أكد خبراء الاقصاد، أن السوق الأمريكي يمثل فرصة كبيرة ووجهة هامة لعدد كبير من السلع والمنتجات المصرية، والتي تتمتع بتنافسية وقبول لدى المستهلك الأمريكي، حيث يعد السوق المصري البوابة الرئيسية لنفاذ صادرات واشنطن لعدد كبير من دول قارة إفريقيا، وهو الأمر الذي ساهم في جذب مشروعات استثمارية أمريكية ضخمة للعمل بالسوق المصري.
وأشار الخبراء إلى أن وزيادة حجم التدفقات الاستثمارية الأمريكية بمصر في ضوء برنامج الإصلاحات الاقتصادية التي تنفذه مصر بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، والذي يستهدف القضاء على المشاكل الهيكلية التي عاناها الاقتصاد المصري لعقود، فضلاً عن التعديلات التشريعية والإجرائية التي تتم حاليا من أجل توفير البيئة المواتية للاستثمار، وقد عزم ممثلو عدد من الشركات الأمريكية العاملة في مصر مؤخرا على زيادة استثماراتهم ، في مجالات تكنولوجيا الحاسبات، والاستثمار والتطوير ية.
حيث أشاد أكثر من ممثلي 40 شركة أمريكية بالإصلاحات الاقتصادية في مصر، مشيرين إلى أن مناخ الأعمال الحالي أصبح مناسبا لجذب المزيد من الاستثمارات الأمريكية إلى مصر، فقد بلغ حجم التدفقات الإجمالية للاستثمارات الامريكية نحو 21.6 مليار دولار، حيث قامت الشركات الأمريكية بضخ استثمارات جديدة وتوسيع نشاطها في مصر بنحو مليار دولار خلال العام المالي الماضي 2017/ 2018، مؤكدة رغبتها فى ضخ استثمارات جديدة في السوق المصرية خلال الفترة المقبلة، من خلال وفد استثماري يضم كبريات الشركات الأمريكية، سيزور مصر في أكتوبر المقبل.
قال طارق توفيق رئيس غرفة التجارة الأمريكية بالقاهرة، إن الولايات المتحدة تحتل 30% من صافي تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة بالسوق المحلية المصرية عبر 100 شركة عاملة، وسجلت إجمالي التدفقات بنهاية العام الماضي نحو 2 مليار دولار.
وأوضح أن حجم التبادل التجاري المشترك نحو 5.5 مليارات دولار، مضيفا أن الحكومة المصرية لديها رؤية للمضي قدمًا في تحقيق التنمية المستدامة عبر الإصلاحات الاقتصادية الجريئة.
و قال مجدى طلبة، رئيس المجلس التصديري للصناعات النسيجية السابق، إان الصادرات ستكون الأسرع استجابة. وشدد على ضرورة العمل على تعميق الصناعة المحلية خاصة في اصناعات الواعدة، مشيرا إلى أن صادرات مصر من الملابس تصل إلى 1.2 مليار دولار، بينما تصل صادرات بنجلادش إلى 32 مليارا وفيتنام إلى 22 مليار دولار.
ولفت “طلبة”، أن معدل الصادرات المصرية لا تتناسب مع المتاح من إمكانيات ولكنها تحتاج إلى توظيف جيد، وإدخال تكنولوجيا حديثة في جميع الصناعات لتتواكب مع الصناعات الحديثة ومتطلبات السوق العالمية، وأشار إلى إمكانية تخصيص منطقة صناعية في كل صناعة، على أن يتم مدها بالتكنولوجيا الحديثة بدلا من تبديد الاستثمارات في عدد من المناطق التقليدية.
وفيما يتعلق باتفاق الكويز، قال إن صادرات مصر من الكويز تصل لنحو 850 مليون دولار مقابل نحو مليار دولار قبل عامين، في الوقت الذي كان من المفترض أن تصل فيه الصادرات لنحو 10 مليارات دولار إذا تم تطبيق المنظومة بطريقة صحيحة، كما كان يقضي الاتفاق في البداية.
وبشأن إمكانية زيادة عدد المناطق المشاركة في الاتفاق وتقليل المدخل الإسرائيلى، قلل من أهمية هذه الإجراءات، مشيرا إلى أن مصر لم تستخدم كامل طاقتها الإنتاجية من المناطق الحالية المتاحة ولابد من تفعيلها، مشيرا إلى أن الدلتا بالكامل داخل الكويز، فضلا عن المنيا وبني سويف من الصعيد، لكن لم تستفد من ذلك.
قال علاء البهي عضو اتحاد المستثمرين للمستثمر الأجنبى فقط. وأوضح البهي أهمية توقيع اتفاق تجارة حرة مع أمريكا حاليا داعيا إلى توطيد التعاون الأمريكى في مجال الاستثمار في القطاع الصناعي، بالإضافة إلى الاستثمار في البترول ومجالات الطاقة الجديدة والمتجددة خاصة الطاقة الشمسية.
قال السفير جمال بيومي ريئس اتحاد المستمرين العرب، إن السوق الأمريكية تمثل وجهة تصديرية مهمة لعدد كبير من السلع والمنتجات المصرية التي تتمتع بتنافسية وقبول لدى المستهلك الأمريكي، لافتاً إلى أن السوق المصرية يعد البوابة الرئيسية لنفاذ الصادرات الأمريكية لعدد كبير من دول قارة إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط وهو الأمر الذي ساهم فى جذب مشروعات استثمارية أمريكية ضخمة للعمل بالسوق المصرية.
وأشار “بيومي”، إلى أن العلاقات التجارية والاستثمارية بين مصر والولايات المتحدة تعكس مستوى العلاقات الثنائية المتميزة التي تربط القاهرة وواشنطن، لافتا إلى إمكانية مضاعفة هذه العلاقات لمستويات غير مسبوقة خاصة في ظل حرص الحكومتين المصرية والأمريكية على تعزيز التعاون الثنائي والجهود الحثيثية لمجتمعي الأعمال بالبلدين والهادفة لتوسيع أطر التعاون الاقتصادي المشترك بين مصر والولايات المتحدة.
كما يمثل البعد الاقتصادي جانبًا مهمًا في العلاقات بين مصر وأمريكا العلاقات، بينهما عدة أشكال أبرزها المعونات الاقتصادية الأمريكية لمصر واتفاقية تصدير سلع بقيمة 900 مليون دولار إلى السوق الأمريكية عبر بروتوكول المناطق الصناعية المؤهلة (الكويز) بنهاية العام الجاري.
وأكد “بيومي”، أن أهم الصادرات المصرية للولايات المتحدة تتمثل في الملابس الجاهزة والمنسوجات والاسمدة والحديد والصلب والورق والخضر والفاكهة واللدائن. كما تتضمن أهم بنود الواردات المصرية في الطائرات المدنية واجزائها والفول الصويا والفحم الحجري والبيوتان.
وأوضح “بيومي”، أن الاستثمارات الأمريكية في مصر تبلغ حاليا 2.4 مليار دولار في 1222 مشروعاً تعمل في قطاعات الصناعة والخدمات والإنشاءات والتمويل والزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لافتا إلى أن الاستثمارات الأمريكية في مصر تمثل نحو 35.4% من الاستثمارات الأمريكية المباشرة في القارة الأفريقية و 46.2% من الاستثمارات الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط، حيث تعتبر مصر أكبر مستقبل للاستثمارات الأمريكية في قارة أفريقيا والثانية في الشرق الأوسط.
وتعد الولايات المتحدة من أكبر وأهم الدول المستثمرة بالسوق المصري على مستوى العالم.