استقبل سامح شكري وزير الخارجية ظهر اليوم الخميس 10 مايو 2018 السيد ستيف بلوك وزير خارجية هولندا، الذي يقوم بزيارة إلي مصر حاليًا.
وفي تصريح للمستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أوضح أن شكري استهل المباحثات بتقديم التهنئة للوزير الهولندى على توليه منصبه فى مارس 2018، مشيرًا إلى العلاقات المتشعبة والممتدة بين البلدين والتي تعود بدايتها إلى عشرينيات القرن الماضي، مؤكدًا علي أهمية الإرتقاء بها من خلال تكثيف الزيارات المتبادلة والتشاور والتنسيق ثنائياً وإقليميًا. كما رحب الوزيران بعقد الجولة الثالثة من المشاورات السياسية على مستوى كبار المسئولين في القاهرة خلال يونيو 2018 باعتبارها فرصة مناسبة لمراجعة مختلف أوجه التعاون الثنائى وتوسيع نطاقه ومناقشة الشواغل المتبادلة بين الجانبين.
وأضاف أبو زيد أن وزير الخارجية أكد خلال اللقاء علي تطلع مصر لتطوير التعاون فى المجالات الاقتصادية مع هولندا، حيث بلغت قيمة التبادل التجارى بين البلدين في عام 2017 نحو 1.6 مليار يورو، كما تأتي هولندا في المرتبة الخامسة في قائمة الدول الأجنبية المستثمرة في مصر، باستثمارات تتجاوز 4.5 مليار دولار في 567 مشروعــــاً في القطاعات المختلفة، مع الإشادة بأداء الشركات الهولندية العاملة في مصر.
واستعرض وزير الخارجية في هذا الصدد التحسن الكبير في مؤشرات أداء الاقتصاد المصري وما يحظي به من إشادة كبيرة من مؤسسات التصنيف والتمويل الدولية، بالإضافة إلى مختلف جوانب برنامج الاصلاح الاقتصادى والاجتماعى وما يتم تحقيقه من إنجازات على هذا المسار، مقدمًا الدعوة إلي الشركات الهولندية للإستفادة من التسهيلات التى تقدمها مصر للإستثمار في المشروعات القومية العملاقة، خاصة المنطقة الاقتصادية لتنمية محور قناة السويس، مع التطلع للاستفادة من الخبرة الهولندية المتميزة في إدارة الموانئ وتقديم الخدمات اللوجستية.
وأردف أبو زيد، أن الوزير شكري أعرب من ناحية أخرى عن تطلع مصر لأن يتفهم الشركاء الأوروبيون طبيعة التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجهها البلاد داخليًا في ظل مواجهة الإرهاب في سيناء وضبط الحدود الممتدة مع ليبيا، فضلاً عن حالة الفوضى وانهيار مؤسسات الدولة في عدد من دول المنطقة، وما تبذله الحكومة المصرية من جهود حثيثة للحفاظ على كيان الدولة الوطنية كركيزة للاستقرار في المنطقة والحيلولة دون انتشار وتمدد الجماعات الإرهابية.
من جانبه، أعرب وزير خارجية هولندا عن سعادته بتنامي التعاون بين مصر وهولندا فى كثير من المجالات، وامتنانه لأول زيارة يقوم بها إلى مصر عقب توليه المنصب، مشيرًا إلى أن هولندا تثمن عالياً مكانة مصر الإقليمية والدولية ودورها المؤثر والفعال في تعزيز السلام والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط. وفي هذا الصدد، أهتم الوزير الهولندي بالاستماع لتقييم وزير الخارجية للأوضاع فى الأراضى الفلسطينية، وكذلك فيما يتعلق بالتطورات في سوريا وليبيا، لافتًا إلي أن بلاده تنظر لمصر باعتبارها حجر زاوية في الإطار الإقليمي، فضلاً عن كونها من الشركاء المهمين في مجالات الاستثمار والتجارة وإدارة المياه والزراعة ومكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى النقل والطاقة والبنية التحتية.
وأضاف ابو زيد، بأن المباحثات تناولت أيضًا علاقات مصر مع الاتحاد الأوروبى، وتقييم الجهود الدولية فى مجال مكافحة الارهاب، حيث حرص وزير الخارجية على نقل مختلف عناصر الرؤية المصرية في هذا الإطار، مؤكدًا على أن مصر ستستمر في جهودها لإقتلاع كامل جذور الإرهاب من أراضيها، وستستمر في التنسيق والتعاون مع أصدقائها على مستوى العالم نحو تحقيق هذا الهدف الجماعي.