الحفلات والمناسبات وتدريبهم علي أن الموسيقي, يمكن أن تستخدم في المجال الديني, وليس بأسلوب العالم فقط, وإدراكهم أن الموسيقي الدينية أكثر عمقا وتأثيرا.
لبعض الشباب أيضا مواهب أدبية.
كمن يستطيع أن يكتب القصة, أو الفوازير والمسابقات, أو ينظم الشعر, أو يؤلف الأناشيد والتراتيل, ولكل هؤلاء مجالهم في الكنيسة ويمكن إعطاؤهم الفرصة للاستفادة من مواهبهم وتنميتها, وإتاحة الفرص لهم لإظهارها ونشرها.
وقد تكون لبعض الشباب موهبة في الرسم.
وهذا أيضا يمكن إعطاؤه الفرصة في أن يرسم في المجال الديني, رسما يصاحب قصص الكتاب المقدس أو قصص القديسين, أو أن ينشغل أيضا في رسم المناظر الطبيعية أو الرمزية.. ويمكن تدريب البعض علي رسم الأيقونة, إن كانت له الموهبة.
وربما تكون عند البعض موهبة عمل النماذج.
كأن يعمل البعض أنموذجا لخيمة الاجتماع, أو للهيكل, أو لكنيسة معينة, أو يمكن أن ينشغل البعض في عمل هدايا لمدارس الأحد.. سواء كان يعمل هؤلاء عملا جماعيا, أو يعمل البعض كفرد, المهم أن يشعروا أن لهم موهبة يمكن أن يستخدمها الرب, وتكون ذات نفع للكنيسة, وأيضا تشغل وقت فراغهم.
يجب أن نرشد الشباب أن يستخدموا مواهبهم, في مجال روحي بغير انحراف, وأن الكنيسة تحتضنهم جميعا, وتساعدهم وتنميهم.
وأنها لا تضغط عليهم في اتباع طريق معين, وإنما كل منهم في مجاله, وإنما بأسلوب روحي.
ربما كثير من استغلال هذه المواهب يصلح للنشاط الصيفي.
والبعض منه يمكن أثناء العام الدراسي علي مستوي محدود لا يعطل الدراسة التي يجب حث الشباب عليها أيضا, وكثير من الكنائس تقدم حفلات للمتفوقين دراسيا, وتمنحهم شهادات تقدير.