غدأ الخميس أول أيام شهر رمضان الكريم ،والذي يقترن دوماً في ذاكرة المصريين بمختلف طوائفهم بوصفات الطعام المتنوعة ، وبأحلى واشهى الأكلات، والتي توارثها المصريين عبر الأجيال والتي أصبحت اليوم أكلات عالمية، يعرفها كل العالم.
ولكن هل سئلت نفسك يوماً من أول من صنع هذا الطعام الشهي، وكيف تطور حتى وصل إلى هذا الشكل المبدع.
نبداْ اولاً بـ «الكنافة».. والتي يُحكى “وإن وتعددت الحكاوي”، أن منشأها في البداية، يرجع إلى ابتكارها كإحدى أنواع الحلوى الجديدة في الشام، حيث تقول الروايات أن أهل الشام هم أول من اخترع الكنافة، وقدموها خصيصًا لـ شخص يدعي بـ «معاوية ».
وفي إحدى الروايات، تُنسب الكنافة بـ معاوية، حيث سُميت مُقترنة باسمه لفترة من الزمن، «كنافة معاوية»، وذلك لأن الرواية يزعم بأنه أول من صنعها من العرب، ولأن معاوية كان كثير الميل إلى الأكل ويعاني الجوع الشديد في شهر رمصان ، فتقدم بشكوى إلى الطبيب الخاص به، حتى وصف له الأخير وصفة الكنافة، وصرح له بأن يتناولها في السحور لكي تمنع عنه الجوع طوال الصيام.
لنجد بين أيدينا، رواية جديدة، تقول أن الكنافة تعود إلى المماليك، واصلها يرجع إلى العصر الفاطمي، وأن المصريين عرفوها قبل بلاد الشام، وخاصة وقتما دخل الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، القاهرة، في شهر رمضان.
فخرج الأهالي يستقبلونه بعد الإفطار، مًلهفين على تقديم الهدايا له، وكانت إحدى الهدايا المقدمة طبق الكنافة، باعتبارها من مظاهر التكريم.
وتروي الرواية ذاتها، أنه بعد ذلك انتقلت الكنافة لأهل الشام عن طريق التجار، وهناك ابتدعو صانعو الحلوى بالشام، طرق أخرى لصناعة الكنافة غير التي تفنن بها المصريون، حيث أضافوا لها الجبن، وأطلقوا عليها نابلسية، وذلك نسبة لصانعوها من مدينة نابلس، كما أضافوا لها الفستق وأشياء أخرى.
والكنافة أنواع الأول يُسمى «شعر»، وذلك لخيوط الكنافة الرفيعة تماماً مثل الشعر وتُستخدم فيه الآلة ويُطلق عليها «كنافة ماكينة».
والنوع الثاني «كنافة يدوي» وهي التي تعتمد علي الطريقة التقليدية من خلال الوعاء ذي الثقوب، ويُطلق عليها «كنافة بلدي»، ورغم سيطرة التكنولوجيا علي عمل الكنافة، إلا أن هناك عدداً من الصناع مازال محتفظ بالطريقة القديمة لعمل الكنافة البلدي.
ومع تطور صناعة الحلوى أصبحت علماً يُدرس في مختلف الجامعات ولا تزال الكنافة والقطايف من الأكلات المحببة لكثير من الشرقيين، وقد فرضت الكنافة سيطرتها على الشعراء فجاء شعرهم لها وصفاً وإعجاباً، حتى إن بعض شعراء العرب نظموا فيهما الشعر
ثانيا: القطائف ..والتي يرجع المؤرخون أصل تسميتها إلي تشابه ملمسها مع ملمس قماش القطيفة وقيل أيضاً إنه عندما قدمت إبان العصر المملوكي اتخذت هذا الاسم، وذلك حين قدمت كفطيرة محشوة ليقطفها الضيوف فلقبت فطيرة القطف، ثم تحول الاسم عن طريق دخول العامية فتحولت إلى «قطايف».
ويرى البعض أن القطايف أسبق اكتشافاً من الكنافة حيث تعود إلى أواخر العهد الأموي وأول العباسي، وفي روايات أخرى أنها تعود إلي العصر الفاطمي وقيل بل يرجع تاريخ صنعها إلي العهد المملوكي، حيث كان يتنافس صناع الحلوى لتقديم ما هو أطيب، فابتكر أحدهم فطيرة محشوة بالمكسرات وقدمها بشكل جميل مزينة في صحن كبير ليقطفها الضيوف.