على خدمة القديس بطرس وعلى تعاليم القديس بولس قامت كنيسة السيد المسيح وستبقى قائمة ما دام السيد المسيح معها كما وعد: سأكون معكم كل الايام والى الأبد… وأبواب الجحيم لن تقوى عليها.
ونحن اليوم نحتفل بعيد الرسل – يوم استشهاد بطرس و بولس – نستعرض معكم صفاتهما فكان القديس بطرس يتمتع بصفات كثيرة منها:
– كان يمتاز بالأمانة حين سأل السيد المسيح رسله بعد أن تخلى عنه الكثير من تلاميذه عند كلامه عن القربان المقدس قائلاً: “وأنتم ألا تريدون أن تذهبوا؟” فأجابه بطرس: “الى من نذهب وعندك كلام الحياة الابدية” (يو 6/76).
– كان صاحب ثقة عظيمة بمعلمه حتى سار على المياه طوعا لكلام الرب: “اذا كنت أنت هو فمر أن آتي على المياه” (متى 14/28).
– امتاز بالتواضع: اعترف بخطاياه وأنه غير أهل لمصاحبة المسيح: “إذْ خرَ عند قدمي يسوع وقال ابتعد عني فإني رجل خاطيء” (لو 5/ 8).
– تجرد عن كل شيء من أجل المسيح: “هوذا نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك” (متى 19/ 20).
نعم كان فقيرا حسب قول القديس غريغوريوس الكبير لكنه ترك كثيراً لأنه لم يحتفظ بشيء. مثل الأرملة التي ألقت بفلسها في هيكل الرب.
– كان كريم النفس وشهمًا: رفض في العشاء الأخير أن يغسل الرب قدميه، و في بستان الزيتون ضرب بالسيف وقطع أذن ملكس عبد رئيس الكهنة،و بعد القيامة عندما علم أنه هو الرب الذي ظهر رمى بنفسه في البحر.
اما عن صفات القديس بولس .. فالمسيح كل شيء لبولس:
– “من يفصلني عن محبة المسيح: أشدة أم ضيق أم عري أم خطر أم سيف أم اضطهاد. اني واثق بأنه لا الموت ولا الحياة… ولا شيء يقدر ان يفصلني عن محبة المسيح” (روم 8:/ 35).
– بعد أن أحب يسوع، يدعو الى محبة يسوع بعنف: “ان كان أحد لا يحب المسيح فليكن مبسلاً (ملعوناً) 1كو 16/ 22 حتى قال عنه القديس يوحنا فم الذهب: “ان قلب بولس هو قلب المسيح”.
بولس أحب كل نفس أحبها المسيح والبرهان على ذلك هذه العبارات:
– “إني أغار عليكم غيرة الله
– من يضعف ولا أضعف انا أو من يشكك ولا أحترق أنا…
– إني انفق ذاتي لأجل نفوسكم.
– “الويل لي إن لم أبشر” إن التبشير فريضة لا بدّ منها والويل لي إن لم ابشر.
– البطل في ما تحمل من أجل المسيح:
من يريد أن يعرف الكثير فليقرأ الفصلين 11+ 12 من 2كو وهذا مختصر ما جاء فيهما: “نجوع ونعطش ونعرى… نشتم فنبارك، نضطهد فنتحمل. قد صرنا كأقذار العالم كأوساخ يستخبثها الجميع… جلدني اليهود خمس مرات…. ضربت بالعصي ثلاث مرات… قضيت ليلاً ونهاراً في عمق البحر. كنت في أخطار السيول واللصوص وأخطار من أمتي ومن الأمم… إني أموت كل يوم وأقمع جسدي…” بولس هو رجل ليس كالرجال، هو بطل المسيحية.
بالحقيقة ليتنا نقتدي بهذين الرسولين في حبهما للمسيح وفي تضحيتهما من أجل المسيح حتى نستحق أن نقول ما قاله القديس بولس: “لقد جاهدت الجهاد الحسن وأتممت شوطي وحافظت على الإيمان. وقد أعد إكليل البر يجزيني به الرب الديان العادل في ذلك اليوم، لا وحدي بل جميع الذين يشتاقون ظهوره