نظم حزب مصر القومي بقيادة المستشار روفائيل بولس ندوة أدبية فكريه لمناقشة كتاب “البابا … والمشير” للكاتب الصحفي جمال جورج، وذلك في حضور لفيف من الإعلاميين والصحفيين والأدباء بجانب قيادات العمل العام والسياسي والحزبي .
البابا يختار غلاف الكتاب
من جانبه قال الكاتب الصحفي جمال جورج مؤلف الكتاب: أن جماعة الإخوان منظمة إرهابية، ارتكبت جميع أنواع الجرائم في حق الشعب المصري وأن الرئيس السيسي أنقذ مصر من مخطط خارجي…. ويسلط كتاب “البابا والمشير” الضوء علي فترة سالت فيها دماء الأبرياء ودمرت كنائس الأقباط واحرقت منازلهم، و تم تكفيرهم على الملأ في عهد تنظيم الإخوان الإرهابي، وحلفائهم من زعماء الجهاد وعملاء الدول المعادية لمصر.
وذكر أن قداسة البابا تواضروس هو من قام باختيار غلاف الكتاب، كما قضى في كتابة وتوثيق البحث أربعة سنوات مشيرا إلى أن السفارة الإيطالية قامت بترجمة الكتاب إلى اللغة الإيطالية.
يعتبر كتاب البابا والمشير بمثابة وثيقة متكاملة مدعمة بالحقائق والأسانيد علي كواليس ما جرى بين البابا والرئيس عبد الفتاح السيسي، في خطاب30 يونيه الذي أطاح بتنظيم فاشي أبتز الشعب بأسم الدين، الكتاب يقع في “144”صفحة ويتكون من أربعة فصول، ركز الفصل الأول يدخل مباشرة إلى عصب العلاقة الخاصة بين البابا تواضروس والرئيس السيسي ما جمعهما وما اجتمعا عليه بخلاف اسرار جرت خلف الكواليس.
واستعرض الكاتب كاتدرائية العاصمة الإدارية الجديدة والتي وصفها بفردوس الأقباط، وركز على المخلص الذي انقذ الأقباط من جحيم الإخوان وزيارة البابا لمرسى في قصر الرئاسة قبل أيام من الإطاحة وكواليس مشاركة البابا في خطاب العزل وتوطد العلاقة ركز على تفاصيل العلاقة الخاصة الإنسانية بين البابا تواضروس والرئيس السيسي، منذ أن كان مشيرا للقوات المسلحة تدرجا في الأحداث حتى وصوله لكرسي الحكم .
في حين يتحدث الفصل الثاني بالكتاب عن فترة الظلم والألم التي تعرض له الأقباط والتهديدات التي طالتهم خلال عام من السواد كان الحكم فيه للميليشيات والعصابات المسلحة بمساندة قطر وتركيا ودول تقاطعت مصالحها السياسية مع مصر ودور الكنيسة الوطني الذي دفعها للانحياز للقوات المسلحة الباسلة، كما يستعرض حقيقة الضغوط التي تعرضت لها الكنيسة من قبل التنظيم الإرهابي تارة بالترغيب وتارة أخرى بالترهيب لكنها صمدت صمود القلاع والحصون الراسخة، كما تحدث عن حقيقة محاولات اغتيال رأس الكنيسة من قبل العناصر المتطرفة وما حدث في خطاب 4/7 المعروف إعلاميا بخطاب عزل مرسي وكيف أغلق البابا الباب في وجه النشطاء وتجار الفتنة والمنظمات الدولية والإدارات الأجنبية عقب حرق الكنائس وماذا عن دوره لتحسين صورة مصر في الخارج بعد ثورة 30يونية لتغيير مصطلح إنقلاب عسكري الذي كان يردد جهارا نهارا إلى ثورة شعبية مدعومة بقوة الجيش المصري، وركز على الفتن من قبل شيوخ الوهابية واتهجير القسرى للأقباط من سيناء تمهيدا لإعلان الخلافة، كما ركز على محافظة المنيا عاصمة الفتنة الطائفية وتعرض البابا لمحاولات فاشلة لاغتياله. وخصص الفصل الثالث لكشف أسرار مذبحة ماسبيرو التي أودت بأرواح شهداء أبرياء خرجوا لكي يعبروا عن احتجاجهم على هدم كنيسة في محافظة أسوان كما ركز على الممنوع من النشر في مذبحة ماسبيرو، كما يفرد الكتاب فصلا لمذبحة ماسبيرو من زوايا مختلفة، وتحليلات وشهادات لأول مرة عن دور الطرف الثالث في أشعالها، بجانب من أستفادوا و صعدوا على جثث الشهداء، وأسدل الفصل الرابع الستار على الأمن الوطني من قانون بناء وترميم الكنائس.
أسرار العلاقة بين البابا والمشير
أشار الكاتب إلى تقارب البابا والمشير في شخصيتهما، حيث أن البابا يشترك مع السيسي في نظاميته وجديته في تناوله للموضوعات الجادة والمصيرية، كما أنهما يميلان للفكر المؤسسي الذى يعتمد على إشراك ذوي الكفاءات ومنحهم صلاحيات بقدرما تتاح لهم الفرص فهما يشتركان في نفس صفات برجهما وهو “برج العقرب” الذي يوصف في دائرة الأبراج الفلكية على أنه يميل أحيانا إلى العزلة والغموض والتأمل، وأوضح، أنه منذ جلوس البابا على كرسي ماري مرقس الرسول وهو يميل إلى ثقافة العمل الجماعي، حيث دشن عدة كيانات داخل الكاتدرائية كما أعاد ترتيب البيت من الداخل واعتمد على طاقم سكرتاريتة الخاص والذين أثبتوا إلى حد كبير جدارتهم وذكائهم في تناول القضايا الكنسية أيا كان نوعها .
كما أشار الكاتب إلى نظام مرسي الذي أتسم بعنصريته الشديدة ضد الأقباط وتوصيف وضعهم في عهده بأنهم كانوا تحت اضطهاد رسمي وذكر خطابات مرسي الأخيرة التي كان بها تلميحات مستترة عن وجود فجوة بينه وبين الأزهر والكنيسة، فضلا عن وجود فتور في العلاقات وفي ذات الوقت يخرج المارقون بمحاولة خلخلة المجلس العسكري ويكيلون الاتهامات بالمكيال في الوقت ذاته منح الإخوان أقطاب التيار السلفي الجهادي الفرصة الكاملة لتكفير الأقباط وإهانة عقائدهم على المنابر الإعلامية بل زللوا لهم كل العقوبات وحطموا كل المتاريس القانونية المانعة فسادت نغمة البلطجة والبقاء للأقوى من يمتلك السلاح والمال ….ووسط هذا الظلام ظهر بطل من أبطال القوات المسلحة المصرية هو الفريق أول عبد الفتاح السيسي وإذ به يبادر بإرسال أول خطاب في 4 مايو 2013 إلى المقر البابوى يهنئ فيه البابا والشعب القبطي بعيد القيامة ويثني على وطنية المجندين الأقباط بالجيش المصري وولائهم الأول والأخير لوطنهم وقد بعث الفريق صدقي صبحي رئيس الأركان وقتها برقية مماثلة الآمر الذي أرسل رسال طمانة … حيث بدأت الاحتجاجات تتصاعد ففي ى الشارع ضد نظام الإخوان وتتلاشى شرعيته شيئا فشيئا حتى خرجت الجموع الحاشدة بالملايين في الشوارع مسلمين وأقباط يجمعهم الدم المصري ليرفعوا علم ثورة 30يونية فوق قصر الاتحادية ويعلنون وفاة نظام الجماعة شعبيا بشكل نهائي إلا أن الجماعة ظلت متغطرسة ورافضة ترك السلطة.
زيارة البابا لمرسى
قبل عزل مرسي بأيام قليلة توجه البابا تواضروس مع شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب إلى قصر الاتحادية لمقابلة المعزول رغبة منهم فى الاطمئنان على الأمن الداخلي وموقفه من الاحتقان في الشارع إلا أنه لم يكترث وكان يتهكم على ما يحدث كأنه شخص معزول فعليا عن الواقع يتفاخر بمشروعه الوهمي المسمى( النهضة) ويتفاخر بإنجازاته الخيالية ولم تمر أيام قليلة حتى تلتها مفاجاة هزت العالم كله وهو خطاب 3/7..
كواليس مشاركة البابا في خطاب العزل
ذكر الكاتب بأن جاء اتصال مفاجئ للمقر البابوي بالكاتدرائية من جهة سيادية كانت تطمئن على أحوال البابا وتستطلع الأجواء بصورة غير مباشرة بعدها وصل للمقر اتصال آخر من مسؤل كبير من وزارة الدفاع وعلى الأرجح عضو بالمجلس العسكري يطلب من البابا الاستعداد لمقابلة غير قابلة للتأجير أو التسويف عقبتها مكالمة ثالثة وأخيرة من مسؤلين كبار بالقوات المسلحة يخبرون البابا بارساله طائرة حربية مصفحة لنقله إلى مقر خاص داخل وزارة الدفاع بعد دقائق واخطروا السكرتارية أنهم سيعقدون اجتماعا بحضوره وأن الاجتماع سيتطرق إلى مناقشات هامة وخطيرة وبالفعل بعد وصوله وجد ممثلين عن مختلف الأطياف السياسية ومؤسسات الدولة وبعد قليل وصل شيخ الأزهر والفريق السيسي وتبادلوا أطراف الحديث حول الوضع الراهن في البلاد ثم صدر بيان العزل وتم بثه على جميع القنوات المحلية والفضائية ووسائل الإعلام المختلة.
وجاء فيىالكتاب أنه في 7يناير 2014وبمجرد ذكر البابا لإسم السيسي ترحيبا بالوفد الذي أناب عنه بحضور القداس الاحتفالي امتلات الكنيسة تصفيقا كما رفع بعض الحاضرين صورته وهو مرتد لبدلته العسكرية تقديرا لبطولته وشعبيته الكبيرة نظرا لموقفه غير القابل للتقييم وخلال تلك الفترة كانت جماعات الإرهاب المتحالفة تسعى بين الحين والآخر لتفتيت النسيج المصري وتعمل على اللعب بورقة الأقباط للضغط على النظام الجديد .
وتطرق الكتاب إلى استهداف مواطنين أقباط في 17فبراير عقب انتهائهم من حضور فرح بكنيسة السيدة العذراء بحي الوراق وإطلاق الرصاص عليهم .
وذكر الكاتب أنه في تاريخ 19 أبريل زار السيسي الكاتدرائية للمرة الأولى لتهنئة البابا بعيد القيامة وكان وقتها مرشحا لرئاسة الجمهورية وأعلن بالفعل عن دخوله للماراثون الانتخابي فلم تكتمل الفرحة حتى توفيت والدة البابا في يوم 30مارس وقد اتصل المشير في نفس يوم الآن الخبر بالبابا تليفونيا لتعزيته وتقديم الدعم النفسي له.
فى 6يناير 2015 تحولت ليلة عيد الميلاد إلى فرحا كبيرا فقد أتى رئيس الجمهورية بنفسه لحضور القداس فور عودته من زيارة للكويت وسط أهله الأقباط الذي لم تفصله عنهم حواجز السلطة ولا كل الممنوعات الشرعية التي فرضها التيار السلفي ليكون أول رئيس مصري يحضر قداس في الكنيسة .
وتطرق الكتاب إلى حادثة ليبيا التي تم فيها ذبح 21 مصريا مسيحيا على ساحل بحر سرت بمعرفة عناصر داعش الإرهابي الموالي للإخوان الأمر الذى جعل أبطال القوات المسلحة المصرية استهدفوا معاقل الإرهاب داخل ليبيا نفسها وبعدها زار الرئيس السيسي الكنيسة في 16فبراير 2015 لتقديم العزاء في الشهداء وأمر بإعلان الحداد سبعة أيام وصرف معاشات لأسرهم على نفقة القوات المسلحة، كما تم تكليف وحدة خاصة من الأمن مع مكتب النائب العام الليبي للبحث عن رفات الشهداء وقد تم بالفعل التوصل إليهم.
كما تطرق الكاتب إلى أزمة دير وأدي الريان الملقب بالدير المنحوت حيث أردت الدولة شق طريق حديث ومحور تنموي يمر داخل الدير ليربط بين الفيوم والواحات وإعادة الروح لتلك المنطقة الصحراوية المقفرة ، أدار خطة التطوير وقتها المهندس إبراهيم محلب وأبرز الكاتب موقف البابا تواضروس الصارم والحاسم مع رهبان الدير وتطورت الخلافات حتى وصلت إلى مشاجرات بالأسلحة البيضاء مما دفع الجهات الأمنية للتدخل وإنهاء تلك المهزلة وتم فرض القانون بالقوة على منطقة الدير والقبض على الراهب بولس الرياني الذي تورط في التحريض على الدولة والكنيسة حيث تدخل الزعيم عبد الفتاح السيسي وأصدر قرارا بإلغاء عمليات الحفر في الدير والبحث عن طرق أخرى لا تمس حرم الدير وترضي جميع الأطراف.
سيدة الكرم
واشار الكاتب إلى حادثة سيدة الكرم والذي بادر الرئيس بالاعتذار لها بشكل مباشر خلال افتتاح مشروع حي الأسمرات للإسكان الاجتماعي وتم القبض على الجناه ومحاكمتهم أمام القضاء وأشار الكاتب لحادثة تفجير الكنيسة البطرسية في شهر ديسمبر والذي تمكنت أجهزة الأمن الوطني من القبض على الخلية خلال 48ساعة فقط لإعلان اسم الإنتحاري محمود شفيق الشهير بابودجانة الذى فجر نفسه وترك 29شهيدا وشهيدة أبرياء.
وذكر الكاتب حادثتي استهداف كنستي مارجرجس بطنطا ومارقس بالإسكندرية والتي استشهد على إثرهما 44شخصا وإصابة 126آخرين، حيث كان وراء استهداف كنيستي مارجرجس بالإسكندرية ومارمرقس بالإسكندرية الجماعة الإرهابية للأنبا بولا والبابا تواضروس، ثم تطرق إلى مذبحة دير الأنبا صموئيل وخلية الإرهابي عمرو سعد عباس والذي نتج عنها استشهاد 26 شخص وذلك اواخر شهر مايو 2017.
كما تطرق الكاتب إلى حادثة كفر الواصلين التابع لمركز أطفيح بالجيزة وذكر الكاتب حادثة اعتداء الإرهابيين على كنيسة مارمينا بحلوان في أواخر ديسمبر بمنطقة أطلس والتي راح ضحيتها 10شهداء والعديد من المصابين، ونوه الكاتب إلى أن العمليات الإرهابية فشلت فشلا ذريعا في ضرب العلاقة بين الدولة والكنيسة ومايدعم تللك الحقيقة أنه فى كل مرة وبعد كل حادث تخرج الكنيسة ببيان رسمي عن استمرار الثقة في مؤسسات الدولة الوطنية والوقوف خلفها خلال حربها على الإرهاب.
وأضاف الكاتب: سعت أيادي الإرهاب الآثمة لاغتيال فرحة المصريين خلال احتفالات ليلة رأس السنة الجديدة 2018، حيث استهدف توكتوك به مجموعة إرهابية ترتدي اقنعة شقيقين قبطيين بحي العمرانية هما أشرف وعادل بولس .
ونوه الكاتب إلى كاتدرائية ميلاد المسيح التي تم بناؤها على 15فدان ومنارتها تبلغ 60متر والذي صدر قرار جمهوري بإنشاء أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط منذ يناير خلال قداس عيد الميلاد في 2017 وبالفعل تم الانتهاء من كنيسة ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة في موعدها لتصبح جاهزة لإقامة صلاة قداس عيد الميلاد 2018وسط أجواء من البهجة والوئام بين كافة الحاضرين.
شيوخ الوهابية والمكفراتية
وأسرد الكتاب فصل عن العام الأسود 360 يوما من التكفير واستحلال المال والدماء والأعراض وأوضح الكاتب أنه منذ إندلاع ثورة 25يناير وحتى وصول جماعة الإخوان الميلمين الإرهابية إلى سدة الحكم واستغلت حالة الفوضى الموجودة وحماس كتلة الشباب غير المسيس ونجحت بمعاونة بعض الكوادر السياسية التابعة ل6ابريل والاشتراكيين الثوريين ومنظمات المجتمع المدني ممن تدربوا في صربيا وأمريكا وألمانيا على منهج الفوضى الخلاقة ليعيثوا في الأرض فسادا وينشروا مذهبهم الجديد بالقوة والابتزاز والتهديد، وتطرق الكاتب إلى ظهور المكفراتية على شاشات التليفزيون وإطلاق فتاويهم المضللة على الأقباط والذي اعتمدت أسانيدهم في الأساس على بعض آيات التكفير الواردة بالقران المدني وتفاسير إبن تيمية والعديد من مشايخ الوهابية خلال تلك الفترة غاب دور الأزهر الوسطى في نشر الإسلام السمح وتراجع مشايخ الأزهر إلى ثكناتهم أمام أباطرة السلفيين الذي كان بعضهم يتحدثون عن فرض الجزية وآخرين عن عدم جواز تهنئة النصارى في أعيادهم بينما أهان البعض الاخر صميم العقيدة المسيحية بل راحوا يسيطرون على المساجد والزوايا في القرى والنجوع والأماكن العشوائية وحشو العقل بالأباطيل .
وأضاف الكاتب: أنه منذ اللحظة الأولى ومرسى يبطن عكس ما يعلن وكان على استعداد لفعل أي شئ من اجل تمكين الجماعة من كافة مفاصل الدولة فنظرية مقاسمة السلطة واشراك المختلفين معه لم تكن فى حسبانه لذلك كان يريد تطويع الكنيسة وتحويلها لاداة تعمل لصالح الجماعة وعندما فشل مرارا وتكرارا ترك الامر لميليشياته الارهابية وقيادات التنظيم لتقليم اظافر الاقباط … البابا كا حكيما للغاية فى توقيت كانت فيه الحكمة عملة نادرة , حيث كان يلجاء للصلاة والاعتكاف عندما تضيق الدنيا من حوله وتتكاثر الضغوطات من كل جانب. واشار الكاتب الى اول زيارة اجراها البابا تواضروس الثانى للقصر الجمهورى لقاء محمد مرسى فى 23/11/2012 وكانت بروتوكولية ورسمية تم التصديق فيها على قرار تعيين البابا بطريركا للاقباط الارثوذكس وختمه بختم مؤسسة الرئاسة .
التهجير القسري للأقباط من سيناء
وأكد الكاتب على تزايد الضغوط على الأقباط، فبعد أن أصبحت محافظة شمال سيناء مرتعا لأرباب الإرهاب الذين سمح لهم الرئيس مرسى بالعسكرة بها لم يعد للأقباط مكان فيها .. فكانوا يستهدفون كل فترة أحد الاقباط في العريش ورفح وبعض القرى التي كانوا يسكنون فيها … حتى تم تهجير نسبة كبيرة منهم عنوة … ولعل منح الإخوان الضوء الأخضر لجماعات الإرهاب في سيناء ساهم بشكل كبير في تقوية شوكتهم بل أيضا عقدهم تحالفات جديدة مع إرهابيين آخرين تابعين لحماس.
وتطرق إلى واقعة اغتيال القس مينا عبود بالعريش وهو داخل سيارته بعد أن خرج عليه إثنان ملثمان يرتديان الملابس السوداء وقاما بصفيته، كما قتل هاني سمير أحد الموظفين الأقباط على يد إحدى الميليشيات المسلحة بخلاف خطف البعض والمساومة على عودتهم نظير فدية. وأضاف الكاتب: أن جماعات الشرالقت بمنشورات داخل بيوت المسيحين في سيناء تتوعدهم بالقتل إذا لم يغادروا المحافظة، فقد أرادوا تفريغها من الأقباط من أجل تنفيذ مشروعهم وإعلانها خلافة إسلامية لهم .. وقد وضعوا علامات (ْX) حمراء بلون الدم على بعض تلك المنازل .. وأشار إلى ان كل هذه العوامل أدت إلى نزوح معظم الأسر القبطية من شمال سيناء إلى المحافظات القريبة مثل السويس والإسماعيلية .
وأشار الكاتب إلى فترة بعد سقوط حكم الإخوان وفض اعتصامات رابعة والنهضة وخروج عناصر الإخوان لاثارة الفزع في الشوارع تحرق وتقتل وتسلب وتنهب كل ما يقع تحت أيديها وكان استهدافهم الأساسي لكنائس وأقسام الشرطة باعتبار أن الأقباط حجر عثرة أمام حكمهم وأثنوهم عن مخطط هدم الدولة مع ملايين الشعب المصري وجملة البابا الخالدة التي احرقت قلوب الجماعة” وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن”، “وحرق الكنائس ثمن لبناء الديمقراطية وندفعه بحب” … فتمت المحرقة من 14الى 19اغسطس 2013وتعددت هدم وحرق وسلب ونهب الكنائس حيث حرق ما يقرب من 123كنيسة ومبنى خدمات وملحقات تابعة بمختلف محافظات الجمهورية .. منها 83 اعتداء على دور عبادة في 17محافظة مختلفة و40حادثة منفصلة على ممتلكات قبطية عامة وخاصة .
المنيا عاصمة الفتنة
وأوضح الكاتب أن المنيا كان لها نصيب الأسد من هدم الكنائس ووقائع الفتن الطائفية وأشار الكاتب إلى أن المنيا تحظى باغلبية قبطية مقارنة بوجه قبلي بشكل عام حيث ان نسبة سكانها من الأقباط تتجاوز ال40%من إجمالي عدد السكان الأصليين أو ما يقرب من 2 مليون مسيحي وأوضح أنه مع زيادة الضغوط المعيشية وارتفاع معدل البطالة نتيجة إهمال الحكومات المتعاقبة أصبحت بيئة خصبة للإرهابيين وتجار الدين الذين نجحوا في استقطاب البسطاء وتحولت من “عروس الصعيد” إلى “أرملة الصعيد”، وأشار إلى أن نصف الاعتداءات على كنائس ومنشأت الاقباط التى قام بها الاخوان يوم 14أغسطس عقب فض اعتصامات الشرعية تمت في المنيا، حيث أنهم أحرقوا حوالي 34 كنيسة ومبنى خدمات في قرى تابعة للمحافظة، وأضاف الكاتب: أن الجماعات الإسلامية تتخذ من الصعيد معقلا لها نظرا لضعف القبضة الأمنية واختلاف التركيبة الديموغرافية للسكان عن الحضر لاسيما وانها تعتمد على التكتلات والعصبيات القبلية فالإخوان أرادوا بهذه الاعتداءات احراج الحكومة أمام المجتمع الدولي من جهة ومعاقبة الأقباط لمشاركتهم في ثورة 30 يونيو من جهة أخرى .
خطة الجيش لترميم الكنائس
أشار الكتاب إلى تشكيل الكنيسة للجنة تحت إشراف الأنبا بيمن أسقف قوص ونقادة حملت اسم لجنة إعمار الكنائس والتي بدورها سلمت ملفا كاملا يشمل جميع الكنائس التي تنتظر الترميم مدعمة بصور واحداثيات وخرائط إلى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة التي تولت خطة الترميم وقد تم تقسيمها إلى ثلاث مراحل من أصل 52 كنيسة تعرضت للتهدم بصورة كبيرة في حين تولي رجال أعمال آخرين الإنفاق على ترميم بقية الكنائس الصغيرة وبلغت إجمالي التكلفة نحو 200مليون جينه.
أقباط المهجر مالهم وما عليهم
أشار الكاتب إلى بعض أقطاب أقباط المهجر ودورهم المناوئ للدولة الوطنية والذين لعبوا أدوار مشبوهة تجاه مصر في مواقف عديدة مستغلة ورقة الأقباط وكان آخرها إقناع نواب البرلمان الأمريكى باعداد مشروع رصد وتجريم التمييز الديني للأقباط بعد امدادهم بوقائع بعضها سليم والبعض الآخر مفبرك بالإضافة إلى المنظمات التي تاجرت بأزمات الأقباط وتحولت إلى البيزنس وجمع التبرعات لتشويه صورة مصر بالخارج بعد جفاف التمويل عنهم عقب وفاة عدلي أبادير الأمر الذيى رفضته الكنيسة القبطية عن مواقف نشطاء الخارج ويخرج البابا تواضروس ليعلن رفضه القاطع وتبرؤه من أفعالهم .
وأشار إلى الأقباط المقيمين بالخارج الذين يخدمون مصر والذين لعبوا أدوار محترمة تتسم بالوطنية باستقبالهم الرئيس السيسي في أمريكا والحشد على نفقتهم الخاصة من أجل ذلك مثل البرفسير منير داوود رئيس الاتحاد القبطي العالمي, بالإضافة إلى دور الهيئة القبطية الأمريكية.
دور الكنيستن
وتطرق الكاتب إلى دور الكنيستين القبطية والروم الأرثوذكس من خلال الرحلات المكوكية التي جاب فيها البابا تواضروس العالم سعيا لتحسين صورة مصر وتغيير الأكاذيب التي بثها التنظيم الدولي للإخوان في الوسائل الأجنبية وتوضيح أن ماجرى في مصر هي ثورة شعبية أطاحت بنظام غير عادل وليس انقلابا عسكريا كما روج الإخوان وحلفاؤهم .. من بين تلك الدول زار البابا أمريكا واليونان وفرنسا وروسيا والتقى البطريرك كيريل بابا روسيا في موسكو وتمكن البابا توضروس في التقريب مع روسيا واليونان وبعض البلدان الأخرى في إفريقيا، بالإضافة إلى إلى علاقته الوثيقة بالبطريرك الروسي كيريل وبالرغم من أن البطريرك ثيوذوروس من أصل يوناني إلا أن ولاءه لمصر يفوق الحدود والذي اجتهد لدعم مصر بالخارج في توقيت كان المجتمع الدولي كله ضد مصر.. كل ذلك بالتعاون مع الكنيسة الأرثوذكسية ليسجلا أبرز صور الوطنية .
محاولات فاشلة لاغتيال البابا
بعد سقوط نظام الإخوان وضعت الجماعات الإسلامية اسم البابا تواضروس على رأس قوائم الاغتيالات التي كانوا أعدوها لشخصيات قبطية شهيرة كانت تعمل ضدهم، فضلا عن محاولة تنظيم داعش الارهابي من خلال بعض عناصره استهدافه خلال زيارته لاحدى كنائس دولة الكويت لتفقد أحوال الرعية .
مذبحة ماسبيرو
وتطرق الفصل الثالث لسرد مذبحة ماسبيرو.. المؤامرة الكبرى ةالأسطورة الزائفة، كشف الكاتب ان قيادات المجلس العسكري بقيادة المشير طنطاوي وقت المذبحة لم تكن لديهم نية مبيته في ذبح الأقباط بل أنه طبقا للعديد من الروايات والتحقيق الاستقصائي فإن ما تم هو مؤامرة متكاملة الأركان على الدولة المصرية رتبتها جماعة الإخوان الإرهابية للايقاع بين الأقباط ووحدات الجيش التي كانت حول مبنى ماسبيرو وركز الكاتب على أدلة تورط الجماعة حيث أن الإخوان دفعوا بعناصر مدربة للاندساس بين الطرفين وإشعال فتنة بالقاء حجارة ومولوتوف على الجيش، كما توصل إلى أن الإخوان نجحوا في استقطاب أحد منظمى المظاهرات وقد استعانت الجماعة بمجموعات تابعة لحركة حماس لاقتناص الأقباط وذبحهم وهم في طريقهم لمحيط ماسبيرو، كما كشف عن واقعة الدهس جاءت نتيجة حصار بعض الصبية المستاجرين للمدرعات ورميهم لكرات نارية داخلها ما جعل المجندون يحاولون الفرار وهو ما جعلهم يدهسون بعض المحيطين دون قصد .
وأشار المؤلف إلى أن المؤسسة العسكرية تقوم على الالتزام ولا يعرف التمييز لها بابا حتى أنه يوجد عقوبة خاصة بها إذا ثبت تورط أحد في الحديث بالدين أو الانتماء لتيار متشدد تصل في بعض الأحيان للسجن أو الفصل التام من المؤسسة، لذلك هي المؤسسة الأولى التي تصدت لجماعة الإخوان الإرهابية … مما يعني أنه إذا طبقنا نفس المنطق على مذبحة ماسبيرو واستبدلنا المتظاهرين الأقباط بمتظاهرين سلفيين أو تيار ديني آخر ووصل اعتصامه لتهديد السلم الاجتماعي كانت ردود أفعال القوات المسلحة ستكون بنفس القوة بل اضعافا مضاعفة…فالقضية لا تمت للطائفية بصلة لكن القوات المسلحة لها قواعد ومبادئ ثابتة أن سقفها في رد الفعل اعلى بكثير من الشرطة المدنية، لذلك كان من غير المنطقي العبث مع القوات المسلحة أو التعامل معها باعتبارها كيانا يقبل الهزار أو السخرية خاصة أنه سبقت الواقعة قائمة طويلة من الاستفزازات التي يقوم بها بعض المشاركين في المظاهرة تجاه أفراد القوات المسلحة المتواجدة في محيط الاعتصام.
زوار ليل أم ساهرون لحماية الوطن؟
واختتم المؤلف الكتاب في فصله الأخير بعلاقة الأقباط والأمن الوطني ..أوضح أن دور الجهاز الرئيسي ينحصر في الكشف عن العملاء والجواسيس في الداخل واحباط أي مخطط يستهدف أمن الوطن والذى سخر جهوده لرصد الشبكات الإرهابية ومتابعتها واقتناصها قبل أن تنفجر في وجه المجتمع ونستطيع أن نؤكد أن جهاز الامن الوطني نجح في إحباط مئات المحاولات التي كانت تستهدف تفجير الكنائس والمنشآت القبطية لم يعلن عنها، ففي عهد مبارك كان يطلق على ضباط أمن الدولة مسمى زوار الليل لنهم كانوا يقتحمون المنازل ليلا للقبض على المعارضين وذوى الانتماءات المناهضة للدولة بينما الان يسير الجهاز وفقا لمعايير عالمية تحترم حقوق الإنسان وتكفل كل ضمانات المحاكمة العادلة أمام القاضي الطبيعي ، وطرق المؤلف إلى أن فئة النشطاء هي الأكثر كراهية لأمن الدولة لأنه يعمل ضد أجنداتهم المشبوهة وتجاراتهم الدينئة .. هم يريدون التربح والتجارة بأزمات الأقباط والوطن دون محاسبة أو مساءلة، واضاف: تنضح مواقع التواصل الاجتماعى بكل ما هو قبيح مع عبارات مسيئة واهانات وابتزاز فضلا عن ممارسة الضغوط ضد الكنيسة أو أي شخصية تساند وطنها واستغلال القضايا المختلفة لصالح أجنداتهم المشبوهة لتصفية حساباتهم مع النظام ويحرضون ضد الرئيس والدولة وعملون على تهميش كل الإنجازات التي تقام … وتناسوا عمدا انه أكثر عهد يتم فيه تمثيل قبطي بالبرلمان كما تناسو أنه أول رئيس مصرى لايفوت قداسا في العيد ويذهب بنفسه لحضوره مع الأقباط وتناسوا كل حربه ضد جماعة الإخوان الإرهابية التي التى كانت تريد تحويل مصر إلى قندهار جديدة مثل سوريا والعراق وافغانستان، حيث الاغتصاب والقتل والسلب والنهب وجهاد النكاح، وكشف عن الوجوه القبطية المشرفة التي تثبت حبها لوطنها مثل الدكتور مجدي يعقوب طبيب القلوب العالمي الذي أعاد الروح لالاف البشر وبنى مستشفى باسمه في أسوان كما ذكر المهندس هاني دميان مهندس الأنفاق العالمي الذي أتى مؤخرا ليفيد بلده بخبراته الطويلة في مجال التشييد والبناء في عدد من مشروعات القوات المسلحة، كما قدم الملياردير عيد لبيب على أعمال خيرية كونه قبطيا، تبنى إقامة مشروع الباعة الجائلين بالخليفة والترجمان وأسوان وكان صاحب فكرة مشروع ملوي الجديدة وهي أول مدينة في الصعيد بطراز عالمي، في حين تظل مستشفى سرطان الأطفال التي أسستها علا غبور زوجة رؤوف غبور رجل الأعمال خير شاهد على إخلاص الأقباط ولاننسى أيضا رجل الأعمال المهندس عماد فاروق انيس مالك شركة فلوباتير جولدن والذي ساهم دوما في أنشطة وطنية واجتماعية.
الكاتب في سطور
جمال جورج كاتب صحفي وعضو نقابة الصحفيين..عمل بالعديد من الصحف المصرية أبرزها جريدة الفجر وصوت الأمة ولديه أرشيف مهني ضخم كما يعمل في مجال الإعداد التليفزيوني، فسبق وأن شارك في إعداد برنامج 90 دقيقة للإعلامي معتز الدمرداش على قناة المحور ويعمل حاليا كمعد برامج بقناة دريم الفضائية.
وفى ختام الندوة، التي بدأت الساعه 7 مساءا واستمرت حتى مطلع فجر اليوم التالي، تم تكريم صاحب ومؤلف الكتاب الصحفي جمال جورج وكذلك صاحبه فكرة إقامة الندوة وتنفيذها على الإعلامية دينا سمير مساعد رئيس حزب مصر القومي ومدير المركز الإعلامي، حيث قام المستشار روفائيل بولس تواضروس، رئيس الحزب بمنح كلا منهما شهادة سفير النوايا الحسنة تقديرا لجهودهم المتميزه في مجال العمل الأدبي والفكري والإعلامي، يذكر أن تم عرض الكتاب بالمعرض الدولي للكتاب ونقابة الصحفيين والذى تصدر قوائم الكتب الأكثر طلبا بمعرض القاهرة هذا العام، وفي ختام الندوة تم تكريم العديد من الشخصيات العامة والفنانين على هامش الندوة تقديرا لجهودهم في مجال المواطنة ومحاربة التطرف .