سويسرا تشتكى أمريكا لمنظمة التجارة العالمية احتجاجاً على فرضها رسوماً على وارداتها
خبير اقتصادى صينى : إن الحرب التجارية بين أمريكا والصين قد بدأت رسميا
وصف محللون غربيون أن الحرب التجارية ما بين أمريكا وأوربا من ناحية ومابين أمريكا والصين هى نتيجة متوقعة للسياسة الحمائية التى تفرض حواجز تجارية وعلى رأسها الرسوم الجمركية المرتفعة ، وتعرف هذه الرسوم بأنها ضريبة تفرضها حكومة ما على الواردات ، مما يجعل البضائع المستوردة نظرياً ذات سعر أعلى .. وأصبح يتحدث الجميع الآن عن حرب تجارية بعد تصريحات الرئيس الأمريكى “دونالد ترامب” المُتقررة – حتى دخولها حيز التنفيذ – بفرض إدارته 25% كرسوم جمركية على وردات الحديد و10% على واردات الألومونيوم .. إضافة إلى ذلك، قالت إدارة ترامب إنها ستفرض رسوما جمركية على سلع صينية بقيمة 34 مليار دولار سنويا بداية من السادس من يوليو المقبل كتعريفة عقابية للانتهاكات الصينية لحقوق الملكية الفكرية الأمريكية، ما دفع الصين إلى التأكيد على أنها سترد على الولايات المتحدة بالمثل . وهدد ترامب أيضا بفرض رسوم جمركية على السيارات وقطع غيارها، مؤكدا على أن هذه المنتجات ينبغي أن تُصنع داخل الولايات المتحدة ، لكن خبراء الاقتصاد يحذرون من تصاعد الحرب التجارية التى قد تنتج عنه آثار عكسية تحول دون تحقيق هذا الهدف ، إذيستهدف ترامب ضمن أهدافه زيادة التوظيف في قطاع التصنيع .
من ناحية أخرى توجهت سويسرا لمنظمة التجارة العالمية احتجاجاً على فرض الولايات المتحدة رسوماً على وارداتها من الصلب والألومنيوم ، وقالت الحكومة ، في بيان لها، إنها بدأت بإجراءات تسوية النزاعات حول فرض الولايات المتحدة رسوماً على الصلب والألومنيوم، في إطار منظمة التجارة العالمية ، وأوضحت الحكومة أنها طلبت رسميا إجراء مشاورات مع الولايات المتحدة، حول قرارها فرض رسوم بنسبة 25% على واردات الصلب، و10% على واردات الألومنيوم. وترى سويسرا أن التدابير الأمريكية المفروضة بحجة حماية الأمن القومي غير مبررة ، من ناحية أخرى تعارض عدة دول أخرى في المنظمة، من بينها روسيا والاتحاد الأوروبي والصين والهند والمكسيك وكندا قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المثيرة للجدل.
بينما تخطط شركة هارلي ديفيدسون الأمريكية للدراجات النارية لإنتاج مزيد من الدراجات خارج الولايات المتحدة في محاولة لتفادي الأثر السلبي للرسوم الجمركية التي فرضها الاتحاد الأوروبي على سلع ومنتجات أمريكية، من بينها الخمور، وعصائر البرتقال والدراجات النارية القادمة من الولايات المتحدة ، وقالت الشركة التي تتخذ من ويسكنسون مقرا لها لـ ” BBC ” : إنها قد تلجأ إلى ذلك لأن الرسوم الجمركية الأوروبية تهدد مبيعاتها التي بدأت في إظهار بعض التعافي في الفترة الأخيرة ، وتمتلك الشركة مصانع تجميع دراجات نارية في أستراليا، والبرازيل، والهند، وتايلاند إضافة إلى مصانعها في الولايات المتحدة ، وأضافت الشركة في بيان صادر في هذا الشأن أنه “من أجل التعامل مع الأعباء الإضافية للتكلفة التي نتجت عن الرسوم الجمركية، ستبدأ هارلي ديفيدسون في خطة تستهدف نقل إنتاج الدراجات النارية للسوق الأوروبي خارج الولايات المتحدة” ، وتوقعت الشركة أن تستمر خطة الانتقال لفترة بين 9 و18 شهرا حتى تكتمل عملية نقل الإنتاج برمتها إلى خارج الولايات المتحدة ، وأشارت إلى أن نقل عملية الإنتاج بسبب التعريفة الأوروبية هو “الخيار المستدام الوحيد حتى يتسنى لها توفير الدراجات النارية للمستهلك الأوروبي والحفاظ على رواج منتجاتها في أوروبا ” .
لكن الرئيس الأمريكي أعرب عن استيائه من قرار الشركة، واصفاً إياها بأنها “رفعت الراية البيضاء” قائلا في تغريدة على حسابه على موقع التواصل الإجتماعي تويتر : “فاجأني أن هارلي ديفيدسون، من بين جميع الشركات، ستكون أول من يرفع الراية البيضاء ، وقد حاربت بقوة من أجلهم بينما لن الآن يسددوا تعريفة جمركية على مبيعاتهم في الإتحاد الأوروبي الذي تسبب في أضرار بالغة لتجارتنا بحوالي 151 مليار دولار ، وأرى أن الضرائب مجرد عذر لهارلي، لكن ينبغي أن نصبر” .
وقال الرئيس ترامب إن الرسوم الجمركية ضرورية لحماية صناعة الصلب والألومنيوم في الولايات المتحدة، والتي عدها من الصناعات الهامة للأمن القومي ، كما عد ترامب التعريفة الجمركية التي فرضها ردا على ما وصفه بممارسات إغراق السوق الأمريكي بالصلب والألومنيوم من قبل الاتحاد الأوروبي، والمكسيك، والهند ودول أخرى ، حيث يمتد أثر تصاعد التوترات التجارية إلى الشركات الأمريكية على مختلف أنشطتها وأحجامها من شركات بناء السفن إلى مصانع المسامير ، وقال البيت الأبيض إنه سيستشير في فرض الرسوم على المنتجات الأخرى التي تبلغ قيمتها 16 مليار دولار، والتي اقترح ترامب أن يبدأ في وقت لاحق من هذا الشهر.
وفي المقابل تريد الصين أن تحافظ على مصالحها التجارية، لتستمر على عرش أكبر الدول المصنعة في العالم، حيث أن لديها خطة تحت اسم “صنع في الصين”، لتصدر قائمة الدول في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي ، وقال ترامب إن الرسوم تهدف إلى وقف “نقل التكنولوجيا الأمريكية غير العادل، وحقوق الملكية الفكرية إلى الصين” وحماية الوظائف .. وعلق تشن في شيانغ أستاذ الاقتصاد بجامعة “جياو تونغ” لوكالة “رويترز” يُمكننا القول بأن الحرب التجارية بدأت رسميا… إذا انتهى هذا عند 34 مليار دولار، فسيكون له أثر محدود على الاقتصادين ، لكن إذا تصاعد إلى 500 مليار دولار مثلما قال ترامب فسيكون له أثراً كبيراً على البلدين”. وقالت وزارة التجارة الصينية إن بكين أقامت دعوى بمنظمة التجارة العالمية ضد الولايات المتحدة بشأن فرض رسوم جمركية على الواردات ، كما أجلت بعض الموانئ الصينية تخليص بعض البضائع القادمة من الولايات المتحدة .. وكنتيجة طبيعة فأن وردت الصين قامت بفرض نسبة مماثلة (25 في المئة) من الرسوم على 545 منتج أمريكي، تبلغ قيمتها هي الأخرى 34 مليار دولار ، مُتهمة الولايات المتحدة ببدء “أكبر حرب تجارية في التاريخ الاقتصادي”.