انتشرت خلال الأسبوع الماضي حملة تحت هاشتاج “خليها تعفن” علي صفحات مواقع التواصل الاجتماعي كنوع من الاعتراض بين المواطنين علي الازدياد المطرد في الأسعار من قبل تجار الخضروات والفاكهة ولاقت الحملة تفاعلا كبيرا بين رواد صفحات التواصل الاجتماعي وكذلك بين المسئولين ،فخرج تجار سوق العبور ورئيس ونائب شعبة الخضروات والفاكهة متضامنين مع الناس ومستنكرين ما يحدث في السوق وكذلك مؤكدين أن الأسعار في سوق العبور _والذي يعد المورد الأكبر للتجار _ أقل بكثير جدا مما تظهر به للجمهور ، ومناشدين تجار التجزئة بخفض الأسعار .
جدير بالذكر أن تجار التجزئة عانوا بالفعل ركود وتعفن بضائعهم جراء تفاعل الناس مع المبادرة سالفة الذكر.
وبعد أسبوع كامل من المبادرة والتى من المفترض انتهاؤها اليوم أو معاودتها مرة اخري حتى تنخفض الأسعار ، أكد بعض التجار بشعبة الخضروات والفاكهة بغرفة القاهرة التجارية، اليوم الجمعة.
فيقول يحيى السني رئيس الشعبة إن الأسعار انخفضت بشكل كبير في الجملة، حيث وصل كيلو المانجو 15 جنيهًا، وليس كما يتردد بأن السعر وصل من 25 الي 30 جنيهًا في سوق الجملة، نتيجة الركود الذي يعاني منه السوق.
وأتفق معه جمال علام نائب رئيس الشعبة أيضا، فخرج قائلا، إن أسعار البرتقال والموز والرمان تراجعت خلال الأسبوع الحالي، بما يترواح بين جنيه و2 جنيه في الكيلو الواحد، كما أن أسعار الجوافة ستتراجع بشكل كبير خلال الأيام المقبلة لبدء موسمها الجديد.
وأضاف علام أن سعر المانجو العويس تراجع إلى 17 جنيهًا وهي أفضل أنواع المانجو في الأسواق، فيما وصل كيلو المانجو الزبدية إلى 12 جنيهًا، موضحا أن اختلاف سعر النواع الواحد من منطقة لأخرى يرجع إلى تباين درجة جودة النوع.
وأرجع كلا من السني وعلام، ارتفاع أسعار الفاكهة خلال الفترة الماضية إلى قلة توافرها بالأسواق نتيجة تراجع المحصول خلال هذا الموسم، بالإضافة إلى تلف بعض أصناف الفاكهة بسبب العوامل الجوية، وتكاليف النقل، وهو ما تتسبب في نقص المعروض أيضا من هذه الأصناف.
وتوقع كليهما، أن تشهد الاسعار مزيدًا من التراجع خلال الفترة المقبلة مع بدء نزول المحاصيل الشتوية مثل البرتقال واليوسفي والرمان والجوافة.
وعن تأثير حملات المقاطعة، يرى السني أن حالة الركود الكامل الذي يشهدها سوق الفاكهة بدأت بعد عيد الأضحى مباشرة، وليست بسبب حملات المقاطعة التي دشنها المواطنين.
واتفق معه علام، حيث يقول إن أثر المقاطعة سيصل إلى سوق الجملة متأخرًا وأول المتضررين في حالة نجاح حملات المقاطعة هم تجار التجزئة.
ويقول علام، “لو المقاطعة هتجيب نتيجة يبقي إحنا محتاجين مقاطعة لكل السلع لأن كل حاجة في الأسواق مرتفعة مش الفاكهة بس”.
وبحسب علام والسني، فإن المعروض من الفاكهة متراجع بنسبة كبيرة خلال هذه الموسم، قائلين،”مفيش فاكهة أصلا موجودة في السوق علشان تحمض أو تعفن”
ويقول السني، “مصانع العصائر مش لاقية فاكهة تصنع منها عصائر بسبب انخفاض المعروض منها”.
وأضاف علام أن أسعار المانجو هي أكثر الفاكهة ارتفاعًا في السعر هذا العام نتيجة قلة المحصول، لافتا إلى تلف نحو 80% من المانجو في محافظة الإسماعيلة بسبب انتشار مرض “الهباب الأسود”، والذي يمثل نحو 90% من إنتاج مصر للمانجو.
وكانت أسعار الفاكهة قد ارتفعت خلال الفترة الأخيرة بين 30 إلى 40%، وهو ما أحدث اضطرابًا في الأسواق، بحسب تصريحات سابقة للسني.