فقدت مصر صباح اليوم الموافق 31 أغسطس السيدة ماري أسعد احدي اهم الأيقونات المصرية الرائدة فى علم الاجتماع و الدفاع عن قضايا المرأة المصرية عن عمر يناهز 96 عاما .
ولدت باحثة الأنثروبولوجيا (علم دراسة الانسان) ماري أسعد في القاهرة في ١٦ أكتوبر عام ١٩٢٢، وهي أيضا ناشطة حقوقية ومن أوائل المناهضات اللاتي قمن بعمل دراسات وكتبن تقارير عن ختان الاناث في مصر وشمال أفريقيا في الخمسينات من القرن الماضي.
بدأت ماري أسعد رحلتها مع العمل الاجتماعي منذ سن صغيرة ، بينما كانت لا تزال تلميذة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة ، تطوعت لمساعدة الأسر الفقيرة المصابة بمرض السل، كما ساعدت أبنائهم في التعليم ومحو أميتهم. وحينما أكملت الثالثة عشر من عمرها انضمت لعضوية جمعية الشابات المسيحيات. وفي عام ١٩٤٧، مثلت الجمعية في مؤتمر الثاني العالمي للشباب المسيحي في مدينة أوسلو.
في عام ١٩٥٣ تم تعيينها كأول امرأة مصرية تعمل في جمعية الشابات المسيحية العالمية في جنيف، حيث عملت لمدة عام كمساعد برنامج في قسم الشباب.وبعد عودتها الي مصر، تقدمت في المناصب حتى صعدت الي مركز الأمين العام للجمعية . وبالرغم من استقالتها من الجمعية بعد زواجها، الا أنها استمرت في تطوعها لصالح أنشطتها المختلفة.
بعد حصولها على بكالوريوس علم الاجتماع والأنثروبولوجيا من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام ١٩٦٥، انضمت الي مركز البحوث المجتمعية في نفس الجامعة، وركزت بحوثها علي العلوم السكانية.
نشرت دراستها الرائدة في مجال ختان الاناث في مصر وأفريقيا عام ١٩٧٠، وكانت الأولى من نوعها في هذا المجال، وأصبحت دراستها فيما بعد هي أساس عمل اللجنة المنظمة لمؤتمر الامم المتحدة الدولي للسكان والتنمية عام ١٩٩٤. كذلك ترأست ماري أسعد فريق عمل مهمته مناهضة ختان الاناث، مما لفت الانتباه الى موضوع كان يعتبر من المواضيع المحظور الخوض فيها سابقا. وبالرغم من رفضها تولي مناصب رسمية، بذلت ماري أسعد جهود كبيرة لمساعدة الحكومة في مكافحة ختان الاناث في مصر. ونتيجة لهذه الجهود، أصبح تجريم الختان واحدا من أهم أهداف المجلس القومي للأمومة والطفولة.
في عام ١٩٨٠، اختيرت ماري أسعد كأمين عام لمجلس الكنائس العالمي بجينيف، لتصبح أول سيدة، وأول شخصية من دون رجال الدين يتم تعيينها في الهياكل التنفيذية للمجلس. وخلال الستة أعوام التي قضتهم في جنيف، عملت ماري أسعد مع المفوضة المسيحية الطبية، حيث ساهمت فى وضع العديد من مشاكل المرأة في جدول أعمال المؤسسة، وقدمت العديد من الدراسات الخاصة بالمرأة والجنس.
كانت ماري أسعد اول من نادى بضرورة الحاجة الي فصل وفرز القمامة من المصدر، ولعبت دورا مهما في انشاء مؤسسة حماية البيئة بالمقطم، وتطوعت للعمل بها لمدة تزيد عن ٢٠ عاما في حي الزبالين بالمقطم، وهو واحد من أفقر أحياء القاهرة. من خلال تطوعها ومشاركتها في العديد من المشاريع، تمكنت ماري، وبمساعدة المؤسسة، من تمكين عاملي جمع القمامة عن طريق تعليمهم وامدادهم بالمشاريع الريادية. ونتيجة لترويجها لأساليب حديثة لإعادة تدوير القمامة في القاهرة، استطاعت أن تساعد مجتمع حي الزبالين على اعادة تدوير ٨٥٪ من القمامة المجمعة. وعلاوة على ذلك، طورت ماري وشركاؤها منهجا من أربع نقاط من أجل تعزيز الظروف المعيشية لمجتمع حي الزبالين. هذا المنهج، الذي تضمن مواضيع مثل كيفية التعبير عن أفكارك وقبول الآخرين، ركز أيضا على الصحة والتعليم وبناء القدرات والعلاقات بين الأشخاص.
وتقول عن التطورات التي مر بها مشروع إعادة التدوير انه أثمر عن تشغيل مئة فتاة ، آخر مشاريعها كان مشروع فرز القمامة من المنبع بحي الزبالين بالاشتراك مع أهالي الحي وشباب من منطقة المقطم، وتوسع المشروع ليشمل أحياء أخرى مثل طرة والقطامية.
كما اشتركت في تدشين المؤتمر الدولي للتنمية والسكان مع نهاد طوبية وعزيزة حسين وعفاف جاد الله وداليا الطايب، ومركز لتوثيق الأبحاث والمعلومات الخاصة بالختان، والعمل مع مشايخ وأساقفة في المكافحة. وقاموا كذلك بمخاطبة الرجال والشباب عن الزواج المبكر للأخذ بآرائهم.
ومع تفعيل القانون الجديد بتشديد عقوبة الحبس، لمدة تصل الي ٧ سنوات، لمن يقوم بإجراء عمليات ختان الاناث المحظورة منذ عام ٢٠٠٨، يجب علينا ألا ننسى جهود السيدة ماري أسعد لمحاربة هذه الظاهرة.