بدأ اليوم شهر رمضان ، وتبدأ معه الأيام الكريمة التي يتضافر فيها نسيج الشعب المصري بمسيحييه ومسلميه تحت شعارًا حيًا أطلقوه في فجر الثورات المصرية “يحيا الهلال مع الصليب”؛ ليكون منهجًا حيًا بالفطره كان غريزة في قلب الشعب المصري وبقى حتى الآن.
وليس من الغريب أن نجد الكنيسة في مصر تستعد هي الآخرى لاستقبال رمضان لتكون هي أول المبادرين للمشاركة في فعاليات هذا الشهر الكريم، من بداية رفع لافتات التهاني بحلول الشهر الكريم وتوزيع كارتونة رمضان- كارتونة بها مختلف المنتجات التمونية الغذائية- على الأسر متعسرة الحال، وحتى تنظيمها لبعض مؤائد الإفطارالتي تستمر طوال شهر رمضان في مختلف الأحياء بمحافظات مصر.
هذا بالإضافة إلى إقامة المؤائد الرمضانية التي تنظمها قيادات الكنيسة بمختلف طوائفها؛ لتضم القيادات الشعبية والأمنية وقادة الرأي العام والإعلام توكيدًا على توطيد أواصر المحبة والسلام؛ تلك الصورة التي لم تشاهد ملامح المحبة والمودة الحقيقة بين طوائف الشعب الواحد إلا في مصر.
“المركز الكاثوليكي يستعد لشهر رمضان”
وقد أكد الأب بطرس دانيال، رئيس المركز الكاثوليكي للسينما، في تصريحه الخاص لـ”وطني نت”، على صدق هذه المحبة التي يحرص كل عام أن يقود مبادرات خاصة بهذا الشهر الكريم، وقال:” لقد قمنا بزيارة إلى مستشفى علاج مرض السرطان للإطفال 57357، مع قيادات الشرطة والجيش المصرية، وقمنا بوضع الزينة الرمضانية بالمشاركة مع الأطفال، في مناخ يسوده المحبة والتفاؤل، وكانت هذة الزيارة التي قمنا بها في الأسبوع الماضي قد تركت آثرأ طيبًا في نفوس كل المشاركين دعمت وحدتنا خاصة في وقت الأزمات، كما أنه سوف نقوم في الأيام القادمة بزيارة محاقظة أسيوط لنقوم بعدة أنشطة من زيارة مرضى وتشجيع المواهب الفنية، وذلك بمشاركة مجمعة من الفنانين المصرين”.
“الفرق الكشفية تجهز شنط رمضان”
و شاركت مجموعة اللوتس الكشفية لكنائس حي حدائق القبة في حملة إفطار ١٠ مليون صائم ، والتي تطلقها مؤسسة مصر الخير، وذلك بمباركة نيافة الأنبا ماركوس الأسقف العام والمسئول عن كنائس حدائق القبة، والقس رفائيل المشرف على مجموعة اللوتس الكشفية.
قام القادة المشاركين بتعبئة ٨٥٥ كرتونة، وتحتوي كل كرتونة على ٢٥ كيلو من المواد الغذائية، ومن المقرر توزيعهم على جميع محافظات مصر، وسيقوم بالتوزيع قطاع الكشافة والمرشدات “وهم أولاد وبنات المرحلة الإعدادية بالفرق الكشفية”.
شارك باليوم ٣٥ قائد وقائدة من المجموعات الكشفية لكنائس حي حدائق القبة وهم “كنيسة دميانة الوايلي، كنيسة السيدة العذراء بالمليحة، كنيسة السيدة العذراء بالأميرية، كنيسة مار جرجس حمامات القبة، كنيسة مارجرجس منشية الصدر”، بقيادة كل من القائد ساهر سمير والقائد هاني نصيف والقائد يوسف نبيل.
“بداية تقليد موائد الإفطار بالكنيسة الأرثوذكسية”
لقد دشن مثلث الرحمات” البابا شنودة الثالث” تقليداً في رمضان، حيث كان ينظم “موائد الرحمن ” وكان يطلق عليها اسم” موائد الوحدة الوطنية”.
وكانت أول مائدة “وحدة وطنية” عام 1985، ذلك عقب قرار الرئيس الراحل أنور السادات بعزل البابا شنودة في دير وداي النطرون، وتشكيل لجنة خماسية من الأساقفة لتدير شئون الكنيسة.
كان يدعو فيها كبار رجال الدولة من السياسيين ورجال الإعلام والأعمال والقيادات المسيحية والإسلامية كان الهدف منها هو تحسين العلاقة بين الدولة والشعب.
وحين عاد البابا شنودة الثالث من منفاه في الدير، استمر ذلك الإفطار في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية, وطور البابا شنودة فكرة الموائد ودعا للتوسع في إقامتها ، لتمتد إلى كل إيبارشيات الجمهورية.
وكتب البابا في جريدة الأهرام عن أول مأدبة إفطار وطنية من هذا النوع، إذ امتلأت القاعة في المقر البابوي بـ150 ضيفاً مسلماً.
وعلى المستوى الرسمي فأرسل بطاركة الكنائس بمصر رسائل تهنئة للرئيس السيسي والشعب المصري بمناسبة قدوم شهر رمضان الكريم.