نظم مكتب الأمم المتحدة الإعلامي بالقاهرة مؤتمراً صحفياً بمناسبة زيارة المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، بيير كرينبول إلى القاهرة.
هدفت زيارة كرينبول إلى لقاء مسؤولين ودبلوماسيين مصريين رفيعي المستوى ولحضور اجتماع وزراء الخارجية العرب في الجامعة العربية، في محاولة للتغلب على أزمة التمويل الحالي الغير مسبوقة للوكالة. فقد خسرت الأونروا 300 مليون دولار أمريكي بعد أن أصدرت الإدارة الأمريكية قرارا مفاجئا لخفض تمويلها، مما أثر على قدرة الوكالة على تقديم الخدمات الإنسانية إلى 5.4 مليون لاجئ فلسطيني.
هذا وقد اعتبر بيير كرينبول، خفض الولايات المتحدة الأمريكية تمويلها للأونروا “قرارًا سياسيًا”، قائلًا: “إن محاولة إقحام الأبعاد السياسية في مسألة اللاجئين أمر وارد، ولكن لا يمكن لدولة واحدة أن تقرر الأمر لأن تفويض الأونروا، وتعريف اللاجئين الفلسطينيين كان بموجب قرارات من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتتم مراجعتها بشكل دوري، وبالتالي فإن تغيير التعريف لا يكون بقرار من دولة منفردة وإنما من الجمعية العامة.”
وقال كرينبول إن دعم الأونروا يجب أن يكون دائمًا بعيدًا عن السياسة والضغط الدولي.
وأضاف، أن بعض ما يقال حول القضية الفلسطينية واللاجئين من قبل الإدارة الأمريكية، هو أنهم حصلوا على صفة اللجوء بالوراثة، وهو أمر خاطئ برأيه .
وأعرب المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) عن تقديره البالغ لمصر ، للجهود التي قامت بها مصر لدعم وكالة الأونروا، خلال فترة رئاستها للجنة الاستشارية للوكالة. كما أعرب عن شكره لدول عربية، من بينها المملكة العربية السعودية والإمارات والذين أعلنوا تقديم 50 مليون دولار مساعدة للأونروا لدعم اللاجئين والأطفال الفلسطينيين وحقهم في الدراسة وتوفير الخدمات الصحية لأكثر من مليون ونصف محتاج من اللاجئين الفلسطينيين.ملمحًا إلى أن الوكالة تحتاج 200 مليون دولار بشكل عاجل لسد عجز العام الحالي.
ولفت كرينبول إلى أن ما تقدمه الأونروا ليس له علاقة بالصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، فالوكالة تقدم خدمات أساسية مثل الصحة والتعليم، وتقدم مساعدات عاجلة يجب أن تظل متوفرة وأن يتم حمايتها بكافة الوسائل.
وأكد كرينبول استغناء الوكالة عن ٢٥٠ موظف من أصل ٣٠ ألف موظف يعملون بها، وقال: “يجب النظر في هذا القرار الذى أجبرنا على اتخاذه”.
وكشف كرينبول عن أن 90% من الموظفين لدى «الأونروا» من اللاجئين الفلسطينيين، وقال إنهم مرتبطون بهذا المجتمع وعلى دراية كاملة باحتياجاته كما هو الحال في سوريا وقطاع غزة، وأيضا في الضفة الغربية.
وأضاف بيير كرينبول أن هناك دعمًا سخيًا من دول الخليج ودعمًا آخر من بلدان أوروبية وآسيوية حرصت على أن تدعم الأونروا، آملًا أن يكون هناك ما يكفي من أرصدة مالية لمواجهة الأزمة التي تمر بها الأونروا في الوقت الراهن، لافتًا إلى أن عدد الدول التي تقدمت بدعم إلى الأونروا قد زاد بعد قطع الولايات المتحدة لدعمها.
ورحب كرينبول بأي إسهامات من الأفراد والقطاع الخاص لدعم الحملة التي أطلقتها الأونروا تحت عنوان الكرامة ليس لها ثمن، والتي لاقت تجاوبًا من الأفراد، مؤكدًا أن إسرائيل لا تقدم أي دعم لبرامج الأونروا.
وعن كيفية سد العجز، قال كرينبول: “إن هناك حدثًا قريبًا سوف يكون مهمًا جدًا بدعم من السويد والأردن للدفع قدمًا لحل الأزمة، بالإضافة إلى الدعم الذى قدمته اليابان والصين والهند والاتحاد الأوروبي”.