اليوم الثاني والعشرون من الشهر المريمي
القديس ماكسيميليان كولبي والعذراء مريم :
ولد ماكسيميليان كولبي في بولونيا وكانت هذه مدينة صغيرة مرتبطة بروسيا القيصريّة . اتّصف بطبيعةٍ حيويّةٍ وعفويّةٍ وعنيدة ولم يسهّل كثيراً الحياة على والدته، في صغره. وهو في العاشرة من عمره ، كان يومياً يصلّي لأمّه السماويّة ، وفِي ذات يوم ، وبعد عملٍ طائشٍ ظهرت له مريم العذراء وقدّمت له تاجين، أحدهما أبيض والثاني أحمر رمزًا للنقاوة والشهادة ودعته ليختار، فما كان من الصبيّ إلاّ أن أختار الاثنين بدافعٍ من فضوله.
واتّخذ الولد رايموند ، في ذلك اليوم هذا القرار الشجاع بأن يصير أفضلَ ، ويومًا بعد يوم ، وضعت العذراء مريم طاقتَه الجيّاشة في مسارها الصحيح. دخل رايموند دير القدّيس فرنسيس في الثالثة عشرة من عمره ونذر باسم ماكسيميليان – ماري ثمّ غادر روسيا سرًّا ليلتحق بالجامعة الغريغوريّة الرومانيّة في رومة ، وأسّس فرسان الحبل بلا دنس التي ستشكّل رائعةَ حياته.
وسوف يواجه خدّام مريم هؤلاء من يعادون الله والكنيسة طيلة عمرهم، خصوصًا أنصار الماسونيّة في إيطاليا وبولونيا والعالم. كذلك، أنشأ الأب ماكسيميليان كولبي مجلّة فارس الحبل بلا دنس الشهريّة وتوجّه إلى اليابان ليقيم مدينةً ثانية لمريم العذراء بالقرب من ناغازاكي. ثمّ استقبلته الهند
وهناك رأى عمله لم يثمر ، وذلك بسبب السلّ الذي كان تسلّل إليه ونهش في جسمه. استدعي بعد ذلك إلى بولونيا وهناك بذل ذاته لقضيّة مُلْكِ مريم والدةِ الإله بربع رئةٍ فقط.
لجأ في عمله في حقل الأنجلة إلى الوسائل المختلفة بدءً بالكلمة وانتهاءً بالراديو والسينما والطائرة، مع أنّه شدّد على الدوام على أنّ السبيل الأنجح لإيصال البشرى هو المثل الصالح والصلاة والألم بحبّ. باختصار، الإظهار، في الحياة العمليّة، ما يجب على فارس الحبل بها بلا دنس، أن يكونه.
ثمّ رأته الحرب العالميّة الثانية، على رأس المنظّمة الكاثولكيّة الأبرز للنشر في بولونيا. قبل ماكسيميليان كولبي بصبرٍ وتسليمٍ بطوليّين ورائعين، دمار عمله كلّه على يد النازيّين . ولمّا حكم عليه بالأشغال الشاقّة في معسكر أوسشفيتز للموت، صار للسجناء معه، شعاعَ شمسٍ دافئ.
وفي العام ١٩٤١ توفّي القدّيس في قبو الجوع، عشيّة عيد انتقال السيّدة العذراء بعد أن قدّم حياته مقابل إعتاق رجلٍ، ربِّ عائلة ، حُكم عليه بالموت. لخّص ماكسيميليان كولبي معنى القداسة قائلاً : ” إذا أردتُ ما يريدهُ الله أكون قدّيساً “.