قالت لي زوجتي لا تعتذر ستظل طول عمرك مكسورا وأنا لا أحب أن أراك مشروخا
شربت ماء مليئا بالديدان..وجلست مع ملكتين..وعشت مع الجنود في النكسة والنصر
الثورة حلم… ولكن نتائجها لم تظهر حتي الآن
الصحفي وسائق التاكسي يعيش كلاهما داخل أعماق من يتعامل معهما من الوزير إلي الغفير…فأنا حائر هل أفتح قلبي لابنتي كاترين!!.
هكذا كتب صفوت عبد الحليم في عمودهلحظة صدقمنذ أسابيع عندما طلبت إجراء حوار معه..ساعات لم يبخل بها ولم أشعر بطول الوقت معه وأنا مندهشة لكل هذا الكم من التاريخ الصحفي..سافر إلي بلاد كثيرة حول العالم وكاد أن يفقد حياته العديد من المرات ورغم صلابته التي أثارت إعجاب الكثيرين وكان من نتائجها إيقاف علاوته, إلا أنه يتمتع بإنسانية عالية نلمسها جميعا بالجريدة فبتواضع شديد ينبع من شخصية لا تعرف سوي الحب يذهب إلي جميع الصحفيين في مكاتبهم يسلم عليهم كل صباح…
تاريخ طويل في عالم الصحافة امتد لأكثر من ستين عاما…خزينة مليئة بالذكريات شاهدة علي فترة مهمة في تاريخ المصريين..التحم بها عن قرب من خلال تغطياته الصحفية حول هذا التاريخ المهني والأسري…فتح لنا قلبه لإخراج ما في جعبته للأجيال…فكان هذا الحوار.
* من مؤامرة اغتيال في إريتريا إلي الجلوس مع ملكتين؟ما القصة؟
* * بابتسامته الصافية يجيب:أغرب رحلاتي الصحفية كانت في إريتريا أثناء حرب التحرير ضد الحبشة حيث سافرت ثلاث مرات للتغطية الصحفية هناك…والشيء الغريب الذي رأيته أن المنطقة أغلبها غابات ومع ذلك وجدت شعبا من أرقي ما يمكن,لأن إريتريا كانت مستعمرة لإيطاليا ولاحظت أنهم ليسوا زنوجا بل لونهم أغمق قليلا من المصريين وشعرهم ناعم جدا وأسنانهم بيضاء فالمنطقة تشتهر بأشجار الآراك ومن فروعها يؤخذ السواك وطوال الوقت كان الأولاد والبنات ينظفون أسنانهم فكانت عبارة عن طقم لولي…وكنت مع زميلي المصور رحمة الله عليه شوقي مصطفيوذهبنا مع منظمة صالح سبي فجاء إلينا مجموعة من الشباب من منظمة أخري غير منظمة صالح سبي وقالوا لنا نحن ندعوكم لكي تجلسوا معنا عند جبال أتاكا فرفض زميلي شوقي بشدة واعتذر بحجة أننا مرتبطون بموعد وعندما عرفطه نورمسئول العلاقات الدولية بهذه الواقعة قال لناأنا كنت جاي أحذركم لأنه كان سيتم اغتيالكم عند هذه الجبال.
وعندما كنت في إريتريا كانت المياه تمر في أخوار مثل الأنهار في موسم الأمطار ولكنها كانت جافة ووجدنا بئرا ووضعنا كوزا لنملأه فإذا به يخرج وهو مليء بالديدان وشربت من شدة العطش.
من رحلاتي التي لا أنساها أيضا المؤتمر الإسلامي للدول العربية الذي عقد في إنجلترا في منتصف السبعينيات في حفل الافتتاح جلست علي مائدة واحدة مع ملكة إنجلترا وفرح ديبا إمبراطورة إيران وبالحس الصحفي لاحظت أن ملكة إنجلترا لايمكن أن يلتقط أي مصور لها صورا دون أن تعطي إشارة معينة بأن تعدل قامتها في موقف شموخ وكبرياء فيسرع المصورون فورا بالتقاط الصور لها..
* وماذا عن صلاح نصر وملف المخابرات؟
* * نشرت سلسلة موضوعات عن المخابرات كانت تتركز كلها حول شخصيةصلاح نصرمدير المخابرات ونشرتها علي شكل اعترافات من شخص من المخابرات العامة ولحساسية الموضوع جعلته يوقع علي كل صفحة للتوثيق ونشرتها بهذا التوقيع في مجلة المصور وكان يكتب أنا فلان أقر وأعترف أن كل كلمة منشورة هي علي لساني…
بعدها رفع صلاح نصر قضية ضدي وضد مجلة المصور وكنت احضر إلي المحكمة مع رئيس التحرير وكان وقتها فكري أباظة وفي إحدي المرات عندما كنت جالسا معه في السيارة فجأة نظر إلي وقال:ميجيش من وراكوا غير المتاعب كل ثروتي وضعتها في دار الهلال وبأخذ 25 قرشا في الشهر عن الأسهم وكمان تسحبوني إلي المحكمة ورفضت القضية بعد ذلك.
* في بلاط صاحبة الجلالة معارك لم تسكت عنها…إيه الحكاية؟
* * عندما رشح أحمد بهاء الدين نفسه نقيبا للصحفيين مدعما من الاتحاد الاشتراكي وكان رئيسا لمجلس إدارة دار الهلال التي أعمل بها وقعت تحت يدي مستندات تثبت وجود توقيعات لزملاء متوفين علي أنهم حضروا الانتخابات!!!فجمعت توقيعات من35 زميلا ورفعنا طعنا للمحكمة بالتزوير ونتيجة لهذا الموقف أخذ مني بهاء موقفا عدائيا وتم وقف علاوتي لمدة ثماني سنوات من دار الهلال ورغم هذا الضغط إلا أنني كنت متمسكا بموقفي أنا وزملائي الذين مضوا علي الطعن ولم أكن أعمل في مكان آخر ومررت بضائقة مالية شديدة حاول خلالها الكثير من زملائي الصلح بيني وبين بهاء لكني كنت مصرا علي موقفي ولزوجتي موقف لا أنساه فرغم أننا كنا نمر بضائقة مالية اضطررنا فيها إلي بيع ثلاجة المنزل إلا أنها كانت إنسانة لها ضمير حي فقالت ليحذاري أن تعتذر لأنك إن اعتذرت ستظل طول عمرك مكسورا وأنا لا أحب أن أراك مشروخا من داخلك.
وبقيت علي هذه الحال حتي نكسة 1967 ففي هذه الظروف لابد أن تغلب مصلحة الوطن علي أي خلافات فذهبت إلي مكتبه وقلت له يا أستاذ بهاء البلد في حالة نكسة ولاتحتمل العداوات أو الخصومات وأقولك أنا رايح أتنازل عن الطعن,وخرجت دون أن أنتظر الرد ولم أعتذر وتنازلت عن القضية, والغريب أنه في عصر أنور السادات ذهب بهاء ليعمل كاتب عمود في الأهرام وفي نفس الوقت صدرت لائحة بالنقابة بجدولة أجور الصحفيين فارتفع مرتبي من 56 إلي250 جنيها.
* كيف رأيت نكسة 67 في عيون العرب؟
* * أرسل الرئيس أنور السادات500 شاب وفتاة و10 أعضاء من مجلس الشعب المصري لحضور مهرجان الشباب العالمي الذي عقد في برلين وكان في المؤتمر شباب من جميع الدول العربية واجتمع هؤلاء الشباب العرب جميعا علي محاكمة الوفد المصري والحكومة المصرية ومصر كدولة والسادات كشخص بسب وشتيمة وتطاول فوق خيال البشر لأننا دولة مهزومة إلا أن الوفد المصري كله كان علي مستوي عال من الرقي فلم نرد عليهم طيلة الشهر الذي مكثناه.
* ما المواقف التي لمست أعماق مشاعرك؟
* * ونحن عائدون من هذه الرحلة وعندما اقتربنا من الإسكندرية وجدت البحرية المصرية تبذل جهدا ضخما داخل البوغاز ومصر تتأهب لخوض حرب 1973 فأسندت ظهري إلي المركب وبكيت بكاء مرا من هذا المنظر الذي هز مشاعري وأنا جريح من تطاول العرب,ويشاء الله أنه بعد ستة أشهر من موقف تجريح الشباب العرب لنا أن قامت الحرب ودخلت سيناء فجر يوم8 أكتوبر وبمجرد دخولي إلي سيناء وجدت دبابة إسرائيلية مدمرة فانكفأت علي الرمل وبكيت بكاء شديدا ثم سألت عن قائد الموقع فأبلغنا ضابط المخابرات أنه موجود علي بعد 25 كيلو وركبنا علي ظهر عربة لوري حتي وصلنا إليه وعند سماع صوت السيارة خرج قائد الموقع وكان اسمه العقيد عبد المقصود وكان معنا ضابط المخابرات الذي اصطحبنا في هذا المشوار ودخل أركان الحرب إلي المخبأ وأعطانا علم إسرائيل مقطع وقال ده هدية وعلبة طحينة وقال أنا عارف أن مصر كلها مفيهاش طحينة الآن…ودي طحينة إسرائيلي خدوها هدية,وخرج لنا من مخبأ تحت الأرض الجنود المصريون وطلبوا منا أخذ جوابات معنا لطمأنة أهاليهم فوافق الضابط علي شرط ألا يكتبوا مكانهم بالتحديد علي الجوابات وكان معي وقتها أحمد لطفي مصور الأهرام.
وعندما رجعت إلي منزلي كان يهمني إرسال خطابات الجنود إلي أهاليهم لطمأنتهم وكان لزوجتي أيضا هنا موقف لا أنساه فذهبت بالخطابات إلي البريد وعندما وجدتهم يستعدون لغلق المكتب قالت بحماس شديد معي خطابات من الجنود لطمأنة أهاليهم لابد أن تصل إليهم فساعدوني…وهنا ظهر معدن الشعب المصري وفتحوا لها خصيصا ورفض الموظف أن يأخذ منها ثمن الطوابع.يكمل صفوت عبد الحليم وعيناه تستعيدان الماضي الجميل: عندما كنت مع الجنود نستقل ثلاث عربات جيب رجوعا من بورسعيد وعند دمياط وكنا في رمضان وكان المغرب يؤذن وجدنا صاحب مقهي كان يستعد لإغلاق أبوابه للإفطار حتي رآنا فنادي علينا وقال تأكلوا إيه؟؟والعجيب أنه نزلت من المنازل صواني محملة بالطعام دخلوا بها إلي المقهي لإطعام العائدين من الجبهة..ومن يومها لا أسمح لأحد أن يقول إن أهل دمياط بخلاء.
* كيف انتقلت من دار الهلال لجريدة وطني؟
* * قابلنيفوميل لبيبوكان مديرا لتحرير جريدة وطني وقتها بجوار عمله مديرا لتحرير مجلة المصور وطلب مني أن أعمل معه بجريدة وطني فوافقت وبقيت بالجريدة بقسم الديسكالمراجعةحتي طلب مني المهندس يوسف سيدهم تولي منصب مدير التحرير…فدار بيننا حوار لا أنساه سألني:هل لك تحفظ؟فقلت له:أنا خايف تحط اسم واحد مسلم علي الجريدة يحصل نوع من الضيق من الأقباط فقال لي ماتشغلش بالك الموضوع ده أنا دارسه كويس جدا, فوافقت علي قبول المنصب حيث حولني المهندس يوسف من صحفي إلي صاحب رسالة وابتدأ عملي مديرا لتحرير وطني إلي الآن.
* احكي لنا عن مطبخ الجريدةالديسك؟
* * الديسك موقع حساس جدا يخرج منه الموضوع مباشرة إلي عين القاريء لذلك الذي يعمل في الديسك لابد أن يكون لديه من الخبرة والثقافة العامة الكثير بالإضافة إلي الشبع من نشر اسم الصحفي فيكون زاهدا لذلك لا يتنافس مع المحررين وبعد أن كان مبدأ الديسك أن يكون العاملون به من كبار السن إلا أنه في وطني تم دخول الشباب وتعليمهم…لدرجة أن هناك خمس جرائد مشهورة أخذت من عندنا خمسة أشخاص حتي الآن ووطني أيضا أول جريدة تقوم بإدخال المرأة للعمل بالديسك وعندما أري خطأ في عبارة ما علي الفور أوجههم لدرجة أنني سمعت من ابني عبد المسيح فلي أنه كتب هذه الملاحظات ودونها في كشكول يحتفظ به.
* كتبت مقالا مؤثرا في نياحة البابا شنودة…ما إحساسك تجاه هذا الحدث؟
* * في الفترة الأخيرة في مصر لم يوجد حاكم يمثل الأب فكان الشعب يشعر باليتم فملأ هذا الفراغ البابا شنودة لأنه كان أبا للشعب المصري كله وكان يتصرف في حياته اليومية كأب لهذا خرج الشعب كله معبرا عن حزنه الشديد لفقدان الأب…البابا كان متفردا في شخصيته به صفات تندر أن توجد في إنسان خصوصا أنه كان رجل دين فكان يتميز بالابتسامة التي دلت علي ثقته بنفسه فهو شخص تاريخي يصعب تكراره وشخصية فريدة من نوعها وكان لي الحظ أنني أجريت معه حوارا في المصور.
* أيه حكاية جرجس مسلم؟
* * والدي رحمة الله عليه كان يعمل أستاذ البلاغة في كلية اللغة العربية بالأزهر ورغم ذلك لم يعرف معني التعصب طيلة حياته وأذكر وأنا طفل أيام الحرب العالمية الثانية أخذ لنا والدي شقة في المنيا ليجنبنا مخاطر قنابل الطائرات الألمانية, وكان يأتي إلينا كل أسبوع وكنت في إحدي زياراته ألعب مع الأطفال فسألني:أين كنت؟فقلت له ألعب مع جرجس مسلممثلما قال ليفثار والدي غضبا ظنا أنني رفضت اللعب معه ولكن قلت له لا…فأدرك والدي أن الطفل أطلق علي نفسه هذا الاسم حتي يلقي قبولا في التعامل مع المسلمين وأن هناك آخرين كانوا يضايقونه…وهذا الموقف من والدي لن أنساه فعلمني به محبة الآخر.
* تعلمت من والدك عدم التعصب…فماذا تعلمت من والدتك؟
* * بعد وفاة والدي كان عمري 10 سنوات وكنا خمسة إخوة وكانت قوانين الأزهر آنذاك تمنع المعاش عن أسرة المتوفي قبل أن يكمل مدة15 سنة خدمة وتوفي والدي ولم يخدم سوي 13 سنة ونصف فحرمنا من المعاش..فتعلمت أمي الخياطة حتي تصرف علينا ومع ذلك كانت حريصة علي تعليمنا والتمسك بالكرامة وأذكر لها واقعة إذ دخل إلي الفصل مدرس جديد وسألنا عن أسمائنا وعندما قلت له اسمي قال: هل أنت ابن الشيخ عبد الحليم فأجبته بالإيجاب فأخذ عنوان البيت واحتضنني في الفصل وقال لي إن والدي كان أستاذا.وبعدها بعدة أيام وجدته ينتظر أمام البيت وأعطاني مظروفا وقال أعطي هذا لوالدتك فأخذته بحسن نية وعندما أعطيته لوالدتي وفتحته وجدت به مبلغا كبيرا من المال فثارت جدا وأصرت أن تعيده بنفسها,موقف آخر..أحد زملاء والدي المقربين تطوع أن يحدد لنا ميعادا مع شيخ الأزهر حتي يصرف لنا معاشا استثنائيا فذهبت مع أمي وتقابلنا هناك معه واصطحبنا إلي مكتب شيخ الأزهر الذي قابلنا ولا أنسي أن صديق والدي قاللي بوس إيد مولانا فبادرت والدتي وقالت يا صفوت لاتقبل يد أحد لك عنده حاجة والغريب أنه لم يصرف لنا المعاش الاستثنائي وعلاجا لهذه الكارثة الأسرية بعدها بفترة قصيرة أصدر الدكتور طه حسين وكان وزيرا للمعارف قرارا بتعليم أولاد الشيخ عبد الحليم مجانا في جميع مراحل التعليم.
* حياتك ناجحة وهكذا أولادك..احكي لنا عن أكمل ورغد؟
* * لم يكن أحد حازما مع أولاده مثلي أو مدللا لأولاده مثلي, وهم في سن الطفولة لم أفعل مثل أي أب يضغط علي أولاده للمذاكرة بل إنني كنت مدركا أن لكل سن احتياجاتها فكنت أخصص لهما يومين في الأسبوع للعب لا يفتحان فيهما كتابا ويذهبان فيهما للنادي لممارسة الرياضة والاسكواش والسباحة وأذكر أنني رجعت في يوم ووجدتهما يذاكران في الأيام المخصصة للعب فرفعت الكتب حتي لايفقدا أجمل أيام حياتهما.ابني الدكتور أكمل يعمل رئيس قسم الأورام في مستشفي أورهوس الجامعي بالدانمرك هو وزوجته, وابنتي رغد حاصلة علي2 ماجستير ودكتوراه من لندن في المناعة والهندسة الوراثية وتعمل حاليا مديرة المكتب العلمي لأمراض السكر لشركة روش الألمانية بالقاهرة ولا أنسي لابنتي أنها ضحت من أجلنا فعندما حصلت علي الدكتوراه بتفوق من جامعة برونل بلندن قالوا لها إنك ستعينين هنا فرفضت وقالت:لي أخ وحيد في الدانمرك ووالدي ووالدتي كبار السن ولايمكن أن أتركهما وعادت إلي مصر ثم تزوجت من زميل لها .
* وراء كل رجل ناجح امرأة عظيمة..هل ينطبق هذا المثل عليك؟
* * زوجتي هي صاحبة الفضل في كل هذا لي ولأولادي ولابد أن يعود الفضل لأصحابه فحافظت علينا وعلي منزلها بحكمة شديدة وأتذكر لها أنني حصلت علي عقد عمل في الخارج ورجعت لها فرحا لتقول لي لماذا: ستسافر؟…لتوفر لأولادك عيشة أفضل؟!!فما الفائدة أن يكون معهما فلوس وأبوهما مش موجود وهما في سن حرجة… فقمت بتقطيع العقد فورا…تزوجتها عن قصة حب وكانت صديقة لأخواتي وبهرني فيها أنها كانت تحفظ ثلاثة آلاف بيت شعر, وكللت قصة حبنا بالزواج لأن شخصيتها فرضت علي أن أكون جادا وأنا أراها حتي الآن بعد 54 سنة من زواجنا حسناء جميلة ذكية رقيقة, فلم يكن لي حب بمعني الكلمة إلا مع زوجتي.
* رؤيتك لثورة 25 يناير…
* * كانت الثورة حلما وتحقق لكن لابد أن تظهر نتائج هذا الحلم فلم تظهر بعد إلي الآن؟
* ما رأيك في تنامي التيار الديني الآن؟
* * امتدت الحضارة الإسلامية عقودا طويلة ولكن كان التطبيق موضع تساؤلات…فأيام الخلفاء الراشدين قتل سيدنا عثمان بن عفان وكان أحد القتلة ابن سيدنا أبي بكر الصديق وأخذوا عليه الإفراط في تكريم أسرته ووضعهم في أعلي المناصب… الخلاصة أنهم اتهموه بالفساد فقتلوه في بيته, وعند تتابع العصر الأموي والعصر العباسي وبقية العصور الإسلامية نجد أن التطبيق كان يتسم بالسلطوية والقهر وتكميم الأفواه والتنكيل بالمعارضين حتي ان أغلب الأئمة مثل أبي حنيفة وغيره تم عقابهم لأنهم خرجوا علي الحاكم في اجتهاداتهم..فنكلوا بهم حتي إن الواحد منهم كانوا يضعونه فوق الحمار بالمقلوب ووجهه إلي ذيل الحمار ويطوفون به في الأسواق للتشهير به ولم يظهر حاكم عادل إلا سيدنا عمر بن الخطاب وسيدنا عمر بن عبد العزيز…فإلي أي عصر من هذه العصور يريد السلفيون أن يعودوا بنا؟
صفوت عبد الحليم في سطور
عمل في الصحافة منذ أن كان عمره ثمانية عشر عاما,مواليد 1932,عمل في بدايته الصحفية في مجلة التحرير وبعد إغلاقها انتقل للعمل بدار الهلال وهو حاليا مدير تحرير جريدة وطني.كرم بنقابة الصحفيين بمناسبة اليوبيل الذهبي لتأسيسها وسلمه حافظ محمود درعا في احتفال ضم كل النقباء العرب وهو يقول لهإن النقابة تقدم درعها لأصغر أعضائها وهو صفوت عبد الحليم.
ووسط تصفيق حاد ومحبة غامرة كرمته جريدة وطني في الاحتفال باليوبيل الذهبي لتأسيسها مقدمين له درعا ذهبيا.