في لقائنا الأخير -3يونية 2018- حدثتكم بصراحة وشفافية عن الموقف المالي لصندوق الخير واحتياجات أصدقائنا المرضي والمتألمين, ففي الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار الأدوية ارتفاعات متتالية واحدة وراء الأخري إلي أن وصلت الآن إلي ما يعادل ضعف ما كانت عليه منذ عامين تقريبا, وهو ما يشكل عبئا كبيرا علي صندوق الخير الذي يتولي صرف الأدوية شهريا لعدد غير قليل من أصدقائنا المرضي أصحاب الأمراض المزمنة- الروماتويد, القلب, السكر, الأعصاب, نقص النمو- والذين تعهدناهم بالرعاية المستمرة منذ سنوات, فضلا عمن ينضم إليهم من أصدقاء جدد يوصي الأطباء بضرورة استمرار صرف علاج شهري لهم, وفضلا عن هؤلاء وأولئك فتكاليف العلاج ذاته من كشوفات وتحاليل وأشعات وجراحات قد زادت زيادة كبيرة أيضا, مما دفعني في لقائنا السابق أن أصارحكم أن إجمالي ما تجمع لدي صندوق الخير خلال الشهور الثلاثة الأخيرة كان ما يقرب من 44ألف جنيه, في حين أن علاج صديق واحد -روماني وجيه- الذي أجريت له عملية تغيير لمفصل الفخذ الأيمن بلغت تكلفتها 47ألف جنيه, مما دفعني لأن أكتب داعيا أصدقاءنا صناع الخير لمواصلة تقديم عطاياهم واثقا أن ينابيع نهر الخير لن تجف أبدا, وأن الرب آت بعطاياه لنواصل رحلاتنا مع المرضي والمتألمين.. كانت استجابة الرب سريعة كحسب إيماننا.. بعدها بأيام اتصلت بنا صديقة تقيم في لندن وتصادف مجيئها في زيارة قصيرة لمصر قدمت لصندوق الخير 2000 جنيه مصري و1000 جنيه أسترليني تم استبدالهم من الصرافة بما قيمته 23880جنيها مصريا, فأصبح إجمالي ما قدمته لصندوق الخير بالجنيه المصري خمسة وعشرين ألفا وثمانمائة وثمانين.. وتأكد لنا أن يد الرب معنا وعينيه علينا.. تأكد لنا هذا ليس فقط مما قدمته الصديقة التي جاءت من لندن بعطاياها في الوقت الذي كنا ننتظر أن يفيض علينا الرب بعطاياه.. لكنه تأكد لنا بالأكثر في صوت الرب الذي سمعناه في ذات الوقت -الأحد 10 يونية.. 3بؤونة- في كل الكنائس إذ كان ذكري نياحة القديس الأنبا أبرآم أسقف الفيوم الذي أحب الفقراء من كل قلبه وغمرهم بكل ما عنده من مال فأعطاه الرب الكثير ليعطي الكثير.. جاء صوت الرب في سنكسار هذا اليوم ليطمئنا أن عمل الخير ممتد من جيل إلي جيل.. وأن بركات القديس الأنبا أبرآم حبيب الفقراء معنا وسترافقنا في كل رحلاتنا مع المتألمين.. وببركاته وصل إجمالي ما جاء إلي صندوق الخير منذ لقائنا الأخير -3يونية 2018- وحتي اليوم (ثلاثة أسابيع) مبلغ 29280 جنيها علي النحو الموضع تفصيلا بالقائمة المنشورة مع هذا العدد.
فيكتور سلامة
=================
قبل الطبع
اسمحوا لي أن أعود إليكم مرة أخري بعد أن أنهيت حديثي إليكم تحت عنوان احتياجات المتألمين وبركات الأنبا أبرآم أعود شاكرا بركات الأنبا أبرآم وشاكرا عطاياكم.. ففيما كانت الجريدة ماثلة للطبع جاءنا صديق قدم أربعة آلاف جنيه علي روح المرحومة لندة رمزي وقدم أيضا ألف جنيه مشيرا إلي أنها من فاعل خير, ووصلنا 18ألف جنيه من أصدقائنا أولاد العذراء بواشنطن الذين اعتادوا أن يقدموا لنا عطاياهم شهريا بانتظام, واضطررنا إلي تغيير قائمة صندوق الخير والتي كانت إجماليها 29840 جنيها بالقائمة المنشورة إلي جانب هذا وإجماليها اثنان وخمسون ألفا وأربعمائة وثمانون جنيها هي حصاد عطايا أصدقائنا صناع الخير خلال ثلاثة أسابيع.. صدقوني إنها كما قلت من البداية بركات الأنبا أبرآم.
بشفاعة أبونا فلتاؤس
استئصال الكلي اليسري .. نهاية عذاب 5 سنوات
* هرب من استئصال حصوتين بمستشفي القوات المسلحة وذهب إلي مستشفي عام فخرج بالحصوتين ودعامة
* الدعامة ظلت معلقة بالحالب سنتين حتي ضمرت الكلي.. ولإنقاذ حياته استأصلوا الكلي بالكامل
فيكتور سلامة
ذات صباح من شهر فبراير الماضي دخل علينا في خطوات بطيئة شاب نحيل طويل القامة يبدو علي وجهه متاعب مرض سلب منه نضارة الشباب, يحمل في يده اليمني ظرف كبير لأحد مراكز الأشعة, ومن خلفه بدت فتاة تشبهه تماما حتي أنني ظننت في البداية أنها شقيقته لكني عرفت فيما بعد أنها خطيبته.. دعوتهما للجلوس فجلسا في خجل يندر بين شباب هذا الزمن, ولما بدأت في التعارف عليهما أخرج من الظرف خطابا من القمص صليب حبيب بمطرانية شبين القناطر قدم فيه لنا الابن وليد مسعد بولس مناشدا مساندتنا لحالته الصحية.. وفيما أخذ يخرج من الظرف مجموعة من الأوراق والتقارير الطبية وهو يحكي لنا في هدوء شديد قصة مرضه التي ترجع إلي عام 2013 أخرجت الفتاة من حقيبة يدها صورة صغيرة لأبينا فلتاؤس ووضعتها أمامي.. وللوقت أدركت سر الهدوء والوداعة والخجل الذي لمسته فيهما من لحظة دخولهما.. شباب حلو جميل يعرف طريق الرب ويتمسك به ويتشفع بالقديسين وقت الضيق.. وأصارحكم أن قصة مرض وليد علي امتداد خمس سنوات قصة صعبة ومعقدة, ورحلتنا معه من فبراير وحتي أراد له الرب النجاة في مايو الماضي أصعب لكنها كانت سهلة, فكل الطرق كانت ممهدة, وكل الأبواب كانت مفتوحة, وكل الحلول كانت مطروحة.. كانت يد الرب معنا, وكانت صلوات أبونا فلتاؤس شفيع المستحيلات ترافقنا.. وأدعوكم إلي قصة مرض وليد ورحلتنا معه عبر السطور القادمة.
* قصة وليد مع المرض بدأت وهو في العشرين من عمره عندما بدأت تنتابه بين الحين والحين نوبات مغص عرفها بالفطرة أنه مغص كلوي.. ولأنه يعمل أرزقي في المعمار يوم هنا ويوم هناك فلم يبال بالآلام التي تهاجمه فجأة إذ كانت تختفي أيضا فجأة بعد مواجهتها بمجموعة من المسكنات اعتاد أن يشتريها من أقرب صيدلية كلما هاجمه المغص.. ومضت به الأيام هكذا.. المغص يفاجئه من حين إلي آخر, وهو يعرف كيف يسكنه!!.. إلي أن استدعي للخدمة بالقوات المسلحة, وهناك لم يعرف كيف يسكنها, فمن أين يأتي بمجموعة المسكنات التي اعتاد عليها.. واضطر أن يرضخ للعرض علي عيادة الوحدة, ومن عيادة الوحدة إلي المستشفي العسكري, وفي المستشفي أجريت له أشعة, وجاءت النتيجة حصوتين بالكلي اليسري وظل يصرف علاجا رافضا إجراء جراحة علي أمل أن يجد حلا بعد انتهاء خدمته بالقوات المسلحة.. المؤسف أن الآلام التي كانت تنتابه بدأت تشتد, وعلي فترات متقاربة بصورة لم يعد يتحملها, فذهب إلي أحد المستشفيات العامة, ودخل حجرة العمليات لاستئصال الحصوتين بالمنظار الجراحي.. كان ذلك منذ عامين- مايو2016- وفي حجرة العمليات استسلم تحت المخدر وخرج دون أن يدري ما حدث له.. ولما عاود الرجوع إلي المستشفي بعد يومين كما أخبروه, صارحوه بما حدث: تعذر علي إبرة المنظار استخراج الحصوتين, وتم تركيب دعامة, وعليه أن يعاود العرض بعد ثلاثة شهور لرفع الدعامة.. ولما عاد بعد شهور ثلاثة.. أخبروه بالكارثة: ليس لديهم من حل!!.. صرخ في وجههم دخلت لاستخراج حصوتين فخرجت بالحصوتين ودعامة!!.. خرج هائما يبحث عمن يخلصه.. ومن هنا بدأت رحلتنا معه.
* * *
* في بداية رحلتنا اصطحبناه إلي استشاري جراحة الكلي والمسالك البولية الذي يناظر الحالات المرضية لأصدقائنا مرضي الكلي الذين ينضمون إلينا في مسار رحلاتنا.. من الفحص المبدئي شخص حالته علي أنه يعاني من رجوع بالدعامة إلي الكلي اليسري, موضحا أنه عادة ما يتم تركيب الدعامةما بين الكلي والحالب لتوسيع مجري البول بعد جراحة الكلي لفترة قد تصل إلي ثلاثة شهور ثم ترفع الدعامة, لكن يبدو أنهم فشلوا في تركيب الدعامة بالحالب فتركوها وتركوا الحصوات ومع الأيام التفت الدعامة حول الكلي وأصبحت المشكلة مشكلتين, ولابد من استخراج هذه الدعامة فورا.. لكنه استطرد: إن استخراجها يحتاج إلي أجهزة متقدمة غير متوفرة إلا بالمعهد القومي للكلي والمسالك بالمطرية.. ونصحنا بعرضه علي الدكتور عبدالعظيم إمبابي الأستاذ بالمعهد.. وما كان منا إلا أن ذهبنا إلي الدكتور عبدالعظيم الذي رحب بنا وأبدي استعداده الكامل لإجراء الجراحة بالمعهد, لكنه طلب عمل أشعة بالمسح الذري.. لم نتوان وتوجهنا علي الفور إلي مركز الأشعة لإجراء الأشعة, وترقبنا بلهفة التقرير وبمجرد صدوره حمله وليد ومعه كل صور الأشعة ثلاثية الأبعاد وتوجه إلي عيادة الدكتور عبدالعظيم إمبابي.. وهنا كانت المفاجأة المؤلمة.. الأشعة كشفت عن توقف الكلي اليسري تماما عن العمل, ولابد من استئصال الكلي بالكامل مع الدعامة والحصوات.. المفاجأة المؤلمة نقلها لي وليد في تقرير كتبه بيده الدكتور عبدالعظيم إمبابي.
* * *
لم يكن اتخاذ قرار استئصال الكلي أمرا سهلا.. ليس لصعوبة الجراحة, ولا لخطورتها, ولكن للمخاطر التي قد يتعرض لها وليد فيما بعد استئصال إحدي كليتيه والعيش بكلية واحدة.. لهذا حرصنا علي عرضه علي مجموعة من الأطباء, واستطلاع رأي كل طبيب علي حدة, إلي أن كان أمامنا إجماع علي ضروة استئصالها.. لكن الأمر بقي بالنسبة لي صدمة, فكم كان صعبا أن أتصور هذا الشاب الصغير الذي يخطو بكل الأمل والحب إلي المستقبل تداعبه أحلام كثيرة في بيت صغير يبنيه بتعبه, وزوجة وفية تملأ عليه حياته.. وكم سألت نفسي: كيف سيواجه المستقبل بكلية واحدة؟!.. وكيف سيواصل عمله الشاق بكلية واحدة؟!.. تمنيت لو كنت لا أعرف شيئا عن وظائف الكلي, أو كانت معلوماتي عن أهميتها محدودة, لكن من كثرة قراءاتي ومقابلاتي مع أساتذة أمراض الكلي, ومن تعدد حالات مرضي الكلي الذي اصطحبتهم في رحلات العلاج.. كانت الصورة واضحة.. وظائف الكلي في جسم الإنسان مرصوصة أمام عيني, فهي تنتج البول, وتصفي المخلفات والسوائل الزائدة والشوارد الكهربائية من الدم, وتحافظ علي معدلات مناسبة من المعادن في مجري الدم, وتنتج الهرمونات التي تساعد علي تنظيم ضغط الدم والتي تؤثر علي عدد خلايا الدم الحمراء المنتقلة في الدورة الدموية.
* * *
* كانت الصورة أمامي سوداء.. وكان قرار استئصال كلية عن الجسد الضئيل لهذا الشاب قرارا صعبا.. وعاودت الاتصال تليفونيا بالدكتور عبدالعظيم إمبابي.. جاءتني كلماته مطمئنة.. قال لي:
** ليست الصورة سوداء لهذه الدرجة, فكل هذه الوظائف يمكن أن تقوم بها كلية واحدة, ولقد كان الله رحيما بالإنسان عندما خلقه بكليتين حتي إن ضمرت أو استئصلت واحدة تتولي الثانية القيام بكل وظائف الكليتين.. الأمر فقط يحتاج إلي المحافظة علي الكلية الثانية والوحيدة من أن تتجمع بها حصوات, أوتتعرض -لا قدر الله- إلي نمو غير طبيعي.
** واستطرد الدكتور عبدالعظيم إمبابي مؤكدا كلامه بالإشارة إلي حالات الآلاف الذين تزرع لهم كلية واحدة, وآلاف المتبرعين الذين يتبرعون بكلية ويواصلون حياتهم بكلية واحدة بعد تبرعهم بالثانية.
* * *
* في الحقيقة كلمات الدكتور عبدالعظيم إمبابي طمأنتني كثيرا.. لكن كان لابد أن أترك القرار لصديقنا وليد المتألم, والذي سيواصل حياته فيما بعد بكلية واحدة.. المفاجأة أن وليد كان قد سبقنا للاستسلام لمشيئة الرب وإرادته.. الأكثر أنه صارحني أن الرأي الطبي باستئصال الكلية لم يكن جديدا عليه.. في بداية مشواره ذهب إلي عيادة المسالك البولية بمستشفي السيدة العذراء بالزيتون وشخص حالته الدكتور ناجي فاروق استشاري المسالك البولية بالمستشفي وأوضح له أنه لا مفر من استئصال الكلية بالكامل بالدعامة المثبتة فيها, لكن لارتفاع التكلفة التي لا يمتلكها مضي إلي حال سبيله بحثا عن منقذ, ورفع صلوات كثيرة إلي الرب, وطلب شفاعة أبونا فلتاؤس بلجاجة.. وجاءته الاستجابة مع فاعل خير أعطاه عنوان وطني وأرشده أن يتوجه إليها فسيجد لمشكلته حلا.. وقد كان وحضر وليد لكنه حكي لنا بداية قصة مرضه فقط واكتفي بهذا عندما طمأناه ووعدناه بعرضه علي استشاري المسالك البولية الذي سيتابع حالته.. أخفي باقي القصة ولم يخبرنا برأي طبيب مستشفي العذراء بالزيتون الذي رأي أنه لا مفر من استئصال الكلي.. أخفي عنا هذا علي أمل أن نصل به إلي طبيب يقدم له علاجا دون استئصال الكلي.. لكن عندما وجد نفسه يعود إلي نقطة البداية صارحنا بكل التفاصيل والخطوات التي سبق وقطعها قبل أن يصل إلينا.
* رأينا أن نعود به إلي الدكتور ناجي فاروق استشاري المسالك البولية بمستشفي العذراء بالزيتون باعتباره أول من ناظره ونصحه باستئصال الكلي, فضلا عن أن مستشفي العذراء بالزيتون من المستشفيات التي نطمئن إليها ونلمس يد الرب تمتد إلي كل مرضانا الذين نصاحبهم إليها.
* * *
* مشوارنا مع الدكتور ناجي فاروق شلبي كان قصيرا وسهلا, فقد سبق أن ناظره وشخص الحالة تشخيصا دقيقا.. لم يكن باقيا إلا الموافقة علي استئصال الكلي ولما أكد له وليد موافقته, راجع صور الأشعة مرة أخري وطلب مجموعة حديثة للتحاليل, وعندما عرضت عليه النتائج واطمأن إلي سلامة كل الوظائف وإمكانية إجراء جراحة لاستئصال الكلي اليسري دون وجود أية معوقات حدد موعد إجراء الجراحة صباح الأربعاء 23 مايو 2018 الماضي.
* * *
* في الموعد المحدد دخل وليد غرفة العمليات, وبعد ساعتين خرج بكلية واحدة بعد أن تخلص من الكلي اليسري ومن الدعامة التي ظلت تلازمها عامين دون أية حاجة بل علي العكس بما سببته له كل هذه الأيام من عذابات مستمرة.
* بفرحة كبيرة استقبلنا وليد خارجا من حجرة العمليات..لكن هذا لم يمنع قلقنا علي مستقبل حياته.. حقيقي أن وليد -كما كل إنسان- سيستطيع أن يعيش حياته طبيعية بكلية واحدة, لكنه سيكون أكثر عرضة لحدوث ارتفاعات في ضغط الدم وما يصاحبها من مشكلات صحية, ولهذا كانت وصية الدكتور ناجي التي لم يكف عنها ضرورة إجرائه لمجموعة من التحاليل كل عام, وإجراء تحليل لوظائف الكلي كل عدة أعوام لمراقبة نسبة البولينا والكرياتينين.. وهو ما عاهدنا به وليد أمام الله أننا لن نتركه وسيظل صديقنا الدائم الذي نتابعه ونرافقه أينما كان وفيما سيحتاجه.. أما هو فمعه قائمة طويلة من تعليمات الدكتور ناجي وتحذيراته.. عليه الإقلال من تناول الأطعمة التي تحتوي علي كميات كبيرة من الكالسيوم لتفادي الإصابة بحصوات الكلي, وعليه الإكثار من شرب المياه للمحافظة علي السوائل في الجسم.
* الآن يمضي وليد ليواصل حياته بكلية واحدة.. ونصلي إلي الرب أن يملأ حياته راحة وسلاما وبهجة وسرورا, ويتمم بكل الفرح زواجه من خطيبته الوفية الوديعة التي لم تفارقه لحظة واحدة في مشوار مرضه, ويرزقهما أولادا مباركين يسر بهم عينيهما.