في إطار مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي التقت “وطني” بجابرييل براندستيتر، أستاذة دراسات المسرح والرقص المعاصر والتي تعمل أيضاً كمنظرة مسرحية ألمانية، وذلك على هامش كلمتها والتي القيت بعنوان “الأجساد المتحولة في الرقص المعاصر” بدار الأوبرا المصرية.
قالت “جابرييل”، إذا أردنا أن نحول نص ما أو عمل أدبي أو بروفايل لشخصية أو عدة شخصيات إلى رقصة، يجب أن نلجأ إلى “مترجم” لديه وعي بالكتابة وبالرقص، كلاهما، وهو سيستطيع أن يعطي توجيهات للراقصين الذين يريدون التعلم من النص. ويجب على هذا “المترجم” أن يكون واعيًا وعيًاً خاصًاً بالنص وكيفية كتابته وتاريخه وكيفية ترجمته إلى حركات راقصة.
أضافت “جابرييل”، في حوارها مع وطني: “إن الرقص يمكن أن يحرر أجسادنا وأرواحنا لأن حركته في تدفقها يماثل حركة الهواء أو الماء، وهو يذكرنا بأننا ككائنات اجتماعية وكبشر نتحول بشكل منظم، ولذا علينا أن نترابط، فلسنا أشخاص وحيدين ومنفردين، علينا أن نتواصل، والرقص هو فن التواصل أيضًا.”
وألمحت “جابرييل”، إلى أنها ليس لديها انطباعات كافية عن عالم الرقص المعاصر في مصر للحصول على صورة واضحة، مشيرة إلى أن الرقص المعاصر في مصر –من خلال ما تعرفه- يتعامل، بشكل مثير للاهتمام، مع التقاليد والتجارب، وهو واعي بما يحدث في مجال الرقص المعاصر على مستوى العالم، وهو يسعى لخلق طريقة خاصة به. ويعرف الراقصون ومدربو الرقص في مصر مايحدث في عالم الرقص وسائر المهرجانات، وهم يسعون لتطوير ملفاتهم الشخصية، قائلة: “أتطلع لرؤية ما هو قادم”.
وفي سؤال حول سمو رقصات بعينها كالرقص المعاصر والباليه عن أنواع أخرى من الرقص أجابت أستاذ دراسات المسرح والرقص المعاصر: “هذا سؤال مهم جدا. في رأيي الشخصي لا يوجد ما هو عالي وحقير في الرقص. الباليه –على سبيل المثال- نشأ كممارسة أرستقراطية ولكنه ليس أسمى من رقصات أخرى كالرقص الشعبي أو الهيب هوب مثلا، بل أنه كان في وقت سابق رقص اجتماعي أيضًا كسائر الرقصات الأخرى. لذا اعتقد إنه ينبغي ألا نقيم رقصة بأنها سامية أو متواضعة، بل نرى ما تقدمه الرقصة ونرى تحولاتها وتطورها التاريخي، ومن هنا نجد دائماً شيئًا جديدًا.