يعقد منتدى البحوث الاقتصادية غداً, المؤتمر السنوي الرابع والعشرين له بعنوان: “النظام الطبيعي الجديد في الاقتصاد العالمي: التحديات والآفاق في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، ويُشارك بالمؤتمر عدد من الخبراء والمتخصصين إقليمياً ودولياً في مجالات الاقتصاد والسياسة والاجتماع وخبراء وممثلين من مؤسسات الفكر والرأي والمجتمع المدني والحكومات وصناع سياسات.
من جانبه, قال عبد اللطيف الحمد – المدير العام ورئيس مجلس إدارة الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي – إن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا شهدت عدة حلقات من الطفرات المالية القصيرة الأجل خلال تاريخها الحديث، ولكن تأثيرها كان محدودا نسبياً على تعزيز النمو المستدام، منوهاً أن طفرات الأموال ارتبطت عادة بتدفقات كبيرة من العملات الأجنبية في شكل صادرات للموارد الطبيعية وأهمها النفط، ثم أعيد توزيعها على مستوردي النفط عن طريق تحويلات العاملين, وتدفقات رأس المال الاستثمارية, وقصيرة الأجل وقد اقترن الازدهار الأخير بالمنطقة بين عامي 2003 و 2008 ببيئة عالمية مواتية أدت إلى نمو غير مسبوق في عدد من بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ونوه الحمد – وهو رئيس مجلس أمناء منتدى البحوث الاقتصادية – أنه منذ ذلك الحين ، تعرضت المنطقة لثلاث أزمات هي الأزمة المالية العالمية ، التي بدأت في أواخر عام 2007 ، وادت إلى تباطؤ عالمي في النشاط الاقتصادي والتجارى ، مما تسبب في تراجع مؤقت في النمو الاقتصادي لمنطقتنا هى الاخرى ، والثانية الانتفاضات السياسية والاجتماعية بالعديد من دول المنطقة والتى جعلت الانتعاش المستدام ابعد منالا بشكل اكبر وهو بالاصل كان صعب التحقيق ، وثالثا كان الانخفاض غير المتوقع في أسعار النفط حتى عام مضى او اقل ، علامة على نهاية دورة ارتفاع السلع الاولية وحيث لايتوقع الكثير من الباحثين – مع الاقرار بوجود اختلافات فى الاجتهادات – العودة الى اسعار نفط مرتفعة تشبه ما وصل اليه الحال قبل ازمة 2008 ، مؤكداً أن تلك التحديات يُضاف إليها ما يجرى بين كل من الإتحاد الأوربى والصين وكندا وبين أمريكا من نزاعات تجارية ، والتهديدات المستجدة بسبب الاتفاق النووى مع ايران وتطورات القضية الفلسطينية كل ذلك يزيد العبء على اقتصادات المنطقة وفرص نموهما ويضاعف من اهمية البحث العلمى المنضبط والرصين والمنفتح على كل التجارب العالمية للتعامل مع تلك التحديات ، ومن هنا اهمية المؤتمر المقبل لمنتدى البحوث الاقتصادية الذى يشكل ساحة حوار رفيعة المستوى يشارك فيها المع الخبراء من مصر والمنطقة والعالم حول التغيرات الجارية فى الاقتصاد الدولى والاقليمى والحلول المقترحة للتعامل مع الوضع الجديد وكيفية الجمع الحصيف بين متطلبات تعزيز النمو وكبح الانفلات المالى وبين مراعاة الإعتبارات البيئية و الإجتماعية .
عبد اللطيف الحمد شغل سابقا منصب وزير مالية ووزير تخطيط الكويت وهو قد درس فى جامعتى كليرمونت ماكينا بكاليفورنيا وهارفاد وله اسهامات بارزة فى المجالات المالية والاقتصادية والتنموية والجامعية بالعالم العربى وافريقيا كما انه شغل ويشغل مواقع متعددة على المستوى الدولى .
نبذة عن منتدى البحوث الاقتصادية
أنشئ منتدى البحوث الاقتصادية في عام 1993 وهو بمثابة شبكة إقليمية للاقتصاديين البارزين بالمنطقة، تعمل وفق ارفع المعايير العالمية، وتتعاون مع طيف واسع من المؤسسات والخبرات عبر العالم. من أهم أنشطة المنتدى إنتاج البحوث التي تتناول تحديات التنمية الملحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتتمثل أهداف المنتدى الرئيسة في بناء القدرات البحثية الرصينة في الإقليم الجغرافي الذي يغطيه المنتدى، وتجديد الفكر الاقتصادي ، واتاحة نافذة للحوار النقدي بين مختلف الاجيال والمدارس البحثية ، وتولي قيادة ودعم إنتاج البحوث الاقتصادية المستقلة مرتفعة الجودة، ونشر البحوث بين قطاعات موسعة ومتنوعة من الجماهير وفي هذا الشأن يحقق المنتدى الأهداف المذكورة آنفاً من خلال مجموعة من الأنشطة المتعددة، تشمل النشر اليومي والنشر في المجلات العلمية وعقد الندوات والمؤتمرات وورش العمل والحلقات النقاشية واصدار الكتب والنشرات. يحظى المنتدى بسابقة أعمال حافلة في مجال إجراء البحوث الاقتصادية في مجال التنمية المستدامة في بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.