أفتتح الاثنين 8 أكتوبر الماضي بقاعة الزمالك للفن معرض “استعادة” للفنانة مي رفقي، حيث تركت في معرضها أسلوب المذكرات البصرية واتجهت لإعطاء الأنماط حضوراً أقوى، وهي تبث الأشكال المختلفة الروح في الأجساد، كما لو كانت تكشف عن عالمهم الخاص، فقد حررت الفنانة الأنماط من أي معنى رمزي متعارف عليه، وتتعامل الفنانة مع الأشخاص بنفس طريقة تعاملها مع الأشكال كوحدة يمكن تدويرها وتكرارها معكوسة أو مفككة، ثم إعادة تركيبها فكانها تدعو المتلقى إلى حل لغز ما .
والشخصيات عند “مي” مجهولة مجردة من الملامح، لنرى التعبير كله فى الأطراف، فأصبح القدم المرفوع قد يعبر عن التوتر ، بينما تعبر اليد المسترخية عن الإستسلام وكان اللوحة مستوحاة من عرض راقص معاصر تكون فيه لغة الجسد هي البطل، الخطوط الإنسيابية المتدفقة تقود العين من الرأس إلى الأيدي إلى القدم لتعود إلى المرفقات والفخذين وأطراف الأصابع .
تصور “مي ” الأجساد جالسة وكثيرا ماتكون منغلقة فى شكل كروي وتكمن الطاقة في علاقتهم بالانماط والألوان، واستطاعت “مي” باسلوبها التلقائي أن تجمع بين الرسم التصويرى والأنماط المختلفة فخلق تكوينات مختلفة تتحاور فيما بينها ترسم جسم الإنسان بالقلم الرصاص والفحم مثل اسكيتشات وتقدم الأنماط من الورود والأشكال الهندسية وتتحمل بمهارة في ألوان الزيت فتجعلها مثل الاكريليك المائية الشفافة .
وتحاول “مي” أن تبني لغة بصرية خاصة تستخدم في أسلوبها الدراسة والتدريب وأصبحت لوحاتها وسيلة من التحرر الأكاديمي، فيتاثر العمل بالطاقات المختلفة فنجد الصباح، المساء، الفرح والحزن .
أسلوبها الفني يقدم بعدا آخر عن التباين فالأشخاص بالقلم الرصاص والفحم هم أدوات أكثر دقة .
والفنانة “مي” حصلت على بكالوريوس من كلية الفنون الجميلة جامعة حلوان قسم تصوير عام 1998، كذلك درست الفن والهندسة المعمارية الإسلامية في الجامعة الأمريكية عام 2000 ، كما حصلت على دبلومة الفنون والحرف التقليدية الإسلامية من مؤسسة الفن الجميل .
عملها يربط بين الجسد والأشكال والأنماط المحيطة بها فهى تعرضها من خلال طبقات متتالية لخلق تكوينات مليئة بالحيوية وتجمع بين رسم الجسد بالرصاص والفحم وأجزاء من الأشكال الملونة بألوان الزيت الزاهية .
ويستمر معرض إستعادة للفنانة مي رفقي حتى 29 أكتوبر .