أعلن مركز تدوين لدراسات النوع الاجتماعي، ومنصة ولها وجوه اخري النسوية، ومركز هيردو عن قيامهم بتدشين تحالفاً لرصد الأعمال الدرامية المصرية لعامي2017/2018 من منظور نسوي، ويراعي أدوار النساء والرجال.
على الرغم المجهودات المستمرة منذ أكثر من 40 عاماً في ظل الدراسات الأكاديمية والعمل البحثي من منظور جندري وتحليل المحتوي للدراما والبرامج التلفزيونية وكافة الفنون الصحفية لرصد وتقييم صورة النساء والرجال، إلا أن التغيير المأمول لم يحدث كما كان المتوقع ، ربما لقصور في منهجيات العمل السابقة من جهة ، ومن جهة أخري لم تخرج الدراسات والتحليلات بأي طرح جديد عن المعايير الصلبة المعادية في خطابها لحرية الفن والإبداع ، وترتكز علي أهمية الالتزام بحقوق المرأة دون أي اعتبارات تجارية أو إبداعية أو فنية ، والتي لم تتطرق مطلقاً لفهم ماهية الصناعة وما الذي يجعل صناع وصانعات الدراما بشكل خاص يتخذن هذا المسلك في المحتوي القدم للجمهور من الجنسين.
هذا الأمر الذي لم يحدث أي تغيير أو تأثير حقيقي في التناول الإعلامي بشكل عام وللدراما بشكل خاص فيما يتعلق بالأدوار وعلاقة التوزان بين الجنسين عبر الشاشات ، ولعل هذا التجربة تحاول من خلال عملية الرصد والبحث والمقابلات أن تحدث فارقاً في هذه المعادلة ، من حيث ضرورة مقابلة صناع/ات الأعمال الدرامية المختلفة التي تراعي النوع الاجتماعي في بعض الأحيان ،وإشراكهم/ن في إيجاد الحلول المنطقية وغير النمطية التي تحافظ علي التوازن بين حرية الابداع والرأي وبين حقوق النساء وضرورة مجابهة التنميط والتسليع الذي تتعرض له المرأة في أغلب صورها عبر الشاشات، فضلاً عن نقل وفهم لماهية المشاهدين/ات في سن المراهقة وبيان مدي تأثير الأعمال الدرامية الرمضانية في تشكيل وعيهم/ن وتأثير تلك الأعمال علي رؤيتهم وفهمهم لمعايير المساواة بين الجنسين.
ولما كان عام 2017 هو ” عام المرأة المصرية ” وفقاً لما أعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسي في مطلع عام 2017، وجاءت الأليات الوطنية المختلفة لتثني على هذا الدعم المعنوي للنساء والفتيات المصريات، لذا فإننا بصدد رصد دراما عامي 2017/2018 لبيان الفارق ومدي تأثير قرار الرئيس بجعل 2017 عاماً للمرأة، وهل تستطيع الدراما في رمضان 2018 أن تعبر عن مطالب النساء والفتيات أو أن تستطيع التعبير عن حجم العنف الواقع عليهن.
وإذ نهدف من خلال هذه التجربة أن نستخلص معلومات وبيانات صحيحيه تساهم في فتح حوار بناء يهدف إلي:
– التأثير على صناع/ات القرار من خلال عرض تقرير لرصد وتحليل أداء النساء والرجال في الدراما المتلفزة، وبيان مدي التباين بين ما طرحته الدولة في خطتها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030
– التأثير على صناع/ات الفنون السمعية والبصرية من أجل تضمين مبادئ المساواة بين الجنسين في أعمالهن/م والبعد عن التنميط ورفض كل الأفكار التسليعية والتشيئية للنساء والرجال على حد سواء.
– تشجيع صناعات الفنون السمعية والبصرية وبخاصة صانعات الدراما المتلفزة علي تنبي خطاب نسوي حقوقي يدعم ويساهم في النهوض بأوضاع النساء والفتيات في مصر، ورفض كافة أشكال العنف والتمييز الواقع عليهن.