لم يكن قرار المواطن مايكل عاطف منير، بالتبرع بمبلغ 200 ألف جنيه لبناء مسجد داخل المجمع السكنى بالمطاهرة جنوب غرب مدينة المنيا، ضمن مشروع المليون وحدة سكنية التي وجه بتنفيذها الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالإضافة إلى أعمال الحفر والزلط والرمل لخدمة سكان عمارات هذا المشروع العملاق، تعزيزاً لروح التآخي والوحدة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد، هو الأول من نوعه.
قال مايكل عاطف منير، صاحب شركة أولاد الشهيد للمقاولات بالمنيا، إنه لا يري قصة تبرعه لبناء مسجد أمر غير طبيعي أو مدهش، مشددا علي أن فعل الخير و أداء الواجب ليس بطولة في حد ذاته، مؤكدا أن العودة للجذور و الأصول المصرية سيخرج أفعال و أمور أعمق بكثير، لافتا أن والده الشهيد نشأه علي حب الخير و قبول الآخر و طيب المعاشرة و المبادرة بالخير لأنه حتما سينتج خير في المقابل
وأضاف أن التبرع لبناء دور العبادة أولي من التبرع للمدارس، لأن الأسر تصطحب الأطفال لدور العبادة حتى قبل وصولهم لسن التعليم، و الملتزم بتعاليم الدين أفضل من المتمسك بحقائق العلم المجردة، فمن يراعي ربه و يقول يا رب من قلبه لن يدفعه قلبه لفعل الخطأ.
والمتبرع هو ابن الشهيد عاطف منير ، الذي استشهد في الهجوم الإرهابي المسلح علي زوار دير الأنبا صموئيل بالمنيا، منذ أكثر من عام، حيث كان مسلحون أطلقوا النيران، أطلقوا النيران صباح الجمعة 26 مايو 2017، على 3 حافلات تقل أقباطا، في الطريق المؤدي لدير الأنبا صموئيل المعترف شمال المنيا، ما أسفر عن سقوط 28 شهيدا و25 مصابا .
و لفت عاطف أنه يواصل دور والده، الذي كان حريصا علي التبرع للمساجد والكنائس في حياته، و كانت فلسفة والده في تلك التبرعات أن دور العبادة تنتظر دائما مساهمات أهل الخير، بينما يساهم المنتفعون “أولياء الأمور” في بناء المدارس بجانب أهل الخير، والأولي ألا نقبل أن يتعطل بناء أو تأهيل دور العبادة انتظارا للمساهمات.
ويروي عدد من أهالي أبوقرقاص منهم محمد فرغلي، ان “عم عاطف منير “رفض تقاضي أجره في بناء مسجد فترك موقف يجسد قيمة التسامح والتعايش بين الأديان.
حيث طلب القائمين علي احد مسجد التقوى بحي شمال مدينة الفكرية بأبوقرقاص، من عم عاطف إجراء صيانة في بعض منشآت المسجد التي تصدعت، وتم إسناد المهمة للمقاول عاطف الذي جمع عماله ووفر المعدات والمؤن اللازمة ونفذ عملية الصيانة على أفضل ما يكون، وعندما قامت إدارة المسجد بتوفير مستحقاته رفض تقاضيها، قائلا إنه ساهم في بناء بيت من بيوت الله، وقام بعمله تبرعاً للمسجد
و عن قصة التبرع أوضح مايكل عاطف منير، أنه سبق ووقع الاختيار علي شركته ضمن شركات عديدة أسند لها بناء عمارات مشروع منطقة “المطاهرة”، والتزمت شركته بالمواعيد المبدئية للتسليم، رغم أن البناء تم في فترة ما بعد تعويم العملة و ما رافقه من ارتفاع تكاليف البناء.
وتابع عاطف أن الشركات القليلة التي التزمت بمواعيد التسليم طالبت الدولة بتعويض عن ارتفاع التكاليف عن التكاليف المقدرة قبل الشروع في البناء واستجابت الدولة بصرف تعويضات مرضية
وقال اللواء قاسم حسين ، محافظ المنيا، أن مجمع ضمن مشروع المليون وحدة سكنية التي وجه بتنفيذها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك تمهيداً لافتتاحه خلال احتفالات انتصارات أكتوبر المجيدة الشهر المقبل.
وكان “مايكل عاطف “، له موقف مماثل في يوليو من العام الماضي 2017، بالتبرع بمبلغ التعويض الذي قررته وزارة التضامن الاجتماعي لأسر شهداء حادث دير الأنبا صموئيل، بواقع 100 ألف جنيه لأسرة كل شهيد .
فقد قرر مايكل عاطف منير ابن الشهيد عاطف منير التبرع بالشيك الذي تسلمته به لأحد المساجد والكنائس ،حيث تبرع بمبلغ 50 ألف جنيه لأحد المساجد بقرية صفط اللبن و50 ألف جنيه لكنيسة الملاك بالفكرية بأبوقرقاص.