كانت وما زالت المرأة علي مر العصور هي نصف المجتمع ، ولإيمانها الدائم بأنها جزء لا يتجزأ ، كافحت لسنوات طويلة جدا لنيل حقوقها والحفاظ عليها ، وقد حظت بالعديد من المناصب ،فهى الوزيرة والقاضية والسفيرة والطبيبة والمعلمة.
المرأة حققت شيئا ليس باليسير خلال السنوات الماضية في كفاحها لتخرج للمجتمع، الا انها ولا سيما في المجتمعات العربية لا زالت تعانى من أشكال القهر ،علي الرغم من انتشار الجمعيات الحقوقية اللنسائية التى تدافع دوما عن قضايا المرأة .
وقد احتفت السينما حول العالم بقضايا المرأة وتاريخها؛ فخلد ذكرى نساء ناضلن في سبيل إعلاء حقوق المرأة والرفع من كرامتها، فأسسن حركات نسوية غيرت مجري التاريخ، وكسرت شوكة الجمود والذكورية، وتناولت السينما المعاصرة على وجه الخصوص تحديات المرأة الحديثة، وما تتعرض له من قيود اجتماعية، ودينية، وسياسية قد تساهم بشكل أو بآخر في الحد من سقف طموحاتها، وعرقلة مسيرتها نحو التقدم. فتعرض السينما نماذج لنساء تحدين المجتمع وحققن طموحاتهن، وأخريات تحطمت أحلامهن على صخرة الواقع القاسية.
ونعرض إليكم في ما يلي أهم الأفلام التي تناولت قضايا المرأة من أماكن مختلفة من العالم، وتعد من أهم ما أنتجت السينما في هذا الشأن:
_ من بريطانيا: «Suffragette» المدافعات عن حق الانتخاب:
تدور أحداث الفيلم سنة 1912 ببريطانيا في وقت تحرم فيه المرأة من أبسط حقوقها كحق المساواة في الأجر وحق الانتخاب. يحكي الفيلم قصة «مود واتس»، وهي إحدى عاملات مصانع النسيج التي يديرها أحد المديرين المتسلطين، والذي يستغل إحدى العاملات جنسيًّا. تنخرط «مود» كزميلاتها في عمل شاق وغير مربح لمساعدة زوجها في الإنفاق على المنزل. أثناء ذلك تدخل مجال العمل النسوي الذي يطالب خاصة بحق الانتخاب فتتعرض صحبة رفيقاتها للسجن والاضطهاد كما تحرم «مود» من حضانة ابنها، وحق تربيته. يذكر الفيلم في النهاية أن النساء فوق الثلاثين منحن حق الانتخاب سنة 1918.
_ «The duchesse» الدوقة
وتدور أحداث هذا الفيلم في بريطانيا خلال القرن الثامن عشر حول حياة الدوقة «جورجيانا كافنديش»، والتي تتميز بكونها إنسانة باحثة عن الحرية وداعمة لحقوق المرأة في الفترة الفيكتورية التي تحرم فيها المرأة من حق الانتخاب والميراث والحضانة. تتزوج جورجيانا من الدوق «وليام كافنديش» والذي يأمل أن تنجب له ولدًا. في الأثناء تقوم الدوقة بإيواء «باس»، وهي أم حرمت من رؤية أطفالها الثلاث. تضطر «باس» لاحقًا لإقامة علاقة مع الدوق «كافنديش» الذي وعدها أن يساعدها في رؤية أبنائها. تتأزم علاقة الدوقة بزوجها، تجد الدوقة المحبة مع رجل آخر لينتج من هذه العلاقة إنجابها لابنة تحرم لاحقًا من تربيتها.
_ «the iron lady» المرأة الحديدية:
الفيلم من بطولة الممثلة الكبيرة ميريل ستريب. يحكي الفيلم قصة وصول «مارغريت تاتشر» إلى منصب أول رئيسة وزراء بريطانية في عالم السياسة المليء بالرجال. فهي قصة نجاح فتاة من الطبقة الوسطى، وقصة نجاح سياسية حكمت بريطانيا في مرحلة صعبة ودقيقة مليئة بالتحديات، وأهمها صراع النقابات العمالية مع الحكومة، وتدهور الوضع الاقتصادي، وحرب بريطانيا والأرجنتين على جزر الفلكلاندز. مما يجعل مارغريت تتخذ قرارات صعبة، خطيرة ومؤلمة بعض الأحيان.
_ من أمريكا: فيلم «Iron jawed girls» ملائكة بفك حديدي:
فيلم أمريكي من إنتاج سنة 2004. تدور أحداث الفيلم حول حركة الحقوق المدنية المطالبة بإقرار حق الانتخاب، والتي بدأتها المناضلة «سوزن ب أنثونى». وعلى خطاها تحاول الناشطات النسويات «أليس بول»، «لوسي برنز»، «أناز ميلهولند»، و«كاري شبمان كات»، استعمال طرق سلمية كالاحتجاجات، والمسيرات وإضرابات الجوع، وتوقيع العرائض لإقناع حكومة ولسون وأعضاء الكونغرس بمطالبهم. تكلل مجهودات الناشطات بالنجاح ومنحت النساء حق الانتخاب سنة 1921.
_«Monalisa smile» ابتسامة الموناليزا:
فيلم أمريكي من بطولة الممثلة جوليا روبرتس. تدور أحداث الفيلم في الخمسينات إبان الحرب العالمية الثانية، إذ ينحصر دور المرأة في تلك الفترة على العناية بالزوج، والعائلة، والتضحية بكل غال ونفيس في سبيل ذلك. ولعل هذا ما كان يروج له الإعلام والرأي العام الأمريكي من خلال الإعلانات. إذ تحدد قيمة المرأة في تلك الفترة بتقيدها بأخلاقيات المجتمع، وبمقاييس جمال معينة، كبياض البشرة، والنحافة، وجمال الجسد. يحكي الفيلم قصة أستاذة جامعية تدرس الفنون الجميلة في إحدى الجامعات التي تتميز بنظام تعليمي محافظ، إذ تعطي الجامعة دروسًا إضافية حول كيفية العناية بالزوج والأطفال، وشؤون المنزل، إضافة إلى قواعد الإتيكيت التي تدرس للفتيات حتى كيفية الجلوس. تحاول المدرسة تعليم الفتيات أن يمضين قدمًا في طريق تحقيق أحلامهن وألا يجعلن الزواج السقف الأعلى لطموحاتهن. محاولات المدرسة تعليم الفن بعيدًا عن القوالب الجامدة التي تحددها الأكاديمية وسعيها لتغيير العقليات الجامدة يجعلها تصطدم بإدارة الكلية وبإحدى الطالبات المحافظات، مما يجعلها تترك العمل، ولكنها مع هذا تترك أثرًا طيبًا في نفوس الشابات، وتغير من نظرتهن لأنفسهن.
_ المرأة والعبودية في ثلاثة أفلام:
beloved» -1» المحبوبة
Her eyes were watching god» -2» عيناها تنظر إلى السماء
The color purple» -3» اللون البنفسجي
لطالما ظلت النسوة ذوات البشرة السمراء تحت وطأة الاستعباد لقرون طويلة، تعرضن فيها لشتى الانتهاكات الجسدية والنفسية. وحتى بعد إلغاء العبودية ظللن عرضة للتمييز والقهر فجعلن يجمعن شتات أنفسهن باحثات عن شخصياتهن وإنسانيتهن التي دمرتها العبودية.
يجسد فيلم «المحبوبة» معاناة امرأة تدعى «سيثا» عانت مطولًا من القهر والاغتصاب لتحاول الهرب بصحبة أبنائها، ولكنها تضطر لقتل إحداهن خوفًا عليها من الرجوع للعبودية، وذلك بعد القبض عليها من قبل صائدي العبيد. بعد كل هذه التجارب المريرة تحاول «سيثا» التعرف على نفسها، والتصالح مع ماضيها حتى تتمكن من احتضان الواقع من جديد، والقضاء على شبح الماضي.
في الفيلم الثاني نرى شخصية امرأة تبحث عن الحب في كل مكان. مرة في أحضان الطبيعة، ومرة في وجود رجل. لتكسر كل القواعد وتحطم الاعتقاد الذي يرى النساء ذوات البشرة السوداء غير قادرات على أن يحببن أو يثرن إعجاب الآخرين.
يتمحور فيلم «اللون البنفسجي» عن أختين فرقهما القدر. عاشت إحداهما حياة حرة جعلتها تتعلم وتبني ثقتها بنفسها، أما الكبرى فعاشت حياة مريرة بين عنف الأب والزوج. فعلاقتها بزوجها هي علاقة العبد بالسيد. مما جعلها تحيا حياة السخرة والمذلة والخنوع التام، إلى أن تجد رسائل أختها، وبذلك تتغير حياتها للأفضل.
_ «Hidden figures» وجوه منسية:
تسعى السينما الأمريكية إلى التعريف بشخصيات نسائية من الأفارقة الأمريكيين جرى نسيانها والتعتيم عليها من أمثال روزا باركس، وهارييت تيوبمان. يعرف هذا الفيلم بثلاث نساء عالمات، كن وراء تطوير عدة مشاريع لوكالة ناسا أهمها أول مكوك فضائي صعد إلى القمر سنة 1961. العالمات هن «كاثرين جونسون»، «دوروثي فانقن» و«ماري جاكسون» اللاتي نسيهن التاريخ، واختار المجتمع العنصري تغييبهن وطمسهن من الذاكرة الوطنية.
_ «North country» بلد الشمال:
فيلم أمريكي من إنتاج سنة 2005، ومن بطولة النجمة تشارليز ثيرون. يتمحور الفيلم حول قصة امرأة تدعى «جوزي» تهرب من ماض مؤلم لواقع أكثر قسوة وإيلامًا، إذ تتعرض بطلة الفيلم للاغتصاب في صغرها على يد مدرسها، ثم إلى العنف الزوجي، لتهرب إلى مكان آخر آملة أن تجد بعض الأمان لها ولابنها. أثناء عملها بإحدى المصانع لم تستطع «جوزي» تحمل تحرش زملائها الدائم بها، فلم تسكت بل قررت مواجهة القوانين الجامدة وذكورية النقابات العمالية، لتنتصر في النهاية، وبذلك تغير قضيتها قانون التحرش الجنسي بالبلاد.
«Thelma and Louise» ثيلما ولويز:
هي قصة امرأتين تنطلقان في رحلة نحو الحرية. تهربان نحو المجهول. تتعرض إحداهن للاغتصاب فتسكت خوفًا من تصبح هي المتهمة لا الضحية، لتواصل العيش بذلك الألم. إلى أن يأتي اليوم الذي تقتل فيه رجلًا أراد اغتصاب صديقتها وكأنها بذلك تنفس عن ألم مكبوت داخلها. تهرب الاثنان من حياتهما القديمة لتعيشا مغامرات جميلة في رحاب الصحراء الأمريكية.
_ «the women» النساء:
فيلم أمريكي من بطولة نسائية مطلقة إذ لا يظهر رجل واحد في الفيلم، رغم أن الحكاية تستلزم ظهور شخصية رجالية. الفيلم عبارة عن قصة نسائية مليئة بالحزن، والفرح، والعواطف، والخيانة والتناقضات التي لا تخلو منها تركيبة أية أنثى.
نساء تحت وطأة الاستغلال الجنسي: فيلم «sex doll» دمية الجنس
فيلم «Trade» تجارة
يطرح الفيلمان قضية الإتجار بالنساء وتجارة الرقيق. إذ تتولى عصابات وشبكات الإتجار بالبشر الآسيوية والأوروبية والأمريكية اختطاف، وتهريب النساء والبنات الصغيرات وبيعهن للعمل القسري في المصانع، أو لبيعهن لشبكات الدعارة والإتجار بالجنس. في الفيلم الأول «دمية الجنس» تضطر فتاة فرنسية من أصول مغاربية إلى الانضمام لإحدى شبكات الدعارة ببريطانيا للإنفاق على أسرتها المعوزة إلى أن تلتقي بشاب ينقذها ويغير حياتها. يحكي الفيلم الثاني قصة شاب من المكسيك، ورجل شرطة أمريكي، يسعيان للعثور على فتاة صغيرة اختطفت بصحبة مجموعة من النساء والأطفال بغية الإتجار بهم. يبين الفيلم الانتهاكات الجنسية والجسدية التي يتعرض لها المختطفون، إضافة لتهاون رجال الشرطة بل تواطؤهم مع هذه الشبكات.
– المرأة في المجتمع الشرقي: الذكورية والتطرف الديني من أبرز العوائق
من مصر: فيلم 678:
لطالما سعت السينما المصرية إلى تصوير معاناة المرأة الشرقية، وصراعها مع العادات والتقاليد المتجمدة. فمن منا ينسى فيلم «أريد حلاًّ» الذي جسد الظلم المسلط على النساء، من جراء قانون الأحوال الشخصية. يتمحور فيلم 678 حول تفاقم ظاهرة التحرش الجنسي، وكيفية تعاطي المجتمع معها كإلقاء اللوم على الضحية أو الاستهتار والتهاون في مواجهة الظاهرة. الفيلم يدور حول ثلاث نساء من خلفيات ثقافية واجتماعية مختلفة، وما يجمعهن أنهن كن ضحايا للتحرش. هذه التجربة المؤلمة تجعلهن يكونَّ عصابة لطعن المتحرشين انتقامًا لما تعرضن له من ألم نفسي. ينتهي الفيلم باكتشاف رجال الشرطة تورط الفتيات الثلاثة في جرائم الطعن، ومن ثم إطلاق سراحهن، إضافة إلى إنصاف المحكمة لإحدى الفتيات الثلاثة، وذلك بالحكم بالسجن على من تحرش بها.
_ فيلم «يوم للستات»:
يجمع الفيلم ثلة من أهم نجوم السينما المصرية، كإلهام شاهين، ونيللي كريم، وهالة صدقي. عند إنشاء حمام سباحة جديد في أحد الأحياء الشعبية، يخصص يومًا للنساء يجتمعن فيه للاستجمام والسباحة. إذ أصبح اليوم فرصة للنساء للتحرر من القيود الذكورية المفروضة عليهن في الحي، وللتحدث عن آلامهن، والتصالح مع أجسادهن وذواتهن، فكأن الماء في هذا الفيلم أصبح إطارًا ورمزًا للنقاء والحرية.
_فيلم «بنتين من مصر»:
يركز الفيلم على حياة بنتين، تعمل إحداهما طبيبة، والثانية أمينة مكتبة بإحدى الجامعات، تعيش هاتان الفتاتان في كنف مجتمع شرقي محافظ ومأزوم، تأكله الأزمات من عدة جهات، وينخره الجهل والتأخر. ما يزيد في تأزم وضع البنتين هو تقدمهما في السن دون زواج، مما يشكل لديهما حالة من الحرمان العاطفي والجسدي. في رحلة بحثهما عن الحب والزواج والأمومة، تضطر الفتاتان إلى التسجيل بمكاتب الزواج، والارتباط بعلاقات فاشلة لم تزدهن إلا ألمًا.
_ فيلم «فتاة المصنع» للمخرج محمد خان:
يحكي الفيلم قصة فتاة بسيطة تحلم بالزواج من المهندس الذي يشاركها العمل بالمصنع. فتكثر الإشاعات حول حقيقة علاقتهما تصل إلى درجة اتهامها بإقامة علاقة معه بل الحمل منه أيضًا. لتنتشر هذه الإشاعة وتصل إلى أسرتها، فتتعرض للضرب والتعنيف والإهانة، ولكن في النهاية تنكشف الحقيقة، ويدرك الجميع براءتها. رغم إصابة فتاة المصنع بالصدمة، فإنها سرعان ما تمالكت نفسها وعادت لمواجهة الناس بكل قوة. فرقصتها في آخر الفيلم تعبر عن القوة والتحرر واللامبالاة في الصمود أمام المجتمع.
_ فيلم «احكي يا شهرزاد»:
تجسد الفنانة منى زكي دور مذيعة تلفزيونية تستضيف نساء من فئات اجتماعية مختلفة للحديث عن التجارب القاسية اللاتي تعرضن لها. لتتعرض المذيعة في النهاية إلى التعنيف على يد زوجها، وتظهر في التلفاز لتحكي بدورها حكايتها للمشاهدين.
من لبنان:
«caramel» سكر بنات للمخرجة نادين لبكي:
يحكي الفيلم قصة ثلاث فتيات ينتمين لديانات مختلفة، يعملن في صالون للحلاقة والتجميل. تنخرط الأولى في علاقة مع رجل متزوج، ولكنها تقرر إنهاءها، وذلك بعد اكتشافها استحالة استمرار هذه العلاقة، كما تسعى الثانية للزواج إلى أنها تخاف قدوم هذه اللحظة خوفًا من اكتشاف فقدانها لعذريتها أما الفتاة الثالثة، فيرجح أنها ذات ميول جنسية مختلفة، وإن لم يذكر هذا الأمر صراحة في الفيلم. يركز الفيلم على عدة قضايا حساسة كالعذرية، والعلاقات خارج إطار الزواج، وخوف النساء من التقدم في السن، والذي قد يصل بهن إلى الكذب حول حقيقة أعمارهن، فسكر البنات في هذا الفيلم يصبح رمزًا للوجع الذي تتعرض له النساء للعيش بحرية.
_ فيلم «وهلّأ لوين؟»
فيلم لبناني من بطولة وإخراج نادين لبكي، تدور أحداث الفيلم في قرية جبلية من إحدى قرى لبنان، والتي يسكنها مجموعة من المسلمين والمسيحيين. لمنع الاقتتال الطائفي الذي يضمره الرجال بعضهم لبعض قامت النساء بابتكار طرق غريبة لتخديرهم، وذلك بدس الحشيش في طعامهم، والاستعانة براقصات لإلهائهم. في النهاية تدعي الزوجات المسلمات أنهن اعتنقن المسيحية، والمسيحيات أنهن أصبحن مسلمات، وذلك لمنع أزواجهن من ارتكاب أي جرم. يؤكد الفيلم أهمية دور المرأة في الحد من الفتن الطائفية والتطرف الديني، كونها هي التي تربي وتنشئ الأجيال.
_ من تونس: فيلم «ما نموتش»:
فيلم تونسي من إخراج النوري بوزيد، وبطولة سهير عمارة. يصور الفيلم موجة التطرف الديني التي اجتاحت البلاد التونسية بعد الثورة، وأثرها على نظرة المجتمع إلى المرأة. إذ يرصد الفيلم حياة صديقتين، إحداهما يرغمها الوسط الذي تعيش فيه على ارتداء الحجاب، والثانية تتعرض لضغوطات تضطرها لخلعه، ولكن في النهاية تتمسك كل فتاة بحرية قرارها في اختيار ما تريد أن ترتديه.
_ من السعودية: فيلم «وجدة» للمخرجة هيفاء المنصور:
لطالما شكلت مسألة قيادة المرأة للسيارة أزمة كبرى وهدفًا ناضلت من أجله النساء لسنوات بالمملكة العربية السعودية، إضافة إلى العديد من القيود الأخرى التي تمنع النساء من عيش حياتهن بحرية. في هذا الفيلم تسعى فتاة صغيرة إلى تحقيق حلم بسيط، وهو قيادة دراجة في وسط يرى في هذا التصرف إضرارًا بعفة المرأة. تحاول وجدة الفوز بجائزة مسابقة حفظ القرآن وتجويده لشراء الدراجة، إلا أنها تفاجأ عند فوزها بأن إدارة المدرسة قامت بالتبرع بالمال. يتحقق حلم وجدة في النهاية، وذلك بعد أن أهدتها والدتها ما تريد.
_ الفيلم المغاربي:«la source des femmes» عين النساء:
يأخذنا الفيلم إلى أحد أرياف المغرب العربي فيصور لنا الحياة الصعبة التي تحياها النساء، إذ تقوم الزوجات
بكل الأمور الصعبة، فيصعدن الجبال لإحضار الماء والحطب، حتى وهن حوامل. كما تنقطع البنات عن الدراسة من سن مبكرة للمساعدة في القيام بشؤون المنزل، فيما يجلس الرجال طول النهار دون عمل أو تحمل مسؤولية تذكر. يعاقب النساء أزواجهن عقابًا غريبًا، وذلك بالامتناع عن معاشرتهم! الفيلم قطعة فنية جميلة عن الحب والحرية، وعن نساء يسعين إلى تحريك الثوابت وتغيير الواقع.
_من تركيا: فيلم «Araf» الأعراف:
الفيلم من بطولة نسليهان أتاقول، وأوزغان دينيز. يحكي الفيلم قصة فتاة من بيئة ريفية محافظة تدعى «زهرة» تعمل بجد ليل نهار لمساعدة عائلتها. ألا أنها من ناحية أخرى تريد التحرر من الحياة المملة والتقاليد، وذلك بالسهر والتدخين. إلى أن وقعت في غرام أحد سائقي الشاحنات، والذي ظنت لوهلة أنه فارس أحلامها، إلا أنه رحل في النهاية ليتركها تواجه حقيقة حملها وحدها، وحالة الوحدة والاكتئاب التي انتابتها بعد إجهاضها للجنين.
_ من إيران: فيلم رجم ثريا«the stoning of thoraya»:
الفيلم مقتبس عن رواية للكاتب الإيراني المهاجر «فريدون ساهيبجام»، وتستند هذه الرواية إلى أحداث واقعية حصلت بأحد أرياف إيران. بعد الثورة الإسلامية تم التراجع عن أغلب المكتسبات والحقوق السابقة، وإرساء نظام قمعي ديني معاد لحقوق النساء. يحكي الفيلم قصة امرأة رجمت ظلمًا، وذلك إثر تآمر شيخ القرية وزوجها عليها، وذلك لكي يتخلص هذا الأخير منها للزواج بأخرى. وفي مشهد مؤلم ترجم ثريا بمشاركة ابنها وزوجها. الفيلم صفعة في وجه الأنظمة الدينية الاستبدادية التي تستخدم الدين لقهر المرأة وقمعها وإخضاعها لسلطة تنتهك حياتها بكل جرم وقساوة.
_ من أفغانستان: فيلم «at five in the afternoon» عند الخامسة ظهرًا:
بعد سقوط حكم الطالبان بأفغانستان تفتح بعض المدارس لإعطاء فرصة للفتيات للتحصيل العلمي. تنظم فتاة أفغانية لإحدى هذه الصفوف، حالمة أن تصير رئيسة جمهورية في بلد تزهق الأرواح فيه يوميًّا، وتمنع فيه النساء حتى من كشف وجوههن. تعيش هذه الفتاة الحالمة ظروفًا صعبة تضطرها للانتقال من مكان إلى آخر مع أسرتها بحثًا عن مأوى في وسط الخراب المنتشر بالبلاد لتتعرف في الأثناء إلى شاب يحاول مساعدتها في تحقيق ما تريد.
_ «Osama» أسامة:
من أروع الأفلام التي تجسد التراجيديا التي تعيشها المرأة الأفغانية في ظل حكم الطالبان. بسبب منع المقاتلين المتشددين النساء من العمل والخروج من المنزل تضطر امرأة أفغانية إلى حلق شعر ابنتها، وتقديمها للناس على أنها ولد؛ وذلك لكي تتمكن من العمل وإحضار قوتها اليومي. من سوء الحظ تؤخذ الفتاة إلى إحدى معسكرات تدريب الأطفال ظنًا منهم أنها ذكر، لينكشف أمرها لاحقًا، وتسلم للمحاكمة. وفي مشهد يدمي القلوب تحرم الفتاة من رؤية أمها مرة أخرى، إذ يأخذها أحد الملالي لمنزله ويتزوج منها، ويغتصب طفولتها.
_ فيلم حجرة الصبر «stone of patience»:
فيلم من إنتاج أفغاني فرنسي للكاتب والمخرج عتيق رحيمي. يبدا الفيلم بمشهد امرأة تتمنى الشفاء لزوجها الذي طالما عانت من قسوته، فكأن المرأة تجسد أيضا للوطن المنهوب الذي ما زال يقدس استبداد جلاديه. وكشهرزاد تنطلق المرأة في سرد مأساتها لزوجها الواقع تحت تأثير الغيبوبة، بصوت منع من الكلام وغيب لسنين. فتحكي معاناتها مع أب قاس وزواج قسري، وقصص أخرى متشابكة حول الحب والخيانة والألم، لينتهي الفيلم نهاية مأساوية بعد استفاقة زوجها.
_ من الهند: فيلمhighway الطريق السريع:
الفيلم من بطولة الممثلة الشابة «عليا بهات»، والتي لاقت استحسانًا كبيرًا من النقاد على أدائها المبهر. تجسد عليا دور فتاة ثرية تعيش حياة مرفهة يحسدها عليها الكثيرون، ولكن في الحقيقة هذه الحياة لم تجعلها يومًا سعيدة، كونها تعيش صراعًا داخليًّا ناتجًا عن اغتصابها وهي صغيرة من قبل عمها، وطلب والدتها منها السكوت لكي لا تسيء لصورة العائلة. يقع اختطافها في أحد الايام من قبل عصابة، وذلك بغية طلب الفدية من أهلها ليفاجأ أفراد العصابة بقبولها مسالة الاختطاف بل إعجابها بالحياة المتنقلة وسط خاطفيها! ففي أحضان الطبيعة، وعلى الطريق السريع، وجدت الحياة الحرة التي كانت تتمناها، فكأنها تكتشف ذاتها من جديد، وتعيش حياتها للمرة الأولى.
_الفيلم الهندي «badrinath ki dulhania» بدري وعروسه:
الفيلم من بطولة الثنائي البليوودي الرائع عليا بهات، وفارون دهاوان. يطرح الفيلم قضية الزواج التقليدي والمهور، وهما من أهم الظواهر التي تؤرق المجتمع الهندي لعقود. إذ تدفع عائلة العروس بالهند أموالًا طائلة لعائلة العريس مهرًا، كما يطلب من الزوجة التخلي عن كل شىء والعيش في بيت زوجها لخدمة عائلته، ولهذا فإن أغلب الزيجات في الهند تقليدية، تحركها العائلات لمصالحها الشخصية. أنجرت عن عادة المهور تبعات خطيرة، منها قتل وإجهاض الرضيعات، مما أدى إلى انخفاض كبير في أعداد النساء. ورغم منع ومقاومة هذه العادة بالقانون، فإنها ما تزال موجودة، يحكي هذا الفيلم قصة فتاة هندية «فيديهي»، تطمح في العيش باستقلالية بعيدًا عن قيود الزواج الخانقة إلى أن تتعرف على شاب طيب يدعى «بادرينات» يساعدها في دفع تكاليف مهر أختها، إلا أن فيديهي تقبل مساعدة بدري وعرض زواجه منها، إلا أنها في الأخير تشعر بالاختناق، وتهرب ليلة زواجها. تسافر فيديهي للعمل بسنغافورة ليلتحق بها بدري تنفيذًا لأوامر والده بقتل فيديهي انتقامًا لكرامة العائلة، إلا أن الحب أحيانًا قد يتغلب على العادات والتقاليد، والكره والانتقام، مما جعل بدري وفيديهي ينسيان الأحقاد التي زرعها الأهل والمجتمع في نفوسهم الطيبة.
– «Pink» اللون الوردي:
يعكس هذا الفيلم الأحكام المسبقة التي يصدرها المجتمع الهندي على النساء اللواتي يعشن حياة مستقلة إذ ينظر إليهن كعاهرات لا يستحققن أن يعاملن باحترام. في هذا الفيلم تتعرض ثلاث فتيات لمحاولة اغتصاب، وعند الدفاع عن أنفسهن والهرب يستعمل أحد المعتدين نفوذه لتهديد الفتيات بشتى الطرق، كما يحاول تصوير الحادثة على أن الفتيات توددن إليه وإلى أصدقائه وليس العكس. ينتهي الفيلم بإنصاف المحكمة للفتيات، وسجن المعتدين.
_من اليمن: فيلم «أنا نجوم عمري 10 سنوات ومطلقة» I Am Nojoom, Age 10 and Divorced:
الفيلم مستوحى من قصة الفتاة اليمنية «نجود علي»، وهي حكاية واقعية حول فتاة تزوجت وهي صغيرة، لتتطلق في عمر العشر سنوات. يبين الفيلم الحياة المأساوية التي تعيشها الفتاة القاصر من إهانة وقهر واغتصاب زوجي، من جراء آفة زواج القاصرات.