صدر مؤخراً تقرير جديد للبنك الدولي بعنوان “العملات المشفّرة وتقنية البلوك تشين: آخر المستجدات الاقتصادية في منطقة أوروبا وآسيا الوسطى” .. حيث أكد التقرير على أهمية أستفادة بلدان هذه المنطقة من التقنيات الرقمية الجديدة في تطوير وتحسين ما تقدمه من خدمات ، منوهاً أنه سيتعين على واضعي السياسات في المنطقة أن يوازنوا بين إطلاق العنان لتطوير هذه التقنيات الجديدة والحد من أثارها السلبية مع تدعم السياسات وزيادة المرونة في أسواق العمل والمنتجات .
وأوضح تقرير البنك الدولى أنه من بين موجة التقنيات الجديدة الناشئة تقنية “البلوك تشين” أو “قواعد البيانات المتسلسلة Blockchain” – وهي تكنولوجيات رقمية تسهل عمليات دفع وتحويل الأموال من شخص إلى آخر (P2P) وتدفقات المعلومات من دون الحاجة لوجود وسيط موثوق به ، إذ تمثل النقود الرقمية المُشفرة أولى تطبيقات تقنية “البلوك تشين” التي توفر أموال رقمية أو افتراضية لا تحتاج إلى البنوك المركزية وتسهل عمليات الدفع والتحويل من دون الحاجة إلى المؤسسات المالية ، من ناحية أخرى أشار التقرير إلى أن عمليات تعدين العملات المُشفرة، وهي صناعة تبلغ قيمتها اليوم عدة مليارات من الدولارات، لا تزال تثير آراء متباينة على نطاق واسع، إذ يثير التقلب الحاد في قيمتها شكوكاً حول صلاحيتها كبديل للعملات القانونية ، كما يُشكل تزايد ارتفاع تكاليف الكهرباء المصاحبة لعمليات تعدين العملات المُشفرة بات مصدر قلق بالغ .
وفى هذا السياق قال هانز تيمر رئيس الخبراء الاقتصاديين لمنطقة أوروبا وآسيا الوسطى في البنك الدولي في حفل تدشين “التقرير” : “لقد أثبت العديد من البلدان في منطقة أوروبا وآسيا الوسطى أنها أرض خصبة لتطوير تقنيات العملات الرقمية المشفّرة والبلوك تشين. ففي جورجيا، على سبيل المثال، انتشرت عمليات تعدين العملات المشفّرة على نحو يبعث على الدهشة، ويرجع ذلك بدرجة كبيرة إلى الإعفاءات الضريبية وانخفاض أسعار الكهرباء، بيد أنه من الأهمية بمكان في المستقبل أن تكفل الحكومة الرقابة المالية على هذه المعاملات وحماية المستهلكين” .. مشيراً أن هناك عدد من الحكومات فى كل من أوكرانيا وإستونيا وجورجيا إلى إنشاء سجلات للأراضي والعقارات باستخدام تقنية بلوك تشين.
وتقوم أذربيجان بتجربة إصدار بطاقات هوية رقمية للأنشطة المصرفية، في حين افتتحت لتوانيا مراكزا للبلوك تشين لاحتضان الشركات الناشئة ، وتهدف سويسرا إلى أن تصبح مركزا في هذا المضمار، وتقود جهودا لتكييف لوائحها التنظيمية مع هذه التقنيات ، ويرى “تيمر” أن تقنيات الـ “بلوك تشين” تشكل ضغوطاً تنافسية على القطاعات المالية الخاصة
كما تثير أفكاراً ونهجاً خلاقة ومبتكرة داخل الحكومات ، هذا علاوة على ذلك، فقد أدت هذه التقنيات إلى ظهور مجموعة متنوعة من التحديات على صعيد السياسات أمام هذه البلدان”.