7- ونلاحظ وجود الرقم 8 في موضوع الذبائح أيضا, كما ورد في سفر اللاويين إذ يقول الكتاب: متي ولد بقر أو غنم أو ماعز, يكون سبعة أيام تحت أمه, ثم من اليوم الثامن فصاعدا يرضي به قربان وقود للرب (لا22:27). ونفس الوصية في سفر الخروج (22:30).
انتهت مرحلة الرضاعة, وتبدأ مرحلة الصلاحية لتقديمه ذبيحة, وذلك من اليوم الثامن.
8- نذكر قصة الأحد الجديد, اليوم الثامن للقيامة وأهمية ذلك.
لم يستطع التلاميذ أن يتفهموا معجزة قيامة الرب, ولم يصدقوا ما قالته لهم مريم المجدلية ولا ما قاله تلميذا عمواس (مر16:9-13), وكذلك ما قالته النسوة: تراءي كلامهن لهم كالهذيان ولم يصدقوهن (لو24:11). وحتي مريم المجدلية أيضا ساورتها نفس الشكوك, وظنت أن البعض قد سرقوا الجسد, وقالت: أخذوا سيدي من القبر, ولسنا نعلم أين وضعوه (يو20:2). وكررت نفس القول مرتين أخريين (يو20:13, 15). وحتي لما ظهر الرب للتلاميذ جزعوا وخافوا, وظنوا أنهم نظروا روحا (لو24:37), ولذلك وبخهم الرب علي عدم إيمانهم بقيامة الجسد.
إنها مرحلة طويلة من الشك, وصلت قمتها عند توما الذي قال: إن لم أبصر في يديه أثر المسامير, وأضع أصبعي في أثر المسامير, وأضع يدي في جنبه, لا أؤمن (يو20:25).
ولكن انتهت مرحلة الشك هذه, وبدأت مرحلة جديدة من الإيمان, وذلك في اليوم الثامن.
كان ذلك يوم أحد توما, اليوم الثامن للقيامة ويبدأ يوحنا الإنجيلي هذا الحديث المهم بقوله: وبعد ثمانية أيام كان تلاميذه أيضا داخلا, وتوما معهم (يو20:26). وفي ذلك اليوم, ظهر الرب لهم, ورأي توما يديه وجنبه, وقال له: هات أصبعك.. وهات يدك وضعها في جنبي, ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا, وآمن توما وصاح قائلا: ربي وإلهي (يو20:28), وانتهت مرحلة الشك عند الرسل إلي غير رجعة, وبدأت مرحلة قوية من الإيمان, إنها بداية جديدة في اليوم الثامن.
+ + +
9- والرقم 8 نجده أيضا في بدء تأسيس الكنيسة في يوم حلول الروح القدس.
كان ذلك في اليوم الخمسين, وماذا يعني اليوم الخمسين؟ وما علاقته بالرقم ثمانية؟
عيد الخمسين معروف في العهد القديم, وهو رمز للخمسين في العهد الجديد, وهكذا قال الرب في سفر اللاويين ثم تحسبون لكم من غد السبت.. سبعة أسابيع تكون كاملة, إلي غد السبت السابع تحسبون خمسين يوما, ثم تقربون تقدمة جديدة للرب (لا23:15, 16).
سبعة أسابيع تمضي, ويوم الخمسين هو بدء الأسبوع الثامن.
وفي بدء الأسبوع الثامن, في العهد الجديد كان تأسيس الكنيسة: كان حلول الروح القدس, ومعجزة الألسنة, وإيمان ثلاثة آلاف من اليهود وعمادهم (أع2:1-41), وهكذا ارتبط تأسيس الكنيسة أيضا بالرقم ثمانية, وبه بدأ عهد جديد من الكرازة والإيمان والشهادة للرب (أع1:8).
وبنفس المنطق والشرح يمكن تتبع رقم خمسين من جهة الزمن وارتباطه بالرقم ثمانية.
سواء سبعة أسابيع أيام يعقبها اليوم الخمسون, أو سبعة أسابيع سنين يعقبها العام الخمسون.
رقم سبعة يرمز في الأيام إلي الكمال وسبعة في سبعة أي 49 يرمز إلي كمال أكبر, تعقبه بداية مرحلة جديدة في الرقم خمسين.
+ + +
10- وهكذا كان عيد اليوبيل في العام الخمسين في العهد القديم.
ورد ذلك في سفر اللاويين, أصحاح 25, حيث قال الرب: وتعد لك سبعة سبوت سنين, سبع سنين سبع مرات, فتكون لك أيام السبعة سبوت السنوية تسعا وأربعين سنة.. وتقدسون السنة الخمسين, وتنادون بالعتق في الأرض لجميع سكانها, تكون لكم يوبيلا.. إنها يوبيل, مقدسة تكون لكم (لا25:8-12).
+ + +
11- أحداث أخري في التاريخ عن بدايات مهمة, ترتبط كذلك بالرقم ثمانية:
أتي يوشيا الملك بعد عهد سيء من عبادة الأصنام, فأعاد كل شئ للرب, وقيل عنه: وملك يوشيا وهو ابن ثماني سنين (2مل22:1), كعهد الختان في اليوم الثامن, وكان حكمه بداية مشرقة في تاريخ الشعب.
كذلك حزقيا الملك الصالح, الذي أزال عبادة الأصنام, وطهر بيت الرب, قيل في ذلك:
وقدسوا بيت الرب في ثمانية أيام (2أي29:17), رمزا لهذا العهد الجديد.
+ + +
كلمة أخيرة مهمة أحب أن أضعها في ختام الحديث عن الرقم ثمانية:
12- فلنبحث رموز الرقم ثمانية في عيد المظال ثم ما يرمز إليه عيد المظال.