لا تستطيع أن تتخيل، عند إلقاء النظرة الأولى عليه، وهو ممسك بمقشته وينظف شارع المعز، أن هذا العامل البسيط يتقن ثلاث لغات واستبدل مقشته بـ١2ألف كتاب قرأهم على مدار حياته.
إنه شغوف بالقراءة وإلقاء الشعر، ولم يبالِ بكونه عامل نظافة بل استطاع تعليم نفسه ثلاث لغات من قراءة الكتب بتلك اللغات والتحدث إلى الأجانب من رواد شارع المعز فمن يملك الإرادة يستطيع فعل أي شيء ومن يملك الفكر السليم يخرج من الإطار التي فرضته عليه ظروفه فلم يستكمل تعليمه منذ ٢٥سنة ولكن استطاع إخضاع الظروف له وطوعها لإرادته.
فهذا الرجل الذي يبلغ من العمل 75 عامًا، يطوف شارع المعز ممسكا بمقشته ويجمع القمامة ويستعيد ذكرياته وسنوات عمره التي قضاها عامل قمامة، لعله ابتسم ابتسامة نصر على ظروفه التي كانت من الممكن أن تجعله عامل نظافة فقط، فقد رفضت أسرته استكمال تعليمة ولكنه لم يستسلم فشغفه بالتعليم وحب القراءة جعله يعلم نفسه بنفسه واستطاع قراءة كتب في جميع المجالات المختلفة وكان شغوف أيضا بالشعر فقرأ لكبار الشعراء حتى أتقن الشعر وبدأ في إلقاءة على المارة عندما يجمع القمامة، بل قرأ كتب بعدة لغات وعلم نفسة الفرنسية من الجرائد المختلفة فقد كان يشتري الجرائد الفرنسية ويسمع المارة من الأجانب حتى أتقن الفرنسية وأيضا أتقن الروسية والإنجليزية.
أثبت عم سعيد لنا أن العلم ليس بالشهادات، بل الإنسان هو من يملك إرادته فلو أراد لا توقفه الظروف، بل هو الذي يتحكم في ظروفه والإنسان بثقافته وإطلاعه ومحتوى عقله وشغفه بالمعرفة.