اليوم الثامن من الشهر المريمي
العذراء تكرّر النداء : المسبحة الوردية ! المسبحة الورديّة ! ثمّ المسبحة الورديّة
ليست المسبحة الوردية، مجرّد حُليّ تزدان بها أعناقنا ومعاصمنا على سبيل الموضة، والزخرفة، والزينة ، بل إنّها علامة التزام بتلاوة صلاة تكريمية لأم الله العذراء مريم، لإلتماس شفاعتها …
بالوردية ننال نعماً كثيرة . بالوردية ، نطرد الأرواح الشريرة . بالوردية، تستكين النفوس ، وتستقيم العقول .
في معظم رسائل العذراء مريم للعالم ، وفي مختلف ظهوراتها وخاصةً في لورد وفاطيما، تطلب أم الله حمل المسبحة الوردية وتلاوتها.
إليكم بعض ما ورد حول الوردية في ظهورات العذراء حول العالم :
• الوردية صلاة يومية لنيل النعم والتكفير عن الخطايا .
– في ظهور العذراء مريم للراهبة “كاترين لابوريه”، سألتها عن مسبحتها، وألحّت عليها بتلاوتها كلّ يوم مع الراهبات. (السيدة العذراء سنة ١٨٣٠ ، باريس)
– أنا سيدة الوردية … داوموا على صلاة المسبحة كل يوم … على الناس أن يصطلحوا، ويسألوا الصفح عن خطاياهم … وليكفّوا عن إغاظة سيدنا يسوع المسيح، إذ قد أفرِط حتى الآن في إغاظته”. (السيدة العذراء ١٣ اكتوبر سنة ١٩١٧ ، فاطيما)
– ” صلوا! صلوا! صلّوا! فيُعطى لكم . إقرعوا يُفتح لكم . أطلبوا فتجدوا. فبالصلاة والتكفير تنالون كل شيء إذا كان خيراً لنفسكم … ” (السيدة العذراء، ٣١ مايو ١٩٦٨ ، سان داميانو، إيطاليا)
– “عندما تتلون المسبحة الوردية، صلّوها بانتباه وفكّروا بمعنى كُلّ كلمة “. ( السيدة العذراء، ٢٦ دسمبر سنة ١٩٨٨ ، الإسكوريال، إسبانيا ).
• صلاة المسبحة الوردية الجماعية ، ومُشاركة العذراء في تلاوتها:
– طلبت العذراء من بيرناديت سوبيرو في إحدى ظهوراتها في مغارة ” لورد”، أن تُصلّي المسبحة دائماً خصوصاً مع الجماهير. ولما كانت برناديت تُصلي المسبحة على مرأى من العذراء في المغارة ، كانت العذراء تصنع إشارة الصليب وتُتمتم معها “الأبانا” ( الصلاة الربيّة ) وتبتسم لها عند تلاوة “السلام”. وكانت العذراء تحمل بيدَيها المضمومَتين، مسبحة من ورود تتدلّى إلى قدمَيها ( سنة ١٨٥٨، فرنسا)
– ” الوردية ! الوردية ! الوردية يا أولادي ! في العائلات، في الأديرة، في الكنائس في المدارس والمستشفيات ! الوردية هي أجمل صلاة يُمكن أن تقدموها لي . إحملوا المسبحة حول أعناقكم، إحملوها في جيوبكم وحقائبكم ! إنّها وسيلة دفاعكم في وجه العدو المنظور وغير المنظور هي خلاصكم … ” (السيدة العذراء، ٦ سبتمبر سنة ١٩٦٩، سان داميانو ، إيطاليا) .
• الوردية سلاح ضدّ الأعداء :
– ” هذه الصلاة تكون لك سلاحاً تُقاوم به الأعداء المنظورين ، وغير المنظورين، وتكون عربون محبتي للمسيحيين … ” (السيدة العذراء للقديس عبد الأحد سنة ١٢١٣).
• الوردية لحماية لأطفال ، وشفاء المرضى، ونيل الميتة الصالحة .
– عوّدي الأطفال على تلاوة المسبحة، وضعي المسبحة تحت وسادة المريض، فيتوب ويحظى بميتة صالحة” (السيدة العذراء للقديسة أنجال مؤسسة راهبات “الأورسولين” سنة ١٥٣٥) .
– في الظهور الثاني في فاطيما (البرتغال)، طلبت العذراء من الأولاد الثلاثة أن يتلوا المسبحة الوردية بإيمانٍ وخشوع، وأن يُضيفوا إليها بعد ” المجد للآب … ” من كل سر هذه الصلاة : ” يا يسوع الحبيب إغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنم، وخُذ إلى السماء جميع النفوس، خصوصاً تلك التي هي بأكثر حاجة إلى رحمتك “. ( السيدة العذراء ١٣يونيو ١٩١٧ )
– “إيها الآباء والأمّهات، كرّسوا إلى قلبي جميع أولادكم ، حتى يعود إليهم الإيمان، والمحبة ، والعذوية ، والصفاء، والثبات حتى الموت . بثقةٍ وتواضعٍ ، صلّوا من أجل أولادكم، ضعوهم تحت حمايتي، لأنّي سأضعهم حولي بشدة كإكليل الوردية، حتى يفهموني ويُحبوني مدة حياتهم”. (السيدة العذراء، ٦ يوليو سنة ١٩٦٨ سان داميانو).
الوردية ، الوردية ، ثم الوردية . هذه الصلاة ليست حكراً على المتقدمين في السن ، ولا على أعضاء الأخويات المريمية ، أو الحركات والأنشطة الرسولية . إنّها محطة صلاة وتأمّل في مراحل حياة يسوع المخلّص مع أمّه مريم بدءاً من أسرار الفرح ، مروراً بأسرار النور والحزن ، وصولاً إلى أسرار المجد . لنحملها سلاحاً يحمينا من الشرور والتجارب ، ويُبارك عائلاتنا وأولادنا، وجميع المؤمنين ، بشفاعة والدة الله الإله الكلية القداسة.