كيفك أنتِ .. ليست كما قالت جَارتِك فيروز، بل كما تُتَمتمَ عاشِقتُكِ الأرض، يا من بضيهِ استنارَ قلبي لثوانٍ وها هو بَعدُكِ في ظلامٍ دامسٍ لزمانٍ لوحشته حَسبه دهراً .
اليوم ككل يوم … يومك ، والوقت دائما … وقتك .
لا ادري ماذا أكتب، أأرَثيكي؟ أم أرثيني !! لكن حتما سأرُثي ابننا البكر .
إذا رثيتك فهوذا اعترف أنك يوما اسكنتني ولكن كيف يقبل اليتيم أن يدفن أماً ماتت لتوها … أو كيف يَعِقلُ أنه لن يراها مجدداً، وإذا رَثَيِتَني فبذلك اُعِلنَ انتصار وحشتك وغربتي كانهزام أمة لا تقوى استقلالها فترجو المستعمر المستبد أن يبقيها عبدة له ولكن هيهات فمن ذا استعمر الأرض يوما !
اعتقدت يومها أني دفنت في يدك جثة طفلنا العالقة بي نسباً وحزناً، ولكن تراي ما تركت يومها إلا نطفةً لتنمو بطفلٍ جديد ولكنه لا يَصبرُ التِسعَ ليولد بل وكانه وُلِدَ يومها ليعود لاحقا بي خلفاَ لاخيه ولكنه ذو حياة ، وكأنك إلهَهً كفينوس التي طالما شبهتُكِ بها تتحكمين كيف تحبلين ومتى تلدين ، وكأنني مثل الإغريقي الساخط على اَلهتهُ فمن سقم وجعه لعنها انقاماَ فما صبرت الكلمة أن تمرُ بشفتيهِ فعادت بأمر الآلهة لتستقر بجوفهِ ما حَيي درساَ ألا يتجاوز من علاَّهُ يوماً، فيا ربةً اغفري إلى من اسئتي إليه وعودي حياة إلى كونه أو بسلطانك تشفقين فتأمرين أن تفارقه ما بقي لديه من روحك وريحك وراحتك ليرتاح بنسيانك موتاً بين جثث قتلاكي ولكن تُراه أي موت يقبل … موته بك أم موته عنك !!
مَضيتُ … مَضيتُ وتُراني ساكننا وأنتِ تَمضينَ صوب عالمك، فكمِثلُ السجين الذي يتركُ زائراً ويمضي ضجرا ظاناً انه حرٌ فتراه يمضي إلى سجنه ويحلق زائرهُ حراً بين الأفق .
هربا منك عدت إليك. كما يجري طفل باكياً لحضن أمه دون غيرها رغم أنها من أبكتهُ ولكنه لا يعرف سواها وطن .
عدت يومها منتظرا رؤيتك … فقط رؤيتك فلا طمع لظمآناً إلا الارتواء فلا تغرينَّهُ أصناف العصائر كلها لأن لا حاجة له سوى الماءٍ ، انتظرتُكَ صبراً وعدلاً نُلتَ ما صَبَرتْ .
” اثق الخطى يمشي ملكا “جلَّ ما يوصف دخولك المهيب، تشابهاً ذَكَرتُ يوم تتويجكِ مَلكة فوقَ حتحور وفينوس وأوزوريس وها هُنَّ يحنونَ جباههُنَ عندَ وصولكِ لا عن رضا فمتي رضيتْ أنثى أن تعترف بأن هنالكَ مَن تفوقها سُطوَةً وجمالاً وبهاءً، رأيتُكِ ذاهلاً … ثملاً من خمرِ عشقُكِ ذَهبتُ إليكِ ثانية يومئذ لأقدِم فروض الطاعة لمالكتي … حينها سَبقت كبرياءُ نظرتك كالعادة يدكِ لتتعلق بها عينايَ قبل مصافحتها راحتي، واضِعَة ابننا في يدي ولكن منذ متى للملكات جوارٍ … فهل تُرَاني ملكك أم ملكك … أم أني من وليتك عرشي أم أنك جارية من فرط عشقها خيلتها مليكتي .
إلى اليوم ما فارقتني غَمضَةً ومثل اليوم إشهارَ مُلككِ وحربَهن ليستردوني منكِ وينزلنكِ عن عرشي فكلُ عامٍ وانتِ مَليكتي يامن ماصَبَرَتِ يومً لتَنفيني خارج مملكتي مشردا دونك .
رسالتي ” أتذكرينَ بابَ جنتي الذي تركتيه لأخرياتٍ دونكِ هربناً … هو الآن مفتوحٌ فارجعي متي شئت إلى مملكتي وأعدكِ يومها ساكون ملكك وليس ملكك ” .