ميشيل المصرى (ولد سنة 1933 بالقاهرة وتوفى 30 يونيو 2018) هو موسيقار وعازف كمان ومؤلف موسيقى تصويرية وموزع مصرى معاصر.
كان والده تاجرا يهوى الاستماع إلى الموسيقى والغناء ومع ذلك عارض بشدة دخول ابنه عالم الفن ،و ورغم ذلك كان ميشيل محبا للرسم والموسيقى لدرجة أن مواهبه لقيت تشجيعا كبيرا من أساتذته وبنهاية دراسته الثانوية سنة 1948 التحق سرا بمعهد ليوناردو دافنشى للفنون الجميلة بالقاهرة ثم بمعهد فؤاد الأول للموسيقى العربية سنة 1949 ، وبرغم انه كان عازفا على ألة الكمان إلا إن مدير المعهد وجهه لدراسة ألة الكورنيت النحاسية، كون ميشيل فرقة موسيقية من خمسة وعشرين عازفا كان لها نشاطها في الحياة الموسيقية المصرية.
عزف مع ام كلثوم في حفلاتها الأخيرة في أغنيات (اغدا القاك، من اجل عينيك، يا مسهرني، ليلة حب) وظل عازفا مميزا مع الفرقة الماسية، يعزف ويقوم بتوزيع موسيقى لعشرات الألحان التى تقدمها، وعزف مع فرقة الرحابنة بمصاحبة (فيروز) فكان عازف الفرقة الأول. كمان وزع ثلاثية (محمد عبد الوهاب) .. (بعمرى كله حبيتك، وأنده عليك، وفي يوم وليلة) التى تغنت بهم (ورده) و(قارئة الفنجان) القصيدة الرائعة اللى وضع (ميشيل) موسيقى المقدمة لها، من كلمات نزار قباني وألحان محمد الموجى.
اتجه ميشيل المصرى إلى التوزيع الموسيقى لأعمال كبار الملحنين المصريين والعرب ، وبعد ذلك اتجه إلى التأليف الموسيقى في العديد من المجالات فكتب الموسيقى لخمسة عشر فيلما روائيا مصريا كما كتب الموسيقى لسبعة وعشرين مسلسلا تليفزيونيا ، ويمتاز أسلوب ميشيل المصرى الموسيقى بجمله البسيطة فيما يعرف في عالم الفن بالسهل الممتنع .
هو صاحب أكثر من مائة عمل فني بين موسيقي تصويرية وتترات مسلسلات وأغاني وأفلام وأبريتات غنائية ومؤلفات موسيقية.
وفيما يلي يستعرض إعلام دوت أورج أبرز 10 ألحان شارك بها “المصري” سواء في أعمال سينمائية أو درامية، كان لها نصيبًا خاصًا من اسمه، فباتت ألحانًا شرقية مصرية فريدة، متأصلة في عقول ووجدان المصريين:
1- مسلسل “عائلة الحاج متولي”
لَحن “المصري” تتر بداية ونهاية مسلسل عائلة الحاج متولي والتي أنتجت عام 2001، حيث اعتمد على مزج أغنية زفاف العرائس الشهيرة في الأفراح بموسيقى أخرى تتماشى مع دراما المسلسل المتصاعدة ما بين تارة وأخرى، فنجح في التعبير عن شخصية الحج متولي والذي جسدها الفنان الراحل نور الشريف، والتعبير عما يواجه من صراعات مختلفة قبل وبعد إتمام زيجاته الأربعة وكيفية التعايش معهن جميعًا، ومن ثمً التبشير بوجود إنفراجة واقتراب النهايات السعيدة في المسلسل مع كل زغرودة تُسمع في نهاية التتر، كجزء لا يتجزء من اللحن الخاص بها.
2- مسلسل “مَن الذي لا يحب فاطمة”
استطاع تتر مسلسل “مَن الذي لا يحب فاطمة” أن يجذب المُشاهد لمتابعة العمل الدرامي عام 1993، بلهفة وشوق؛ من خلال التغني باسم الشخصية الدرامية وصفاتها، التي تدور أحداث المسلسل عليها، بالإضافة إلى التلميح بالمعوقات والصعوبات التي تواجها ضمن سياق الأحداث، ونجحت أشعار سيد حجاب وألحان ميشيل المصري، التي تغنى بها الفنان محمد ثروت في زيادة ارتباط المتابعين بالعمل الدرامي.
3- مسلسل “أبناء ولكن”
حاول “المصري” أن يعبر عن أحداث ودراما مسلسل “أبناء ولكن” 1993، من خلال تقديم لحن خاص بها، لا يعتمد على شئ سوى الاَلات الموسيقية، للتعبير عن قصة المسلسل الإجتماعي.
“أبناء ولكن” من تأليف جابر عبد السلام وإخراج رضا النجار، حيث كانت أحداثه تدور حول تاجر أخشاب وأبناءه، حيث كان له ابن مصاب نتيجة حادث سيارة، اختلفت معاملة الوالد لهذا الابن عن باقي أخوته، تزوج الابن المصاب من إمرأة، وتتناول الأحداث ما كانت تسعى الزوجة إليه بالوقيعة بين أبناء المنزل وإخوة زوجها بهدف السيطرة والتحكم في المنزل لتصبح هي سيدة المنزل.
4- مسلسل “ليالي الحلمية”
امتزجت نغمات الموسيقار ميشيل المصري مع صوت الفنان محمد الحلو؛ ليقدما واحدة من أهم أغاني تترات المسلسلات، التي كتب أشعارها البديعة، القدير سيد حجاب؛ حيث يعود أصالة تلك الأغنية في قدرتها على التعبير عن صراع الإنسان الدائم والحنين لذكرياته والخوف من حاضره وما يترقب له في مستقبله.
تماشى تتر “ليالي الحلمية” بقدر كبير مع المحتوى الذي يقدمه المسلسل منذ تقديم الجزء الأول منه عام 1987، حيث كان يتناول المسلسل جزءًا هامًا من التاريخ المصري الحديث في إطار اجتماعي شيق، واستمرت أغنية التتر كما هي وصولاً بالجزء السادس الذي أنتج للمسلسل عام 2016.
5- مسلسل “الكومي”
قَدم الموسيقار ميشيل المصري، الموسيقى التصويرية والألحان الخاصة بمسلسل “الكومي”، عام 2001، حيث لَحن واحدة من أفضل تترات المسلسلات التي تغنى بها الفنان علي الحجار، من أشعار الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي.
“تبينينا يا دنيا وتخبينا، إنتِ الإيدين وإحنا إحنا ورق كوتشينة” ..من خلال تلك الأبيات وغيرها، استطاع “الأبنودي” أن يعبر عن الكثير من الجوانب الدرامية التي تحملها المسلسل، في ثنايا أحداثها والتي كانت تدور حول قصة شاب من الصعيد من عائلة فقيرة، كان يحلم بتحسين مستواه المادي والإجتماعي، وعندما يفشل في ذلك يفكر في النزول للقاهرة حتى يستطيع تحقيق حلمه.
6-فيلم “الطوفان”
اشترك الموسيقار ميشيل المصري في التعبير عن قصة فيلم “الطوفان” والذي أنتج عام 1985، من قصة وإخراج بشير الديك، وبطولة النجم الراحل محمود عبد العزيز، بجانب نخبة أخرى من النجوم، من خلال تقديم ألحان الموسيقى التصويرية الخاصة بالفيلم، والتي عبرت عن قصته الإجتماعية والتي يرصد بعض السلوكيات البشرية غير السوية مثل الطمع وغيره، الذي قد يسوق البعض إلى تدمير حياة الأخرين وقتلهم وما إلى ذلك من أفعال إجرامية.
7-فيلم “البرنس”
قدم “ميشيل” الموسيقى التصويرية الخاصة بفيلم “البرنس” عام 1984، وهو فيلم من تأليف وجيه نجيب وإخراج فاضل صالح، ومن بطولة النجم الراحل أحمد زكي، بجانب نخبة كبيرة من النجوم، حيث كان يدور الفيلم عن قصة شخصية درامية تُدعى “البرنس” والذي جسد دورها الفنان أحمد زكي، واستطاعت موسيقى “ميشيل” أن تعبر عن الخط الدرامي الخاص بالفيلم جيدًا، أثناء تقديم “زكي” المشاهد التي توضح الصراعات والتحديات التي يواجها “البرنس” أثناء التغلب على ما يواجه من أزمات قد تعيق إتمام ما يريد.
8-فيلم “الشيطان يغني”
قدم “المصري” الوسيقى التصويرية والألحان الخاصة بفيلم “الشيطان يغني” عام 1984،
وهو من تأليف وإخراج ياسين إسماعيل ياسين، حيث تدور قصته حول قصة كاتب قصصي يموت منتحرًا بعد مطاردة شخص له يقنعه بوجود تخاطر ذهني بينهما، وإن قصصه ليست من وحي خياله فقط؛ فيتسبب ذلك في إصابته بأزمة نفسية، إلى أن ينكسف الأمر وتتضح الحيلة التي كانت تخدعه بها زوجته، وتوضح التحقيقات سر ارتباطها بموت زوجها.
9-فيلم “القضية رقم 1”
شارك “ميشيل” في تقديم الموسيقى التصويرية الخاصة بأحداث فيلم “القضية رقم 1” عام 1983، والذي كان من تأليف السيد الشوربجي، وإخراج مهند الأنصاري.
“القضية رقم 1” تدور أحداثه حول “سلوى” الفتاة التي تتزوج من طيار مدنى بعد قصة حب، والذي تسقط طائرته في إحدى الرحلات ويصاب بالشلل، ومن ثمً تنشأ الصراعات بينهما وتتوالى أحداث الفيلم إلى أن يموت زوجها وتتهم سلوى في مقتله، حتى يثبت براءتها ويتم الإفراج عنها.
10-فيلم “وتمضي الأيام”
لَحن “ميشيل” الموسيقى التصويرية الخاصة بفيلم “وتمضي الأيام” عام 1980، وهو بطولة النجم الراحل فريد شوقي إلى جانب نخبة كبيرة من النجوم، ومن تأليف فيصل ندا، وإخراج أحمد السبعاوي.
“وتمضي الأيام” تدور أحداثه حول “عبد القادر” الذي يعيش مع أسرته حياة هادئة، وتتزوج ابنته مديحة من “عادل” الذي يسافر ليعمل في إحدى الدول العربية، ويقع ابنه “شكري” في حب فتاة لكنه يعارض تلك الزيجة ويضغط عليه ليتزوج من ابنة خالته، لتقرر تلك الفتاة اﻹنتقام من شكري ووالده، ومن ثمً تتوالى أحداث الفيلم.