· لأول مرة في تاريخ مصر سيدة تعتلي منصب محافظ
· نادية عبده تسجل الأولى في تاريخ مصر ومنال عوض تكمل المسيرة لتصبح الأولى قبطيا
· 5 سيدات وضعنا على الطريق في التشكيل الجديد بوصولهم لنائب المحافظ
· سيدات المجتمع يحلمون بالأكثر للمرأة.. ويتسألون لما لا تصل يوماً إلى رئاسة الجمهوري
· محافظة البحيرة السابقة: أعود لقضاء وقتي مع أسرتي.. وخبرتي تحت أمر “منال عوض” ورسالتي لفتيات المستقبل “سوف تصلن”
نقول المحافظة وليست السيدة محافظ.. تبجيلاً للدور الوطني والمكانة الرفيعة السياسية التي اكتسبتها المرأة عبر نضالها بالمجتمع المصري وتثبيتاً لهذا الحق .. وتحقيقاً لرغبة أول محافظة بمصر، بأنها تسعد جداً إذا تم تأنيث الكلمة؛ لذلك سوف نسرد التحقيق بكلمة التأنيث.
وانطلاقاً من هنا نود قول أن المجتمع المصري يشهد العصر الذهبي للمرأة، بدايةً من أطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسي سنة 2017 عام المرأة وخلاله تم تعيين أول امرأة بمنصب محافظ، وهي المهندسة نادية عبده مروراً بما قدمه الرئيس من احترام للمرأة على جميع المستويات بتكريمه لـ”فتاة العربة” صاحبة صورة جر عربة البضائع بالإسكندرية، وصولاً بتثبيت تلك الإرادة السياسية لتلك الحق للمرأة، وتعيين امرأة قبطية بمنصب محافظ دمياط وهي الدكتورة منال عوض نائب محافظ الجيزة سابقاً ، فضلاَ عن تعيين خمس سيدات نواب للمحافظين بالتشكيل الجديد، وهن:”لمياء أحمد عبد القادر سعد لمحافظ الجيزة، يسرا عطية محمد عطية لمحافظ البحر الأحمر، نهال محمد علي فتحي بلبع لمحافظ البحيرة، إيمان عمر ريان عبد العزيز لمحافظ القليوبية، حنان مجدي نور الدين محمد لمحافظ الوادي الجديد” .
ثم تبدأ انطلاقة الدكتورة منال عوض محافظة دمياط، بقوة عقب أداء اليمين الدستوري وأستلام المنصب؛ لتعلن مدى الحماسة والإرادة وحب تحقيق الذات، ففي أول أيام لها تنزل للشارع لعمل جولات ميدانية، وداخل الوزارة اجتماعات دورية مكثفة لمعرفة كافة الملفات وسرعة العمل عليها؛ لتعلن أول تصريحات بأنه على «المسؤول الشاطر هو الذي يجيد التعامل مع القضايا وتذليل أي عقبات تواجهه، بطرق مبتكرة وبعيدًا عن الروتينية، والقيام بتوفير الإمكانيات دون اللجوء لشماعة فلوس الحكومة».
ونأتي هنا لنستمع لتجربة السيدة الأولى في تاريخ مصر التي حصلت على منصب محافظ، وهي المهندسة نادية عبده محافظة البحيرة السابقة، التي بدأت حديثها لوطني قائلة: دائماً ما أكون أنا الأولى بالمناصب الغريبة؛ مثل نائب محافظ ورئيسة شركة المياه، ثم محافظة البحيرة، و لقد شرفت بهذا الاختيار وشعرت وقتها أن الدولة قادرة على أخذ تلك القرارت ووضع المرأة في سدة الحكم بجميع المناصب السياسية ، وأشعر حالياً بالفخر أنني أول امرأة في التاريخ المصري والعربي أعتلي منصب محافظ ” .
وتابعت “عبده”: اختيار القيادة السياسية ليا بهذا المنصب جعلني في قمة الحماسة والإرادة والشغف بعملي ، فعملت بقوة وتحدي واقتحمت جميع ملفات المحافظة، فكنت دائماً في الشارع وسط المواطنيين لم أعمل من خلال المكتب والأورق الرسمية بل نزلت للقري والمراكز ، فكنت يومياً أنزل بجولة تفقدية في شوارع المحافظة، مما انعكس على مشاعر المواطنين عقب التشكيل الجديد فلم يكفِ الموبايل الشخصي لي عن استقبال الاتصالات من أهالي المحافظة لثناء كل عبارات الشكر .
وأضافت “عبده”، أنها خلال العام ونصف أنجزت الكثير من الأعمال بالمحافظة، مثل تشغيل ثلاث محطات مياه كانوا متوقفين تماماً منذ أكثر من عشر سنوات، وتم ذلك بالتعاون مع وزارة الإسكان ، فعملت حتى تصل المياه لكل بيت بالمحافظة في النجوع والقرى النائية، أيضاً عملت على تحويل محافظة البحيرة من محافظة زراعية إلى محافظة زراعية صناعية استثمارية، فأقمت 4 مناطق صناعية ، أعتقد يوجد بهم اليوم استثمارات بمليارت الجنيهات.
“كما أنني خرجت عن الصندوق في حل الأزمات فلم أقف مكتوفة الأيدي أمام عقبة التمويل، فمثلاً المناطق الصناعية كان لا يوجد لها تمويل من وزارة الصناعة، ولكني بطريق غير تقليديا استطعت أن أحصل على تمويل لتلك المناطق، وهذا ما جعل المستثمرين يتكالبون على محافظة البحيرة، بجانب أنني قمت بتذليل العقبات والروتين أمامهم، بالإضافة إلى أنني أنشأت أكثر من 25 محطات صرف صحي ومحطات روافع للصرف،أيضا ً افتتحت أكثر من 15 مشروع لتدعيم شبكة الكهرباء وتجهيز المحاولات ، و عملت على ترشيد الطاقة الكهربائية، فأنشأت لجنة لترشيد الكهرباء ، نتج عنها توفير 90 مليون جنيه من الترشيد خلال العام قبل الماضي ، ومن هنا أريد أن أؤكد لا يوجد شيء يقول هناك أمور لم تستطيع المرأة القيام بها مثل الرجل ، وفي النهاية أنا افتخر بالإنجازات والملفات التي عملت فيها جهد لم يفعله الرجال بالمحافظة ، موضحه أنها حالياً تجتمع بالمحافظ الجديد لتسلمه جميع الملفات”.
وأشارت “عبده”، إلى أنها سوف تسعد أذا ما تم تأنيث كلمة محافظة، حتى يكون للمنصب معناه باللغة العربية ، لافتة أن الدكتورة منال عوض محافظة دمياط ، كانت نائبة لمحافظة غير سهلة، وهي الجيزة وبالتأكيد هي اكتسبت خبرات من تفاعلها مع المحليات وتعاملها مع المواطن ، وهذا ما سوف يؤهلها للعمل بمحافظة دمياط ، وأقول لها من خلال تجربتي أن شغلة المحافظ تحتاج كم من المعرفة بكافة تفاصيل المجالات والملفات والوزرات بالدولة .
وتابعت “عبده”: أود أن أقول لدكتورة منال عوض أيضاً، سوف يفتقدك أهلك وأسرتك كثيراً لأن العمل بالمحافظة يستغرق يومياً 12 ساعة، وأتمنى لها كل التوفيق أنا “تحت أمرها إذا احتاجت شيء” .
وفي النهاية، أعلنت المهندسة نادية عبده، أنها سوف تقوم خلال الفترة المقبلة بقضاء وقتها وسط أسرتها وعائلاتها وأولادها، الذي انقطعت عنهم طوال فترة العمل بالمحافظةا، ثم تعود للحياة العملية مع أولادها بشركاتهم الخاصة لمساعدتهم بخبراتها .
وعن طموحاتها المستقبلية، قالت عبده : لم أطمح يوماً في أي منصب قياديا، فحين تم اختياري بتلك المناصب في كل مرة كنت أتفاجأ بالقرار ، ولكن إذا عرض عليه منصب سياسي آخر سوف أفكر بالأمر وقتها .
وتوجه المهندسة نادية عبده رسالة لفتيات المستقبل قائلة ، ذاكروا واقرأو وتأكدوا أنمجهودكن سوف يكلل بالنجاح لأعلي المناصب .
آراء سيدات المجتمع
قالت مارجريت عازر وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، إنهم كثيراً ما طالبوا بوصول المرأة لمنصب محافظ ولكن لم يكن هناك أي استجابات، وكان الرد دائماً عبارة عن أن المجتمع غير مؤهل لذلك ، مشيره إلى أنهم يعتبرون عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي العصر الذهبي للمرأة ، موضحه أن تجربة نادية عبده كانت ناجحة مما جعل الأمر مرسخ لدى الإرادة السياسية، تجلي ذلك في وصول حوالي 5 سيدات لمنصب نائب المحافظ ومحافظة لدمياط، فهذا أن رئيس يريد تثيقل المواهب بالخبرات ويضعهنا علي طريق المناصب.
وأضافت “عازر”، أنها تأمل وصول المرأة إلى منصة القضاء، مشيره إلى أنه يوجد 20 % من السيدات بالوزرات نأمل وصول إحداهن إلى رئاسة الوزراء ، كما نتمنى وصولها لمنصب رئاسة الجمهورية .
وترى “عازر” ، أنه على الأحزاب دور في إعداد الكوادر سواء النسائية أوغيرها لتقليد المناصب الإدارية بالدولة .
وتعلق “عازر” على حملات السخرية من تعيين امرأة قبطية محافظ ، بأنه هذا الكلام بعيد كل البعد عن المواطنة وحق الدستور والقانون ومن ينشره لم يوجد لديه أدنى معرفة بقيمة المواطنة ولم يستحقوا حتى الرد عليهم .
وأشارت “عازر”، إلى أن تجربة المهندسة نادية كانت ناجحة شهد به الجميع ، وانتظر من دكتورة منال أداء جيد كما يشهد لها الجميع .
و في سياق متصل، قالت المستشارة تهاني الجبالي رئيسة المبادرة الوطنية للتفاعل الإيجابي ، أن ما يحدث هو جزء من التطور الأجتماعي لدور المرأة وإيمان القيادة السياسية بتطوير هذا الدور، فكنا نأمل وصول المرأة للحكم المحلي ، فكانت التجربة الأولى مع المهندسة نادية عبده.
وتابعت “الجبالي”: أرى أن التجربة في تطور اجتماعي ، فلدينا الآن سيدتان محافظات وعدد من النواب، وهذا يعني أن المرأة المصرية في طريقها للثبات والاستمرار والتطور بحصولها على حقوقها ، مشيرة إلى أنها تتمنى وصول التجربة للعمق بتنصيب المرأة رئيسة للحي وغيرها من مناصب المحليات .
وترى “الجبالي”، أن كل المناصب القيادية تصلح للمرأة، فيما لا تصل المرأة إلى رئاسة الجمهورية والوزراء؟ ، مشيره إلى أن منظمات حقوق المرأة تقوم بدور الحشد وتعزيز المطالبة بحقوق المرأة داخل المجتمع .
وتعلق “الجبالي” على ردود الأفعال الساخرة على السوشيل ميديا بشأن تعيين امرأة قبطية محافظة ، بأنها ترى قبول أكثر للدكتور منال عوض وما يحدث شيء طبيعي يوجد بجميع الدول فنجد صراعات بألمانيا حالياً ، مشيره إلى أن المجتمع في طريقه للتعافي من ظاهرة التميز .
وعلى الجانب الآخر، تقول تهاني الجبالي ، محافظ دمياط تمتاز بأنها محافظة صناعية وإنتاجية كبيرة ، لأنها رمز لصناعة الأثاث في مصر، وأتمنى من دكتورة منال عوض أن يكون لديها خطة تطوير للمحافظة من خلال التميز النسب بوجود ميناء بها على البحر وبعض الامتيازات الاقتصادية مثل صوامع القمح ، انها تتباهي بتجربة دكتورة منال .
نبذة عن المحافظتين نادية ومنال
نادية عبده
ولدت في أربعينيات القرن الماضي وتخرجت في كلية الهندسة جامعة الإسكندرية قسم الكيمياء عام 1968، وأجرت بعدها دراسات عليا في مجال الصحة البيئية وحصلت على ماجستير في الهندسة الصحية جامعة الإسكندرية، ولها من اسلأبناء اثنين أشرف وأيمن وهما من خريجي كلية الهندسة.
كانت عضو مجلس إدارة الجمعية العامة لمعهد البحر الأبيض المتوسط IMEبفرنسا منذ عام 1987، وعضو الجمعية العامة للمجلس العالمى للمياه acwuaوعضو جمعية رجال أعمال الإسكندرية ،وتم تعيينها نائب محافظا للبحيرة في 2013 ، ثم منصب رئيس شركة مياه الشرب بالإسكندرية لمدة 10 أعوام ،و تولت المهندسة نادية عبده، نائب محافظ البحيرة، مرشحة لتولي منصب محافظ الإقليم، خلفا للدكتور محمد سلطان، وتعتبر المهندسة نادية عبدة أول سيدة تتقلد منصب محافظ في مصر.
منال عوض
من مواليد مدينة طنطا بمحافظة الغربية، 1 يونيو عام 1967 ، حصلت على بكالوريوس العلوم البيطرية من جامعة بنها، عام 1989، ثم تمكنت من الحصول على درجة الماجستير جامعة الإسكندرية عام 1995، وحصلت على الدكتوراة في العلوم الطبية من جامعة الإسكندرية عام 1999.
وحصلت على جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الدراسية عام 2007، وذلك عن أبحاث تأثير العدوى والتحصين بفيروس ولقاح جدري الأغنام على مناعة وكيمياء دم الأغنام المختبرة .
و شغلت عدة وظائف منها، عضوًا في الجمعية الطبية المصرية للدواجن، والجمعية العالمية البيطرية للدواجن، والجمعية المصرية للمناعة، إلى جانب الجمعية الفيرولوجية البيطرية.
كما تم تعيين الدكتورة منال ميخائيل، وكيلًا لمعهد الأمصال واللقاحات البيطرية للأبحاث والدراسات بوزارة الزراعة، ثم تم تعيينها عام 2015 نائبًا لمحافظ الجيزة.
وتسلمت الدكتوره منال عوض جائزة اليونسكو لمدن التعلم لعام 2017 ضمن16 مدينة فائزة على مستوى العالم وذلك ضمن فعاليات المؤتمر العالمي الثالث لمدن التعلم الذي اُقيم بمدينة كورك ايرلندا.