Ø عملت ضمن فريق بحثى عالمى لتطوير مجال الشبكات العصبية
Ø تطورت خوارزمات لخدمة المجال الهندسى والاقتصادى
Ø هناك طفرة تكنولوجية كبيرة في مصر.. يشعر بها العالم والمتخصصين
Ø العالم يتجه بقوة للاستثمار التكنولوجي والبرمجي.. والصناعة تستحق التضحيات
أعلنت الدولة مؤخراً أسماء عدد من العلماء الفائزين بجوائز الدولة، حيث فاز الدكتور أمير فؤاد سوريال عطية الأستاذ بكلية الهندسة جامعة القاهرة بجائزة الدولة التقديرية في العلوم التكنولوجية المتقدمة – تخصص العلوم الهندسية – والذى تخرج من قسم هندسة الإتصالات عام 1982 ثم عُين معيداً بعدها بنفس القسم، وبعدها حصل على الماجسيتر من جامعة القاهرة، حتى سافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأكمل هناك دراسة الدكتوراه بمعهد كاليفورنيا California Institute Technology” ” وهى من الجاىعات المرموقة، حيث كان الدكتور أحمد زويل أستاذاً بهذه الجامعة، وهناك حصل في الدكتوراه في موضوع دقيق أكثر دقة ألا وهو الذكاء الإصطناعى، بعدها رجع لمصر مدرسًا في جامعة القاهرة،و تخصص في مجال هندسة الحاسبات والكمبيوتر بدلأ من هندسة الإتصالات عام 1993، ثم رُقيا لدرجة أستاذ مساعد ثم أستاذ، وفي هذه المرحلة حلص على عدد من الجوائز بشكل متدرج ففي1994 نال أولى الجوائز منها جائزة الدولة التشجيعية، ثم حصل على عدد من الجوائز العالمية، منها جائزة الباحث الشاب من المنظمة الدولية للشبكات العصبية عام 1996، ثم نال جائزة الدولة في التفوق، تلتها جائزة عالمية أخرى وهى “جائزة الكويت” عام 2005 وهى أعلى جائزة تُعطى في الوطن العربى، لشخص عربى أو مهاجر من أصول عربية، ومؤخراً جاء خبر حصوله على جائزة الدولة التقديرية، والتي تُعتبر من أعلى الجوائز ( فترتيب جوائز الدولة العلمية في مصر هي: جائزة الدولة التشجيعية، جائزة الدولة للتفوق، ثم جائزة الدولة التقديرية، وجائزة النيل والتي تعد أعلى الجوائز شرفاً في مصر.. كما أن الدكتور أمير فؤاد هو عضو مجلس إدارة مؤسسة وجريدة “وطني”، خلفاً لوالده الدكتور فؤاد سوريال الذي رحل عن عالمنا عام منذ عدة سنوات مصت.
مُحاكاة العقل البشرى
+ لو توقفنا عند جائزة العالم الشاب من المنظمة الدولية للشبكات العصبية.. ما هي طبيعة الجائزة.. وماذا عن الشبكات العصبية ؟
أنا عملت في مجال الذكاء الإصطناعى الذى يعتمد على كيفية تصميم كمبيوترات تؤدي وظائف بطرق ذكية بحيث تستطيع أن تستوعب الكلمات والأوامر وتفهمه، وهذا المجال بدأ يظهر فيستينيات القرن الماضي، لكن فيالثمانينات خرج فرع جديد من “الذكاء الإصطناعي” يُسمى الشبكات العصبية، وهو تخصص يُحاول حل مشاكل الذكاء الإصطناعى بطرق مختلفة حيث نحاول من خلاله أن نحاكي بعض ملامح طريقة عمل العقل البشرى، حيث بدأ هذا التخصص الجديد فيالوقت الذى بدأت فيه أنا التحضير لرسالة الدكتوراه، وهذا ساعدنى فيأن التحق بهذا المجال منذ بدايته، فبدأت السلم من أوله، وكنا وقتها حوالى 30 – 40 عالم وباحث عالمي، قُمنا بتطوير هذا التخصص الجديد معاً حتى أصبح أكثرعُمقاً وتطوراً، حتى أصبح لهذت المجال تطبيقات وبرامج كثيرة وأبحاث عديدة تُعد بالألاف، وبالتالى حصلت عام 1996 على جائزة الباحث الشاب من المنظمة الدولية للشبكات العصبية – للباحثين الأقل من أربعين سنة – عن مُجمل أبحاثى فيهذا المجال، وهذا كان شياً طيباً، فهذه المنظمة تعد الأكبر عالمياً فيهذا التخصص الهام وعدد الباحثين والتي بدأت نشاطها في أواخر الثمانينات، وأضاف الدكتور أمير فؤاد: من الأمثلة العملية فيمجال الشبكات العصبية و الذكاء الإصطناعي الذي يُعد التخصص الأوسع، فمنذ حوالي عشرون سنة كان هذا المجال مجرد أداة بحث تخرج منها العديد من الأبحاث العلمية، أما الآن تجد آلات أو برامج كمبيوتر تستخدم بهذه التكنولوجيا الحديثة، فعندما نسافر للجارج يُمكننا أن نخاطب شركة ما بشكل مباشر من خلال تسجيلاً يقوم بفهم ما نطلبه، ومن ثم يقوم بتحويلنا للأقسام المعنية، والتي بدورها تعتمد على الأوامر الصوتية وتُعرف بأسم تكنولوجيا “التعرف على الكلام” والتي يُستخدم فيها برامج ذكية مبنية على أبحاث كثيرة أستغرقت حوالى 20 – 30 سنة وفيالنهاية أثمرت مثل هذه التكنولوجيات، ومنها أيضاً برامج الترجمة الإلكترونية “الأوتوماتيكية” التي تقدمها “جوجل” للترجمة – من وإلى اللغات المختلفة – بكفاءة عالية جدًا، رغم أنه منذ حوالى 10 سنوات كانت هذه الترجمة ضعيفة ولا تستطيع أن تنافس الإنسان، لكن الآن أصبحت تقترب من إمكانيات الشخص المترجم، بل تستطيع أحياناً أن تنافس بدرجة كبيرة، و ضمن التخصصات التي عملت بها أيضاً مجال الـ ” Natural Language Prossissing ” أى كيفية تتبع وتستوعب الآلات للكلمات والجمل بطرق ذكية وأكثر دقة ممكنة، من أمثلة ذلك ما يحدث في”محركات بحث ” جوجل، حيث باتت هذه البرامج تستطيع مع التطور الذى يحدث يوماً بعد يوم أن تستوعب المعنى الأدق لأسئلة البحث ومن ثم تستخرج “محركات البحث” الصفحات والموضوعات المُحددة بأكثر دقة، وهذه أمثلة تبين كيف دخل الذكاء الإصطناعى والشبكات العصبية للعديد من الوسائل التكنولوجية الحديثة، ولا ننسى أيضاً برامج التعرف على الصوت سواء في” محركات البحث ” أوكتحويله إلى كلام مكتوب، وكذلك علم “الروبوت” الذى يعتمد فيكل تحركاته وأفعاله بل وتخطى المعوقات التي تقابله على الذكاء الإصطناعى من خلال كاميرات يتم برمجتها بخوارزمات ذكية تجعاله يُحاول مُحاكاه العقل البشرى فيالمواقف المختلفة، وهذه كٌلها تُعد من منتجات وبرامج دخل فيها مجال الذكاء الإصطناعى أو بالتحديد الشبكات العصبية بقوة مُلفتة ومنها ما هو مُتصل بشكبة الإنترنت أو غير ذلك.
+ وما هي طبيعة الخوارزمات التي قمت بتطوير فيالمجال الهندسي والمالي؟
لقد قمت بتطوير في المجال الهندسي خوارزمات مُتمثلاً فيتطبيقاً يتم وضعه على ماكينة أو موتور يستطيع أن يتنباً متي سيحدث عُطل لهذا الموتور، وبالتالى إستباق الحلول لمثل هذه الأعطال، و قمت أيضاً بتطوير تطبيقات أخرى لكن هذا التطبيق استغرق عدة سنوات من العمل والتطوير، وفيالمجال المالى أو الاقتصادى تطورت مشروع بالإشتراك مع عدد من الأساتذة الأخرين، حيث عملنا مع وزارة السياحة عام 2005، فقد كان هناك مركز التنقيب عن البيانات، وكانت المعَلة إستنباط بيانات ومعلومات مفيدة من كم كبير من البيانات والإحصائيات الاقتصادية، ولذلك قمنا بتطوير خوارزمات ذكية لحل مشاكل بوزارة السياحة كالتنبأ بأعداد السياحة القادمة لمصر، ومدى ملائمة ونجاح السياسات المُتخذة على المدى البعيد بطرق ذكية بالإعتماد على بيانات ومعلومات متوفرة لدى الوزارة، وأضاف الدكتور أمير فؤاد سوريال: الآن قوة أى هيئة أو وزارة تقوم على قوة البيانات والمعلومات المتوفرة لديها، والتي تُعطى أنطباعاً عن مدى صحة المنشاة بصفة عامة ومدى توافر فرص للنمو فيالمستقبل، ولذك فإن أي عضو منتدب أوCEO لأى شركة كبرى لا يعتمد ولا يتخذ قراراته إلا على البيانات النهائية لمعرفة مجريات الأمور داخل الشركة كالأرباح والمبيعات والمُرتبات وغيرها، إذاً بيانات أى شركة أصبحت مصدر قوة لأبُد من الإستفادة منها، و هذا لا ينفصل عن مجال أخر عملت به وهو “التنقيب عن البيانات” أيضاً بإستخدام الذكاء الإصطناعي، يعمل على التنبأ بمستقبل العمل من خلال البرامج الذكية بالإعتماد على المتوفر من البيانات والملفات والأرقام الكثيرة المرتبطة بنشاط العمل مثل الأرباح السابقة وأرباح القطاعات المختلفة.. وغيرها، وهذ يُعد مثال أخر لتطبيق مالي.
“العُملات الرقمية” و”البلوكتشين”
+ مع ظور “العُملات الرقمية” و”البلوكتشين” و”التعدين” التي باتت تعول عليها البنوك والمؤسسات المالية الكبرى.. هل من تلاقي بينها وبين الذكاء الإصطناعي والشبكات العصبية لتحدث ثورة في مجال الاقتصاد والتكنولوجيا؟
بالفعل هناك تلاقى بين هذه الإبتكارات التكنولوجية الجديدة وبين الذكاء الإصطناعى والشبكات العصبية خاصة فيما يتعلق بالإستفادة من حجم البيانات والمعلومات والتي تجعل مجال الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات أكثر استفادة من وكل هذه الإشياء والتي ُتعد من الإبتكات الجديدة، رغم أن البعض أعتبر موضع العملات الرقمية أو الإلكترونية في بادئ الأمر نزوة وستزول، رغم كونها لا أحد يعلم بالتحديد إلى أين ستذهب، خاصة مع وجود من يُحذرون من إحتمالات تعرضها لفقاعات كُبرى بها مما قد يُحمل حائزها لهبوط فُجائي حاد فيقيمتها، إلا أنها من الواضح أنها أخذت وضعها وستستمر بل وأصبح لها مستقبل وتطبيقات مفيدة مع المزيد من متابعتها، نظراً لأتها تحتاج إلى وقت كبير لإستيعابها وفهمها بشكل أعمق وبالتالى الإستفادة منها تكون أكبر، أما من يتعامل معها بشكل عابر فلا يستطيع أن يكون متنافس قوى بها.
+ وهل باتت “جوجل” و”فيسبوك” وغيرها هى أكثر الشركات إستخداماً وتطويراً لهذه التكنولوجيات ؟
بالفعل فإن الشركات الخمسة العملاقة مثل “جوجل” و”فيسبوك ” و”أمازن” و”أبل” و”مايكروسوفت” هما من ضمن أسباب تطوير “الإنترنت” والخوارزمات الذكية والذكاء الإصطناعى والذين أصبحوا يعملون على تطوير هذه التطبيقات والبرامج فيالعديد من المجالات التكنولوجية المفيدة، مما يعطى دفعة قوية للإبحاث التطبيقة المهمة فيهذا المجال، بعكس ما كان سائداً منذ سنوات حيث كانت تجرى الأبحاث ولا يتم الإستفادة منها مثلما بات يحدث الآن.
مصر على الخريطة التكنولوجية
+ كيف تجد مصر لنفسها مكاناً متميزاً فيعصر الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات.. وأين نحن على هذه الخريطة العالمية ؟ هل نحن مستخدمين للتكنولوجيا فقط.. أم نستطيع أن إنتاجها ؟
لقد حدثت نهضة بمصر فيمجال البرمجيات وتكنولوجيا المعلومات منذ حوالي 15 إلى 20 سنة تقريبًا، فالآن هناك شركات مصرية صغيرة تعمل على إنتاج تطبيقات وبرامج ذكية – ليست مجرد آلية أو أوتوماتيكية – لحساب شركات كبرى فيالخارج، العديد من الشركات المصر التي تقوم بالتعاقد مع شركات أمريكية كبرى على تصميم برمجيات متخصصة بأقل تكلفة عن الشركات المثيلة لها في أمريكا، بل أصبحت مصر مركزًا إقليميًا في مجال التكنولوجيا والكمبيوتر، وباتت مصر ودبى هما الأكثر تقدماً فيالمنطقة على إنتاج البرمجيات المتطورة تكنولوجياً وشركات الـ ” OUT SOURCING ” أو خدمات التعهيد ومنها شركات ناشئة عمل على تسويق منتجاتها للخارج، وهذا بات شئ مُشرف ومُشجع للغاية، أما النقطة الأخرى التي نعتبر متأخرين بها قليلاً، هى أن الشركات المصرية مُتجهة لتبنى الحلول التكنولوجية التقليدية بل لديها عزوف من الشركات المصرية عن إستخدام الحلول المتقدمة، ويُعتبر جزء من هذه المشكلة لإرتفاع التكلفة واستسهال شراء التكنولجيا الجاهزة من الخارج دون اللجوء للبدائل التكنولوجيا المُنتجة في الداخل، وأنا شخصياً عرضت خدمات تكنولوجية على شركات مصرية ولم أجد إستجابة في حين عرضت نفس هذه الخدمات التكنولوجية على شركات أجنبية وكانت هناك إستجابة.. إذًا فمن ناحية هناك طفرة فيشركات التكنولوجيا والكمبيوتر المتطورة لكنها تعتمد على التسويق للخارج، وبالتالى نريد حدوث طفرة أخرى فيإقناع الشركات المصرية بالمنتج التكنولوجي المصنوع في الداخل.
+ كيف تُقيم دور الدولة فيالوقت الذى تقوم فيه ببناء القرى الذكية و”حاضنات الأعمال التكنولوجية” وتوجد الجامعات والهيئات التكنولوجية الكبرى المتخصصة مثل ” ITI” وغيرها؟
بالفعل لقد قام الدولة بدور كبير أحدث طفرة كبيرة فيالمجال التكنولوجى ونتيجة لسياسة جيدة فقد أصبحت الدولة تهتم بالشباب فيهذا المجال وتهيئ المناخ سواء من خلال التمويل بإستخدام “الحاضنات التكنولوجية” وإتاحة مقرات للشركات التكنولوجية الناشئة، وهيئات تقوم بالتمويل مثل هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “إيتيدا” للعديد من الشركات، وفيأوائل “الألفنيات ” استطاعت الدولة أن تقنع الشركات العالمية أن تُنشئ لها فروع بمصر، ومن ضمن أسباب الطفرة التكنولوجية في مصر أنه فيالتسعينيات حدثت طفرة فيإنشاء الكليات المتخصصة فيالحاسبات والبرمجيات والمعلومات، بالإضافة إلى قسم هندسة الحاسبات، مما أدى لطفرة فيعدد المُتخرجين من هذه الكليات وذوى الكفاءات العالية، ونتيجة لذلك أصبح هناك عدد كافيمن المتخصصين يستطيعون إنشاء صناعة كاملة، واستطاعت الشركات الأجنبية العاملة فيمصر الإستفاجة من هذه الخبرات وهذا يُعد سبب أخر للطفرة فيمجال إنتاج البرمجيات.
+ وهل هذه الطفرة معلومة فيالخارج ؟
هذه الطفرة معروف حقا ً فيالخارج وعلى الأقل فيالأوساط التكنولوجية الدولية ومنها فيهندسة الحاسبات، وأنا عاصرت وقت لم تكن فيه أي صناعة للكمبيوتر والبرمجيات فيمصر، أما الآن فالوضع أصبح مُشرف للغاية, وبالتالي نحن لامسين هذا التطور فيهذه الصناعة، ولكن هل هذا التطور معلوم فيالداخل، ولذلك فهذا دور الصحافة أن توضح الأمر للناس، إذاً فالخارج يعلم أن مصر تحتل مركزًا جيدًا، وأنا دائماً ما أجد فيالمؤتمرات الدولية شركات تتحدث عن سابق تجاربها الناجحة مع شركات تكنولوجية مصرية قامت بالتعاقد معها لإنتاج برمجيات متطورة.
+ وماذا عن مقارنة مصر بالهند فيإنتاج البرمجيات ؟
فالهند دولة أكبر وتعدادها كبير وعدد المهندسين بها أكبر والكم الذى يستوعب الشركات بشكل أكبر، ولذلك يصعب المقارنة بالإضافة إلى أن الهند بدأت هذه الصناعة قبل مصر، لكن أعتقد أنه من حيث التنافسية فقد نكون الأفضل لأننا نقدم خدمات تكنولوجية جديدة وبسعر قد يكون أقل من الهند وهذا ما نسمعه، ونظراً لأنهم أقدم فيهذه الصناعة من 10- 20 سنة، فإن الأمر أكثر تنظيماً بالفعل لديهم والشركات التكنولوجية لديهم باتت أكثر خبرة، ومعروفة أكثر عالمياً مما جعلها قادرة على النفاذ للأسواق الخارجية، أما الشركات المصرية فيهذا المجال رغم تطورها الكبير إلا أنها مازالت صغيرة الحجم، وهذا يُعد ميزة وعيب، فالشركات الصُغرى بها مرونة أكبر وتستطيع أن تنتج البرمجيات بتكلفة أقل، لكن من الناحية الأخرى لم تكن معروفة مثل الشركات الكبرى خاصة فيالخارج، ونفس الحال فيالصين فهناك شركة مثل “على بابا” التي أصبحت من الشركات العملاقة، حيث قامت الحكومة الصينية بمساعدتها كثيراً، ونحن نتمنى أن توجد لدينا شركة كمبيوتر ونرمجيات كبرى مثل “أوراسكوم” لكن في مجال البرمجيات، لكن إلى الآن لا توجد ، فأكبر شركة كمبيوتر فيمصر بها 5 ألاف موظف، لا توجد شركات أكثر من ذلك، لأن الشركات الكبرى أكثر قدرة على القيام بأعمال كبرى ولها القدرة الأكبر أن يكون لديها استمارات أقوى وأفرع أكثر في الخارج، ففيالهند شركات بها عشرات الألاف من الموظفين ومعروفة على المستوى العالمي.
+ ما هى النواحى التكنولوجى التي تحتاج لمزيد من دعم الدولة.. وكيف نستطيع بناء كيانات كبرى في مصر ؟
على الدولة أن تساعد أكثر فيتوفير المزيد التمويل كما تفعل هيئة “إيتيدا” لتنمية صناعة البرمجيات، فهناك شركات كانت لا تستطيع القيام بدون دعم هذه الهيئة لها، لذلك نحتاج لتعدد مثل هذه الجهات، فقد تكون المساعات على هيئة مقر بإيجار قليل، وقد تكون المساعدة بالنصية وتقديم الخبرات، فأغلب الشركات التكنولوجية يقوم بإنشائها منهدسين وبالتالي فقد يفتقدوا الإلمام بالجوانب المتعلقة بـ”البيزنس” وهذا يحدث بالفعل لكن نحتاح لإضافة أكثر، واستطرد الدكتور أمير سوريال قائلاً : إن العائق الأساسى فيمصر هو هجرة العقول فيتخصصنا، حيث يُسافر البعض منهم دون التفكير فيالعودة، فالشخص لو أنه سافر لمدة سنتين أو ثلاث سنوات تكون مفيدة جدًا، لكن المشكلة فيعدم رجوعه، وهذا المجال فيالعالم كله لا يتوافر به كم الخبرات التي تستطيع أن تنجز المهام المطلوبة، وهذا الكلام ينطبق على مصر وأمريكا ألمانيا التي تجتذب المزيد من المهندسين الجُدد وتقدم لهم الجنسية فيسبيل ذلك، فالدولة لأبد أن تضع خطة لجذب المصريين مرة أخرى، وتُعتبر مؤتمرات المُغتربين غير كافية، لذلك مطلوب أن يكون هناك برنامج يعمل على متابعة وتحقيق هذه الأهداف، مع العمل على توفير دخول جيدة لهؤلاء المُغتربين، حتى لو كان الأمر مُكلفاً فهو يستحق الكثر، لأنه مما كان مُكلفاً فهو سيُفيد البلد كثيراً نظراً للعائد الكبير، بل والعمل على جذب الأجانب لتأسيس شركات لهم فيمصر، حتى نصبح قبلة لمثل هذه الشركات نتيجة إيجاد المناخ الجيد، علماً بأن الشركات التكنولوجة تحتاج ما لا يقل عن سنتين أو ثلاث لإنتاج منتج جيد، والموضوع يحتاح إلى تكلفة، ففيدُبى أصبح هناك مناخاً هائلاً لتأسيس الشركات التكنولوجية، لذلك بها العديد من الشركات مثل “كريم” وباتوا فيدبى قادرين على جذب الكثير من الشركات الأوروبية.
+ كيف ترى إتجاه العالم في المجال التكنولوجي؟
من الواضح أن العالم يتجه بقوة نحو الاستثمار فيالمجال التكنولوجى، وباتت كل بلاد العالم تبحث عن الكفاءات التكنولوجية المختلفة لتنفيذ مشاريعها فيهذا المجال الهام، وهذا يرجع للتطور التكنولوجي الدائم والمتوقع، فهناك العديد من المجالات والمهام التي يُنتظر أن يدخل فيها “الروبوت” بقوة، والإتجاه أكثر نحو ميكنة الأعمال والأشياء المحتلفة، ولذلك فإن المجال الهندسي بصفة عامة والمجال التكنولوجى بصفة خاصة هما مجالات واعدة، بالإضافة لأهمية وظائف البرمجة وتطوير التطبيقات التكنولوجية المختلفة، والمجال أصبح مفتوحاً أمام كل من يستطيع إضافة الجديد، والإستفادة به فيبناء “بيزنس” قادر على النمو والمنافسة.
+ وماذاعن الأهمية المستقبلية لشبكات الإتصالات ووالمواقع الإلكترونية ومنها المواقع الصحفية خلال الفترة القادمة ؟
إن شبكات الإتصالات والمواقع الإلكترونية تستخدم بالفعل تكنولوجيات يدخل فيها الذكاء الإصطناعى والشبكات العصبية، وباتت كلها أمور تكنولوجية تتصل كلها ببعضها.. وبالنسبة للمواقع الإلكترونية أصبحت هناك تطبيقات جديدة ومتطورة تٌلبى العديد من الإحتياجات الفردية سواء فيمجال البحث عن الأخبار والمعلومات والقيام بعمليات أرشيفية تخدم النسبة الإهتمامات الخاصة فيصورة صفحات إلكترونية مُبتكرة، تعمل من خلال تقنيات تتبُع نمط إستخدام الشخص لـ “محركات البحث ” وإهتماماته على شبكة الإنترنت .. وهنالك العيد من التطورات المنتظر حدوثها قريباً مجال الشبكات ومواقع الإنترنت، فمن الممكن أن تنشأ شركة جديدة تكتسح ما هو موجود بالفعل، من ناحية أخرى فإن تقنيات البورصة الحديثة والمواقع الإلكترونية اللاصيقة بها يدخل فيتطويرها خوارزمات تتصل بالذكاء الإصطناعي والشبكات العصبية.
+ بعد جازة الدولة التقديرية.. بماذا تفكر.. لم تميل لفكرة تطوير تطبيقاً إجتماعياً مستقبلياً ؟
أحب أستمر على هذا النمط فيعمل الأبحاث وتطوير البرمجيات بالإعتماد على الذكاء الإصطناعى ومجال التنقيب على البيانات، ولا أميل إلى التغيير لتخصصات أخرى، ليس لديا أى مانع في مساعدة الشركات في مجال برمجيات الذكاء الإصطناعى وعمل شئ يفيد المجتمع، وفيالمستقبل ليس لديا أى مانع من تأسيس تطبيقاً مفيداً إجتماعياً إن كان هناك فرصة بالفعل، وقال هناك تطبيقات تحتاج إلى أكثر من سنتين أو ثلاثة ومنها ما يصل لعشرة سنوات حتى تصل لمنظومة متامكلة بعد جهود كبيرة من التطوير والتسويق الجيد، يقتنع بها عدد كبير من المستخدمين.
+ حدثنا عن والدك الدكتور فؤاد سوريال ورحلته العلمية ومع جريدة وطنى ؟
ألتحق الدكتور فؤاد سوريال بمدرسة التوفيقية التي تمتعت بسمعة هائلة، ثم حصل على المركز الثالث بالقُطر المصري فيالمرحلة الثانوية، وكان واضح عليه النبوغ منذ صغره، ثم ألتحق بكلية الهندسة بقسم الكهرباء، وعندما تخرج كان الثانى على الدُفعة حتى سافر إلى سويسرا، حيث حصل على الدكتوراه من جامعة “ETH ” والتي تُعد من أحسن 5 جامعات فيأوروبا حتى الآن، وبعدها عاد إلى الوطن ثم تم تعينه بقسم هندسة الإتصالات حتى صار أستاذاً ورئيس قسم، كما أنه أجرى أبحاثاً قوية للغاية، وحصل أيضاً على عدد من الجوائز منها جائزة الدولة التشجيعية، وجائزة جامعة القاهرة التقديرية.. وغيرها من الجوائز، وهو يُعد من الدكاترة الذين أدخلوا علم الكمبيوتر لمصر، ففيأواخر الستينيات كان علم الكميوتر جديداً، وقد كان هذا الإختراع الحديث في بداية نشأته – كبير الحجم – فعمل على إدخال هذا العلم الجديد حتى اصبح رائداً لعلم الإتصلات والكمبيوتر فيمصر، ثم عمل بمجال الإتصالات والشبكات كما أنه أسس كورسات الكمبيوتر فيمصر.. هذا بخلاف إسهاماته العديدة فيهذا التخصص عالمياً، وهو من مؤسسى جريدة “وطنى” وكان عضواً بمجلس الإدارة لسنين طويلة تصل لثلاثين عامًا.
وأضاف الدكتور أمير فواد سوريال قائلاً : لقد أسس جريدة “وطني” الأستاذ الراحل أنطون سيدهم كصحيفة ملك شخصي وصاحب إمتيازها فيبادئ الأمر و ذلك كان فيالمرحلة الأولى، ثم جاء التفكير فيما بعد لتحويلها إلى شركة، وهنا جاء دور “الوالد” الدكتور فؤاد سوريال فيهذه المرحلة التالية، حيث كان دائم الفخر بجريدة “وطني” واستمر يحتفظ بذكرايات جميل تتعلق بهذة الصحيفة العريقة، ونحن نتمنى أن تؤدى رسالة قوية سواء هنا فيمصر أو فيالمهجر وأن تزدهر لسنوات قادمة، أما فيما يتعلق بالموقع الإلكترونى فهو بمثابة نقلة جديدة تواكب التطور التكنولوجى نعتمد عليها خاصة عندما نكون فيالخارج.
+ وماذا عن العم العلامة الدكتور عزيز سوريال عطية مؤسس الموسوعة الفبطية ؟
كان الدكتور عزيز سوريال عطية عالمًا مرموق في علم التاريخ والقبطيات وكان رجل نابغة، في البداية التحق بكلية الطب، لكنه لم يكن يهوى الطب، ونتيجة إشتراكه في قورة 1919 علم عميد الكلية بذلك فقام بفصله من الكلية، وبعدها التحق بكلية معلمين ثم تخصص في مجال التارخ، ثم حصل على بعثة من إتجلترا بجامعة “ليفربول” وقد قام ببحثاً نابغاً إعتبروه في الجامعة بحثاً للدكتوراه وليس الماجستير، ثم أجرى بحثًا للدكتوراه في العصور الوسطى وفي الحروب الصليبية، وكتب كتابًا تحدث فيه عن إكتشاف جديد في الحروب الصليبية لم يكن يعرف عنها أحد أنها ضمن الحروب الصليبية، حيث كانت تصنف على أنها من الحروب الداخلية، لكنه أثبت بالدلائل صحة توقعه وكان إسمها حملة ” نيكوبوليس”، مما كان له أبلغ الأثر في ذياع صيته، وكتب بعدها ما يصل لـ 20 كتاب أخر، وعُين أستاذاً في جامعة الإسكندرية، ثم أستاذاً متخصصًا في جامعة “يوتا” الأمريكية، حتى أن المكتبة سُميت بأسمه تقديريراً من الجامعة له، وفي أخر 20 – 30 سنة في حياته تخصص في علم القبطيات، وعمل الموسوعة القبطية المعروفة باللغة الإنجليزية في ثماني مُجلدات وهي تُعد أكبر موسوعة في علم القبطيات ومن الأعمال العلمية العظيمة، وهو لم يكتب الموسوعة كلها بنفسه وإنما كان هو مدير المشروع وكتب معه حوالى 16 أستاذًا وعالمًا في علم القبطيات من العديد من دول العالم.