كيف صار شاول القتال لأتباع المسيح بولس الشهيد لأجل المسيح؟!!
و المطارد لأبناء المسيح صار مطاردا من اجل اسمه ؟!!
مباشرة بعد لقائه بحنانيا صار يبشر فى المجامع فى دمشق وكان فى كرازته غير هياب رغم انه اعتبر من وجهة نظر اليهود خائن للقضية، وبينما هو يحاول ان ينقذ انسباءه و اقرباءه بالجسد من مغبة الهلاك الابدى طاردوه فى دمشق محاولين قتله.
يالها من صورة رائعة للاحتمال ، اذ نرى هذا المقاتل الشرس يرضى الآن و لأجل المسيح ان ينزلوه من السور هربا من وجه الشر،من وجه والى الحارث الملك الذى كان يحرس دمشق و يريد ان يقبض عليه . حقا “ان كان أحد فى المسيح فهوخليقة جديدة ” ( ٢كو١٧:٥ ) فقد تميز بولس الجديد بسمة من أحلى السمات التى وسم بها المسيحيون “الاحتمال” ، والغريب بل والرائع ان صفاته التى كان قد اكتسبها سابقا قبل ايمانه مثل العلوم اللاهوتية و الفلسفية و حتى صناعة الخيام طوعها لخدمة الكرازة إلا الشراسة فقد خلع جذورها من قلبه فلم يعد يستعملها ابدا ، كان اهون عليه ان توضع رقبته تحت يد السياف من ان يرفع سيفا ، إلا سيف الكلمة، و هكذا علمنا “إننا من أجلك نمات كل النهار قد حسبنا مثل غنم للذبح” (رو ٣٢:١٨ ) .
طوباك ايها المسيحى فبينما انت فى كامل مقدورك أن تنتقم لذاتك عن كل ما تتعرض له من اهانات و ايذاءات من اجل اسم المسيح و لكنك صبرت و لم تكل و احتملت بوداعة بل و بشكر و فرح لأنك حسبت مستاهلا ان تهان لأجل إسمه. ما قيمة ما نتعرض له من اهانات او ظلم مقارنة برؤية السيد المسيح فاتحا ذراعيه لنا ولكل من أتوا من الضيقة العظيمة و قد غسلوا ثيابهم و بيضوها فى دم الحمل؟ان كل ما نتعرض له من آلام فى حياتنا هو لحظة اذا قورنت بالأبدية لذلك يسميها الكتاب خفة ضيقتنا الوقتية.
يقول مار اسحق: [ لا تكره الشدائد. باحتمالها تنال الكرامة و بها تقترب من الله لأن الراحة الالهية كائنة داخلها و محب الصلاح يحتملها بفرح، ادخل من الباب الضيق و سر فى الطريق الكرب فذاك الذى كان مع يوسف و دانيال و الفتية و ارميا و بطرس وبولس، الذى كان فى كل زمان و كل مكان مع عبيده و نجاهم هو يكون معك و يحفظك.].