في اجتماع مجموعتنا الأسبوع اللي فات، لقيت واحدة من حبيباتي داخلة عليَّ بثلاث زرعات صغيرين. أخذتهم منها وبعد ما شكرتها، حطيتهم على جنب لحد مااشوف هاعمل فيهم إيه. مااضحكش عليكم أنا مش من الناس اللي بتعرف تعتني بالزرع ولا تفهم فيه. إيه اللي محتاج ظلة وإيه اللي محتاج ضوء. إيه اللي لازم تسقيه كل يوم وإيه اللي بيعيش مع نفسه مدد طويلة من غير مياة كتيرة. وغالباً صاحبتي دي لاحظت عدم انفعالي اللي لا يقارن بإنفعالها هي بيه وبعد ما خلص الإجتماع وروَّحِت، لقيتها باعتالي صور لنفس نوع الزرع بعد ما كبر وتكاثر بجنون وشكله كان غاية في الروعة وكاتبة بتقولي “شايفة الزرع دة كان اد اللي انا جبتهولك بالظبط وبقي كدة. عقبالك 😄😄.” ولقيتني بعدها عمالة اسقيه وأفكر فيه وأدور على مكان مناسب لزراعته. وبدل الإحساس بعولان الهم بسبب عدم قدرتي على العناية بيه، لقيتني متحمسة جداً.
والحقيقة إن الموضوع ده مُثير جداً زي ما تكون بتتفرج على بيبي وهو بيكبر وتشوفه بعد مرور شهور وسنين وهو عمال يطول وشكله يتغير وإنت بتبص عليه بذهول وتقول في نفسك إمتى حصل ده؟ هل في إمكان أي حد يحدد اليوم اللي طِوِل فيه سنتيمتر واحد؟
كان تحدي كبير بالنسبة لي وأنا كمان بأبص فجأة على الشارع بتاعنا والاقي شجر شكله رهيب وعامل زي المظلة المنقوشة المزخرفة بالألوان. إمتى كبر الشجر ده؟ وليه أنا ما زرعتش زيه قدام بيتنا؟ وافتكرت إن وهم بيقرروا يزرعوه أنا ماعملتش كده لإني لم أتخيل إن حتة البوصة اللي وروهاني دي هتتحول في يوم من الأيام لشجرة رهيبة بالمنظر ده. ندمت طبعاً لإني لو بدأت ازرع زيها دلوقت، ياترى هاعيش وأشوفها كبيرة وجميلة كده؟
كام مرة في حياتي استهنت بنبتة صغيرة زرعتها؟ كام مرة وأنا بازرعها كنت مستنياها تكبر وأنا عندي إدراك إن في عملية نمو وإثمار بتحصل من غير ما أخذ بالي؟ كام مرة كنت معتمدة على اللي شايفاه بعينايَّ أكتر بكتير من اللي مصدقة إنه بيحصل حتى من غير مااشوفه بعينايَّ؟
لو طبقنا الفكرة دي في حياتنا وفِي البذور اللي ربنا حاططها في إيدين كل واحد فينا. ياترى هنعمل فيها إيه؟
“وَأَمَّا ٱلْإِيمَانُ فَهُوَ ٱلثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَٱلْإِيقَانُ بِأُمُورٍ لَا ترى” (عبرانيين ١:١١).