سائرا في ملكوت الله، حاملا طبلته وعصاه، ومرددا لكلمات “اصحى يانايم صحي النوم.. رمضان كريم”، يسير عم “عبدالعزيز” في شوارع الأقصر كل ليلة لإيقاظ المسلمين لتناول وجبة السحور، غير مبال بمرضه، فلأجل الثواب يتحمل عناء الطرقات.
عبدالعزيز محمد حسين، مسن، تجاوز عمره الـ 65عاما، عمل كعامل أجري منذ سنوات طويلة ثم عاملا بمدرسة وفي هذه الأثناء حرص على ممارسة هوايته كمسحراتي فهو يعمل بها منذ قرابة الـ 40 عاما حسبما ذكر.
“أوقات بكون تعبان والناس بتجيلي لغاية البيت علشان انزل وربنا بيقويني”، يستهل عم عبدالعزيز حديثه، لافتا إنه يعاني صحيا فلديه مشاكل في الكلى وأيضا يعاني مرض الغضروف لكن مرضه لم يمنعه من ممارسة هوايته التي أحبها طيلة شهر رمضان الكريم.
حين تدق الساعة الواحدة صباحا يخرج الحج عبدالعزيز من منزله حاملا طبلته الكبيرة وعصاه ليدق بها عليها، سائرا بخطوات قريبة من بعضها ليوقظ الأهالي حتى الثانية والنصف منتصف الليل، لافتا إلى إنه طيلة شهر رمضان يتجول لإيقاظ جميع المسلمين بثلاثة نجوع فالأهالي اعتادت على قدومه وإيقاظهم منذ سنوات طويلة.
“أنا على باب الله وبصرف على ولادي بمعاشي 700 جنيه”، يتابع موضحا أن لديه 7 من الأبناء بينهم 4 ذكور وثلاث فتيات لم يستكملوا دراستهم فالظروف كانت صعبة حين ذلك، وفضل أثنين من أبنائه السفر للخارج وتحمل عناء الغربة لكسب لقمة عيشهم.
أكد العم عبدالعزيز لـ “وطني”، أن مهنة المسحراتي ستظل قائمة ولن تنقرض بمرور الوقت فهناك أجيال ستتسلم المهمة فرغم أنها مهنة لا تجلب المكسب المادي ولكن تجلب حب الناس والثواب، محذرا من قيام سيدة بهذه المهة فلن تسلم من الصبيان بالشوارع معبرا: ماقبلش ست تطلع الصبيان مش هيسبوها في حالها.