يبدو أن موهبتة الفنية قد بذغت منذ نعومة أظافره ..صغيرا غضا سرعان مالمعت عيناه ببريق خاص ليكتشف والدة هذا الشعاع النوراني للموهبة الولودة التي أشرقت، أخذ الاب ورقة وخط بالقلم الرصاص ليرسم خطوط لبعض الأشكال أمام طفله ذو السنوات السبع، هذه شجرة وهذة تفاحة وتلك سيارة، فأحب الصغير تلك الأشياء التي يبدو أنها نقلت إليه بعض أمور الحياة عبر خطوط القلم الرصاص والظلال فاشاعت بداخل نفسه البهجة فارتبط بها وداعبت مخيلتة.
“مينا حازم” ذو ال 19 والطالب بجامعة أسيوط تدعى بالقول في الصف الثانية بالمدرسة الابتدائية تلقائيا قمت برسم مدرسة الفصل وهي تشرح الدرس، لازلت أتذكر جيدا أنني رسمت ملامح وجهها تفصيليا وبدقة متناهية ومن هنا بدات كل المدرسة بطلابها ومدرسيها يتعرفون على موهبتي ووقتئذ سمحت لي مدرستي بأن اجري لقاءا خاصا مع القناة التلفزيونية السابعة رسمت فيه وجوه معظم مدرسي مدرستي . . لا أنسى دور المدرسة في ذلك الوقت في تشجيع وتنمية موهبتي فقامت بوضع اسمي على رأس قائمة المشاركين في معظم المسابقات الفنية سواء على مستوى المدرسة أو الإدارة أو المحافظة .. أذكر أنني في الأغلب كنت أفوز بالمركز الأول أو مراكز متقدمة وكانوا يأخذون أعمالي الفنية لتعلق على الجدران أو على الأعمدة في فناء المدرسة .
يستكمل “مينا” بالقول :عندما التحقت بمرحلتي التعليم الاعدادي والثانوي بدأت المح تشجيعا سواء من زملائي ومن مدرسي التربية الفنية، وأذكر ان بعض الأساتذة اهداني بعض الكتب التي كان لها الفضل في صقل وتنمية موهبتي الفنية، انجذبت وبشدة إلى البورترية ووجدت قلمي الرصاص وخطوطي والألوان تطاوعانني في هذا الاتجاه، وتسلل هذا الشق الفني ليصبح جزءا أساسيا في خريطة يومي أكثر من الطعام والشراب، وأصبح زملائي يقرنون اسمي بتفوقي في فن التدقيق في رسم الوجوه.
وأضاف: في الحقيقة لم تتح لي الفرصة لتدعيم موهبتي بالدراسات اللازمة أو حضور ورش العمل في هذا المجال لكنني لم أتوانى عن المتابعة ورصد كل جديد في العالم والتعلم عبر الإنترنت .
وقال: لم تخذلني موهبتي فكنت أصادق فني وشخصياتي وسط ضغوط الحياة وساعات الإحباط وقسوة أيام اليأس، عشت مع فني حتى تنقشع الغيوم وتشرق الشمس، ثابرت وكافحت .. كنت اشتري أدوات الرسم والتي ارتفعت أسعارها جدا من مصروفي الخاص تفهمت بدقة تدرجات الألوان وانعكاساتها على الوجوه واسترق للتفاصيل الدقبقة في لوحاتي ومن وجوه مدرسين المدرسة إلى النجوم والمشاهير .
وعندما التحقت بجامعة أسيوط قفزت بلوحاتي إلى رحاب الجامعة وتم تكريمي لفوزي بالمركز الأول أو الثاني في مسابقات فنية على مستوى الجامعة. والمهم كيفية تنظيم الوقت ما بين دراستي ومحاضراتي، وممارست موهبتي .
وأخيرا يقول الطالب مينا حازم: لازال لدى الكثير مما احب أن اخطة في لوحاتي فأنا أعشق أن أرسم بورتريهات لكبار السن، وأحب أن أكون اكثر تعمقا في خطوط تجاعيد الوجة وملامح السنين، والوجوه البريئة للأطفال وتموجات الشعر وخطوط الرسم على النسيج، وأتمنى أن أجد فرصتي الذهبية بأن يتبنى أحد قصور الثقافة تلك المواهب الشابة ويفتح إحدى صالات المعارض لمثل هذة العروض الفنية ليشترك فيها الموهوبين لتكون طاقة أمل وتفتح أمامهم ابواب المستقبل نحو عالم من الفن والسحر والجمال .