وجدي حبشي ..60 عام من الفن
“بدأت حياتي وكأن الله يضع أمامي ظروف معينة لتشكيل لوحة جميلة، فكل خطوة كانت تفتح باباً أو تتيح فرصة لتساهم في رسم مستقبلي.. ولو نظرت لحياتي لن أغير خطاً فيها لأنها كانت كلها تدبير حسن جداً من الله”.. هكذا بدأ الفنان وجدي حبشي كلامه عن حياته وعن تاريخ طويل في أكثر من مجال عمل.. له رصيد من اللوحات وسط رواد الفن المصري.. فنان متمكن من أدواته عبر بها عن ملامح الحياة وأبحر بها فى خيال بديع بين السمائيات والأرضيات.. اجتمعت لديه ريشة الفنان المبدع مع القلم الناقد والمحلل للفن بجميع مدارسه.. ربط فى لوحاته بين المرأة والبحر فأنتج أجمل اللوحات وعمل العديد من المعارض التى تفوق فيها على ذاته.. عمل ناقداً صحفياً في جريدة “وطني” كما شغل مناصب عديدة بمجال الفن.. تاريخ من الفن والصحافة سطر بها حياته عبر مشوار ملئ بالعطاء.. تطرقنا في حوارنا لأربع محاور من حياة الأستاذ وجدي حبشي.. الفنان والصحفي وصاحب المناصب، ثم وجدي الزوج والأب والجد.. وفي السطور التالية مشوار حياته الفنية والأسرية سجلناها دون رتوش لقوة التعبيرات والكلمات..
النشأة وبداية المشوار؟
والدي كان مهندس طرق وكباري وكان دائم السفر والتحرك من مكان لآخر، وكان في وقت مستقراً في طنطا التي تمتاز بالهدوء، وتزامن ذلك مع ولادتي في طنطا عام 1940، وبعدها التحقت بمدرسة طنطا الثانوية (التي أصبحت كلية طب الأن) واستمرت الأسرة في طنطا حتى 1959 وتمتعنا فيها بأيام جميلة.. ثم انتقلنا إلى الإسكندرية وتزامن انتقالنا إليها مع مرحلة دخولي الكلية فالتحقت بكلية الفنون الجميلة بالاسكندرية، وكانت كلية جديدة وقتها حيث بدأت بأول دفعة عام 1957 وكنت أنا في ثالث دفعة تلتحق بها عام 1959
ومن ضمن المواقف التي أتاحت لي فرص كثيرة للتعلم، كنت يوماً في الطريق لصديق لي ومعي لوحة من أعمالي وأثناء مروري بزقاق بالقرب من مسرح السيد درويش استوقفني صاحب محل أثاث فرنسي الجنسية – مسيو روزان، وطلب مني رؤية اللوحة التي في يدي فأعجب جداً بها وطلب مني عمل بعض اللوحات من إبداع فنانين فرنسيين حتى يعرضها للبيع مع قطع الأثاث.
ومن هنا بدأت أدرس بتعمق وبشكل عملي كيف كان هؤلاء العظماء يعملون وطبقت بشكل عملي أسلوب كل واحد فيهم في رسمه وبذلك طبقت كل ما درسته نظري في تاريخ الفن العالمي بشكل عملي، وكانت تلك هي أول وظيفة لي وأنا طالب.
وأثناء تواجدي بالاسكندرية تأثرت بكل شئ فيها، لأن البلد كانت جميلة جداً كأنها قطعة من أوروبا فكانت نواة لشعوري بالجمال ونبع الفن بداخلي وتأثري بما حولي من رقي المجتمع وتنوع الجنسيات فيها بوجود اليونانيين والرومان والجريج، وكذلك الطبيعة والبحر حتى المباني كانت لها طابع خاص مختلف عن باقي مصر، كل هذه المؤثرات أضافت إلى مخزوني الثقافي والحس الفني لدي.. وظهر تأثير البيئة بالاسكندرية في لوحاتي باللونين الأبيض والأزرق، أما في القاهرة فتأثرت بالألوان الدافئة من الحر والتراب.. لذلك فالبيئة تؤثر في بالتة الفنان عبر مشوار حياته.
بعد ذلك درست بقسم التصوير وتخرجت من الكلية في نوفمبرعام 1964 وكان وقتها النحات “أحمد عثمان” عميد الكلية والكثير من رواد الفن كانوا أساتذتي منهم “سيف وانلي” و”أدهم وانلي” و”كامل مصطفى” و”حامد عويس” والنحات العظيم “جمال السجيني”
وكان مشروع التخرج الخاص بي موضوعه “الحياة والحب” وجسدت أنواع هذا الحب في لوحات متعددة منها: “الحب الإلهي” و”الأمومة” و”أدم وحواء” و”الشباب” و”حب العمل” و”حب الأرض” وهذه اللوحة اقتنتها الكلية لانها كانت فريدة – جدارية من الفريسك. هذا المشروع أظهر أن الحب عندما يدخل في أي مجال سيكون فيه سلام ونجاح وقبول للعمل وقبول للأخر، وبذلك يعم الخير وبالسلام، ويهرب الشر خارجاً ويعيش المجتمع جنباً إلى جنب.
وبعد تخرجي مباشرة تعرفت على جمال كامل، ويوسف فرنسيس وجورج البهجوري وصلاح جاهين وناجي شاكر ومنير عامر ومجدي نجيب، وكانوا يعملون بمجلة “صباح الخير”، وبدأت أرسم “قصة العدد” التي كانت تنشر مع مجلة “صباح الخير”، وكنت أتقاضى على القصة الواحدة 23 جنيه وأنا حديث التخرج.
وتزامن هذا الوقت أن تابع شغلي الأستاذ عبد السلام الشريف وكان المشرف الفني بالمجلة تحت رئاسة الأديب “يحيى حقي” فانتدبني أنا وجميل شفيق لرسم القصص والشعر المنشورة بالمجلة.
ومن حسن حظي وإرادة الله تم تعييني في التليفزيون بالقاهرة في مارس 1965 وبدأت كمهندس ديكورات مع الفنان حامد مصطفى لكني لم يعجبني العمل هناك وقتها، ثم ساعدني حامد مصطفى لكي أتعرف على مدير عام المتاحف والمعارض الأستاذ عبد القادر رزق، ومن هنا بدأت عملي كأمين متحف الحضارة وبدأت انتاج أعمال خاصة بي في تلك الفترة تحت إشرافه.
وفي عام 1966 تم عمل معرض من “وحي الأديان” وافتتحه الأسبق أنور السادات بالمرقسية في مصر الجديدة، واشترك في هذا المعرض “راغب عياد” و”يوسف كامل” و”سيف وانلي” و”صلاح طاهر” وجمع كبير من الفنانين واشتركت أنا مع هؤلاء الرواد بلوحات هي: لوحة “الحب الإلهي” ولوحة “كنيسة في صحراء البحر الأحمر” ولوحة “المسيح على الصليب” وفي نفس العام أقيم معرض جماعي أخر عن “الفن والعمل”.
وفي عام 1967 جاءت النكسة وتقلصت المجلات وأصبحت غير محتاجة لفنانين للقصص، ومن هنا بدأ مجموعة من الفنانين عمل معرض متأثرين فيه بالنكسة باسم “الفن والمعركة” وأنا اشتركت بأربع لوحات من ضمنهم “المسيح يصلب ثانياً” و”لا تقتلوا السلام”، ومن خلال هذا المعرض تعرفت على “عادل كامل” الصحفي بوطني الذي كان يغطي المعارض.
وبعدها عملت معرضاً خاصاً بي عام 1969 وجاء “عادل كامل” مرة أخرى لتغطية معرضي، وزار المعرض أيضا الأستاذ “فوميل لبيب” ورأى لوحاتي وطلب مني أن أرسم قصص لجريدة “وطني”.. ومن هنا بدأ عملي مع “وطني”.
وفي نفس التوقيت وعلى صعيد أخر، بدأت عملي في مجال السينما، جاءني يوسف فرنسيس بسيناريو فيلم “بئر الحرمان” – تمثيل الفنانة سعاد حسني، وقال لي أنه يريد أن يستخدم لوحاتي في خلفية المشاهد التي يظهر فيها الممثل محيي إسماعيل في الأتيليه الخاص به.. ومن خلال هذا العمل تعرفت على كمال الشيخ ويوسف شاهين وفطين عبد الوهاب، وكنت أرسم أي لوحات مطلوبة لظهور ممثلين كفنانين في أفلامهم، مثل فيلم “ظلال الأخر” رسمت فيه ثلاث لوحات لمراحل لوحة فنية يتم رسمها طول مدة الفيلم، واشتركت أيضا مع فؤاد المهندس وشويكار وأيضا مع يوسف شاهين في فيلم “العصفور”، ومع هنري بركات في فيلم “الخيط الرفيع” لفاتن حمامة ومحمود ياسين، ومع حسين كمال في فيلم “على ورق سيلوفان” تمثيل نادية لطفي، والغريب أنني لم أسع لهذا المجال من العمل لكن تم تدبيره من الله بشكل عجيب.
وجدي حبشي.. الصحفي والناقد الفني
في أيام الأستاذ سامي عزيز رئيس تحرير “وطني”، كان “رشدي اسكندر” يكتب عن الفن لكنه سافر للخارج فبدأت أكتب أنا في صفحة الفن تحت باب “فنون” واستمريت إلى أن جاءت الفترة ما بين 1981 و 1984 التي اغلقت بها الجريدة.
في ذلك الوقت برغم عدم صدور الجريدة، استمرت اجتماعات التحرير الخاصة بالجريدة إسبوعياً تتم في مكتب الاستاذ أنطون سيدهم ولم تتوقف مرتباتنا يوماً على أمل إعادة صدورها مرة أخرى.
وخلال تلك الفترة اشتركت أنا و”ماجد عطية” و”رضا المنياوي” مع الأستاذ “سمير صبحي” بالأهرام لتظبيط الماكيت الخاص بجريدة “وطني”، وقمت بإعداد أيضا كل ترويسات أبواب الجريدة. ومن هنا ظهر نوع مختلف تماماً من الفن في حياتي وأضيف إليه النقد الصحفي. ومن أشهر الكلمات التي كان الأستاذ أنطون سيدهم يقولها لي مداعباً لتشجيعي كانت “كتاباتك أحلى من لوحاتك”..
لم أتعلم الكتابة الصحفية في جامعة لكن احتكاكي بالكتاب الكبار منهم “لويس عوض”، “كمال الملاخ”، “يوسف إدريس” والمجتمع المثقف من حولي إضافة إلى دوام القراءة أعدني كقلم جاهز للكتابة الصحفية.
واستمريت أتابع المعارض والأعمال الفنية وأكتب عنها تحليلات فنية لإظهار الزملاء الفنانين. ومن الفنانين المصريين الذين كان لهم بصمة قوية في مجال الفن بمصر، “راغب عياد” و”محمود سعيد” و”محمود مختار” و”يوسف كامل” و”صبري راغب” وكثيرون من الفنانين كتبت عنهم وتعلمت منهم وكنت أعتز بمعرفتهم.
وجدي حبشي وأعماله الفنية
كما قلت من قبل إن البيئة تؤثر في بالتة ألوان الفنان في مراحل حياته المختلفة، فتأثري بالبيئة في الاسكندرية ظهر في لوحاتي باللون الأبيض والأزرق، والبحر نفسه كان له جزء كبير من لوحاتي، فالبحر متقلب عبر فصول السنة ممكن يكون هادئ وأحيانا صاخب وأيام يكون مدمراً، وكنت أحياناً أربط تقلبات البحر بالمرأة فتارة تكون هادية وأخرى متمردة.. ومن هنا عملت معرض اسمه “البحر والمرأة” وربطت بينهما في لوحاتي وكتبت عن هذا الربط في “وطني”.
وشاركت في العديد من المعارض العامة والمحلية والدولية من عام 1964 م حتى عام 2012 م
أي عمل فني ينبع من داخل الفنان ومن الثأتيرات المحيطة به يعطي ما يطلق عليه الإبداع ونجاح العمل الفني، ويظهر إذا المتلقي شعر برسالة الفنان – سواء من خلال اللوحة الفنية أو أي عمل فني. كلما رسمت لوحة كنت ارفض التوقيع عليها لغاية لما اقتنع تماماً بها، وإلى اليوم مازلت اقتني لوحات بدون توقيعي عليها.. ولذلك فلا يوجد توقيت زمني محدد لإنهاء أي لوحة فنية. فالفن رؤية إبداعية وإحساس بلغة تتذوقها كل الشعوب، والفن المعبر عن المجتمع لابد أن يكتب له العالمية.
الناقد الفني.. الفن والأيقونة القبطية
بداية معلوماتي عن الأيقونة أو رسومات القديسين كانت في الكلية، حيث درست تاريخ الأيقونة وانتقالها من حقبة لأخرى.. ولما تواجدت بالقاهرة عرفت “إيزاك فانوس” و”يوسف نصيف” وزوجته “بدور لطيف” في معهد الدراسات القبطية..
كلهم كانوا عباقرة في مجال الأيقونة القبطية، وكل واحد كان له الطابع الخاص به “إيزاك فانوس” كان معروف بخطوطه القوية الجامدة، أما “يوسف نصيف” و”بدور لطيف” فكانت خطوطهم في الأيقونة أكثر انسيابية وأقرب للواقع، و”جرجس عياد” من المنيا كان أسلوبه بدائياً فطرياً في أيقوناته.
أول من رسم أيقونة كان القديس لوقا عندما رسم صورة العذراء مريم.. ومرت السنون وكنا نجد اسهامات الرهبان في الأديرة من أيقونات بأسلوبهم الفطري مثل “جرجس عياد”.
ومن المؤثرات على الأيقونة القبطية أيضا كانت العادات الفرعونية القديمة وكذلك “وجوه الفيوم” في العصرين الروماني واليوناني فكان الفنانون الأقباط متأثرين بالتقاليد الجنائزية التي توارثوها من أيام الفراعنة.. وكان الأثرياء الأقباط في منطقة الفيوم عندما ينتقلون يتم عمل صورة لهم إما على قماش ويثبت على التابوت أو يتم رسم الشخص المنتقل على خشبة الصندوق مباشرة.
ومن الفنون أيام الفراعنة كنا نجد كل الرسومات ثنائية الأبعاد لكن مع ظهور “وجوه الفيوم” بدأ يظهر البعد الثالث في الصور التي جسدت الموتى، وظهرت أيضا في “وجوه الفيوم” العيون الواسعة التي تواجه الأبدية.. ومن كل تلك التأثيرات انبثقت الأيقونة من فكرة تخليد سيرة الشخص المتوفي.. وإسوة بالفراعنة الأيقونة كانت تبين نجاحات الشخص أو القديس وانجازاته وليس عذاباته وتعبه أو استشهاده، إيماناً منهم بالمخلص يسوع المسيح، حتى يكونوا عبرة للآخرين.
والفن القبطي يرتكز بشكل أساسي على الرموز، فالحمامة مثلاً تعبر عن الروح القدس والسلام والبساطة. والألوان لها رموز في الفن القبطي فاللون الأحمر مثلاً يرمز للدم والعنف أما الأزرق فهو رمز السمائيين والأبيض يرمز للطهر والنور والأخضر يرمز للزرع والخصب والأسود يرمز للحزن والألم.
تعايشت مع كل هذا الفن القبطي من خلال تحليلي له وتقديمه للقارئ في باب “فنون” حتى يعرف القارئ أن الحياة الروحية لا تتأثر بالصلاة فقط بل بكل الرموز والألوان الموجودة داخل الكنيسة إضافة إلى الألحان التي تكمل الصورة الروحية المتكاملة.. ويعيش حياة روحانية مثل مخلصنا يسوع المسيح.
وجدي حبشي.. مراقب عام على المتاحف الفنية بوزارة الثقافة
بجانب كل تلك الأعمال، تدرجت في عملي من أمين متحف الحضارة إلى مدير المتحف ثم مراقب عام المتاحف الفنية والقومية بوزارة الثقافة.
ومن المواقف والمفارقات في حياتي أثناء عملي مع عبد القادر رزق، مديري وصديق عزيز علي وكانت علاقتنا يسودها الحب والود.. فعندما مرض ودخل المستشفى الإيطالي تأثر جداً من عناية الراهبات له وطلب مني عمل لوحة لرئيسة الراهبات هناك بالمستشفى فرسمت لوحة بالحجم الطبيعي للراهبة وسط الطبيعة. وقدمتها لها كهدية من عبد القادر.
ومن الأحداث التي لا يمكنني نسيانها في وقت “عبد الحميد رضوان” كوزير للثقافة عام 1982، في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، طلبوا مني الإعداد لتحويل بيت “أحمد عرابي” بسريلانكا لمتحف، فسافرت ومعي بعض المقتنيات من متحف الزقازيق – مسقط رأسه، ولوحات لعرابي منها واحدة مرسومة من “عبد العزيز درويش”، مع أثار إسلامية من نفس حقبة أحمد عرابي لإثراء المتحف.
وهناك وجدت أن كل تلك المعروضات تحتاج إلى قواعد لترتكز عليها الأثار أو المعروضات، فقررت استخدام الصناديق الخشبية التي كان مشحوناً فيها المعروضات لتصنيع تلك القواعد الخشبية، وبعد الافتتاح تم تكريمي على هذا العمل ومكافأتي بجولة سياحية لمدة أسبوع في سيريلانكا.
وأثناء عملي كنت ألاحظ أهمية الثقافة في حياة الناس، فلم تقتصر الثقافة على المتنورين والفنانين فقط لكن المتاحف كانت تمتلئ بأفواج من تلاميذ المدارس الذين كانوا يتجولون ويتعلمون من تلك المتاحف.. وكنت دائماً حريصاً على تشجيع تلك الرحلات لكي أتيح للنشء البيئة الثقافية التي تفرز بداخلهم الحس الفني كما كانت بدايتي. الحقيقة أن وزارة الثقافة كانت تهتم وقتها بكل أنواع الفن وليس الرسم فقط، ففي كل المحافظات كنا نجد قصور الثقافة تقدم توعية موسيقية وعروض مسرحية ومعارض فنون تشكيلية ولا ننسى جلسات الشعر أيضا.
وفي الأحداث والاحتفالات كانت تتيح لنا فرصة للتعبير بلوحات فنية عن احداث سواء حزينة مثل النكسة أو مفرحة مثل عروض فنية محتاجين تجسيدها بلوحات وتصوير حفلات البالية الفرنسي ومن البلاد أخرى التي كانت تقدم عروضاً فنية بالأوبرا وقت الوزير ثروت عكاشة، فكان يستدعي الفنانين لرسم عروض الباليه وبعدها نقيم معرض لوحات تلك العروض..
وأخذت في التدرج الوظيفي في الحكومة إلى أن وصل منصبي مراقب عام على المتاحف الفنية والقومية في أوائل التسعينات، وكانت تلك فترة تجسيد حي لكل ما تعلمته من رؤسائي من العلاقات الطيبة والتواضع والتفاني في العمل. وكنت أتعامل مع جميع مديري المتاحف بمنتهى الحب والود وأشجعهم هم أيضا على التفاني في العمل بالحب والاحترام. وكانت مسئوليتي المتاحف التابعة لوزارة الثقافة منها: متحف محمود خليل ومحمود مختار ومتحف الجزيرة والمتاحف القومية التي تخص أحمد شوقي وطه حسين وأحمد عرابي ومصطفى كامل بالقلعة.
وأثناء تواجدي بمنصب مراقب المتاحف الفنية والقومية، تم تكليفي في مهمة تنسيق متحف الرائد محمد ناجي بالهرم إلى أن انتهى عام 1992
وجدي حبشي الإنسان
وسط كل هذا الزخم الفني كانت شريكة حياتي من عام 1971 تلازمني وتشجعني في كل خطواتي.. وانجبنا بنت وولد.. دنيا وتامر.. وكلاهما شب في هذا الوسط الثقافي والبيت الذي يملأه الحس الفني..
وكانت حريصاً على وقت الأولاه فكنت يرسم بعد نومهما، ومن اللقطات التي جسدت فرحتي بها عندما كنت أنتهي من رسم لوحة وقت شروق الشمس، وكأن اللوحة خرجت من ظلام الليل وولدت مع شروق الشمس فكنت ابتهج وافرح بها..
وبابتسامة مبهجة تكلم الأستاذ وجدي عن أحفاده: من بركة ربنا أنه رزقني بأربعة أحفاد أصبحوا نور الأمل والفرح وسط كل عناء الحياة.. استمتع بأحفادي واتابع مواهبهم كلهم ولا أمنعهم عن استخدام أدواتي.. ومن ضمن المواقف اللطيفة التي لا أنساها مع أولى أحفادي.. فرح.. عندما كنت أنزل معها في مصر الجديدة عام 2009 وكنا نرسم سوياً في الشارع بالكوربة. أما يوسف تامر لاحظت من خطوطه وألوانه أنه متذوق للفن الذي ينعكس على حياته في المدرسة.
وجدي حبشي في سطور
0 بكالوريوس فنون جميلة جامعة الإسكندرية عام .1964
أشرف علي بينالي القاهرةفينسيا الشرق بالمركز القومي للفنون التشكيلية.
0 عضو مؤسس في نقابة الفنانين التشكيليين.
0عضو الجمعية المصرية لنقاد الفن التشكيلي
0كتب في باب الفنون بجريدة وطني.
0عضو بمعظم الجمعيات الفنية بمصر.
0شارك في العديد من المعارض العامة المحلية والدولية من عام 1964م حتي عام 1997م.
0 شارك في العديد من المعارض الدولية منها المعرض الدولي للفنانين الشبان صوفيا عام 1968م, ومعرض بينالي الفن والرياضة,أسبانيا عام 1971/69 وبينالي أبيسيا الدولي أسبانيا عام 69/.1970
0 عرض أعماله في ألمانيا وبلجيكا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا.
شارك في المعارض العربية التي أقيمت في كل من قبرص والسودان والعراق والبحرين والكويت والسعودية من عام 1971م حتي عام 1992م.
0 المعارض الخاصة:
أقام 13 معرض خاص بمصر والخارج من عام 1966-1997
0 الجوائز:
حصل علي العديد من الجوائز والشهادات وميداليات تقدير لكثير من المعارض منها معرض من وحي الأديان ,معارض الربيع وصالون الصيف بالإسكندرية والمعرض الأخير لجماعة الطبيعة والتراث,والجائزة الثانية لمسابقة انتصار 6 أكتوبر للمجلس الأعلي للفنون والأدب عام 1974م,والجائزة الأولي لمعرض الثقافة الجماهيرية عام 1971م,وجائزة الفن والمعركة عام 1967م,وجائزة مسابقة الشاعرين أحمد شوقي وحافظ 1978م.
0 قام بإعداد وتنسيق معروضات متحف أحمد عرابي بمدينة كاندي في سري لانكا عام 1983م.
0 له مقتنيات في وزارة الثقافة متحف الفن الحديث بالقاهرة والإسكندرية ودار الأوبرا وقاعة المؤتمرات الدولية بمدينة نصر ووزارة الخارجية والثقافة الجماهيرية, وهيئة قناة السويس, والبنك الأهلي وبنك إكستريور. وله مقتنيات في أمريكا وفرنسا وسيرلانكا.
0 شارك بمعرض شواهد قبطية سنة1995 وافتتحه البابا شنودة في قاعة بني كاسو
0 شارك بمعرض دخول العائلة المقدسة إلي مصر بقاعة بي كاسو بالزمالك أول يونية سنة.2012
0 كما شارك بمعرض طريق الخلاص بكاتدرائية جميع القديسين بالزمالك أبريل سنة 2014 وافتتحه البابا تواضروس الثاني.