أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، أن فكرة اتخاذ الأسد كعنصر أساسي في تكوين شكل أبو الهول، للتعبير عن القوة بدأت في مصر منذ عصر ما قبل الأسرات واتخذه ملوك وحكام المقاطعات رمزًا للتعبير عن الحاكم القوى وظهر في كثير من الخراطيش واللوحات التي تحمل اسم الملك أو الحاكم.
كما ظهرت منقوشة في أقدم الجعارين والأختام، و وصف الملك في نقوش الدولة القديمة والوسطى والحديثة بأنه الأسد الشجاع أو الأسد المنتصر أو الأسد المقدس وكان الملك أمنحتب الثالث مغرمًا بأن يرمز له بالأسد وقد صنع لنفسه أسدين من الجرانيت.
ويضيف الدكتور ريحان أن المؤرخون قد اختلفوا في أصل أبو الهول فنسب إلى الاسم المصري القديم “جوجون” أي مبعث الرعب و”بو هول” أي مكان المعبود هول وقد وجد في الدولة القديمة في متون الأهرام أقدم اسم أطلق على أبو الهول وهو “روتى” المرتبط بإله الشمس الذي رمز له بصورة أسد رابض وفي الدولة الوسطى أطلق عليه “شسب عنخ” أي التمثال الحي وهو ما نقله هيرودوت إلى اليونانية باسم سفنكس الذي انتشر بهذا الاسم في جميع اللغات وقد أقام أبو الهول الجيزة الملك خفرع 2625- 2600 قبل الميلاد ليتحدى به كهنة عين شمس.
ويشير الدكتور ريحان إلى أنه في الأسرة الثامنة عشرة عام 1420 قبل الميلاد في عهد تحتمس الرابع رفع الرمال عن جسم أبو الهول وأعاد له رونقه وقد تتابع اهتمام ملوك هذه الأسرة مع العودة لعبادة المعبود حورس واعتبروا أبو الهول رمزًا للإله وأطلقوا عليه “حور أم آخت” أو حورس الساكن في أفق الشروق وأقاموا له أعياد مقدسة.
كما اعتبر الحج إلى أبو الهول من التقاليد المقدسة التي اتبعها أكثر ملوك مصر القديمة حتى نهاية القرن الثالث قبل الميلاد ثم ترك لتغمره الرمال مرة أخرى حتى تم كشفه حديثا على يد الأثري سليم حسن في حفائره عام 1936.
وينوه الدكتور ريحان إلى لوحة للملكة تي زوجة أمنحتب الثالث ووالدة إخناتون، وقد صنعت لنفسها تمثالًا على شكل أبو الهول يجمع بين رأسها وجسم إنسان وصنع إخناتون لوحة لنفسه على شكل أبو الهول وسجلت حتشبسوت زيارتها لأبي الهول وصنعت لنفسها تمثالًا على شكل أبو الهول نقله الرومان إلى معبد إيزيس في روما.
ويتابع الدكتور ريحان، بأن معظم ملوك الدولة الحديثة صنعوا لأنفسهم تماثيل على شكل أبو الهول ووضعوها أمام معابدهم لحراستها وانتقلت فكرة أو عقيدة أبو الهول ورمزه إلى مختلف البلاد الآسيوية واليونان وروما فى عصور الهكسوس وبابل وآشور وأصبح لكل منها طابع مميز واختلف الرأس الآدمي فيها فعبر عنه كهنة آمون في طيبة (الأقصر) برأس كبش والذي انتقل بدوره إلى البابليين والآشوريين أو رأس امرأة. كما ظهر في اليونان وروما بعدها ظهر في تماثيل ملكات مصر مثل تي وحتشبسوت ونفرتاري.