منذ مطلع شهر رمضان المعظم بدأت بعض القنوات الفضائية المصرية عرض مسلسل مصري بعنوان “أبوعمر المصري” عد أن تم الترويج له بصورة عكست إصرار البعض علي اختلاق وتكريس صورة نمطية سالبة تلصق تهمة الإرهاب ببعض المواطنين المصريين المقيمين أو الزائرين للسودان. وقد سعى القائمون على المسلسل لإيهام المتابعين بأن بعض أجزاء السودان كانت مسرحاً لبعض أحداث المسلسل، واستخدمت العديد من الوسائل كلوحات السيارات السودانية التي تعد رمزًا سياديًا لا يجوز التعامل به إلا بعد الحصول علي موافقة من السلطات السودانية المختصة.
إن هذا العمل المسئ للشعبين الشقيقين قد أساء بوجه خاص للوجود المسالم للمواطنين المصريين بالسودان، والذين هم موجودون بعلم السلطات المصرية وفقاً لإتفاق تسهيل حركة المواطنين بين البلدين الشقيقين، إذ أن هناك ثمان رحلات جوية يومية وأكثر من خمسين رحلة يومية للبصات والمركبات بين البلدين.ولم يثبت تورط أي مواطن مصري مقيم بالسودان في أي حوادث إرهابية.
كما إن هناك تنسيق أمني كبير بين الأجهزة العسكرية والأمنية والشرطية في البلدين وذلك وفقاً للإتفاق بينهما والذي لا يسمح بأي نشاط وأعمال عدائية من أي بلد تجاه البلد الآخر.
كما إن هناك تعاون مستمر بين السفارة السودانية بالقاهرة ووزارة الخارجية المصرية وكذلك بين السفارة المصرية بالخرطوم ووزارة الخارجية السودانية.
وقد إنعقدت في السابع والثامن من مايو الجاري الدورة العاشرة للجنة المنافذ المشتركة بين البلدين برئاسة وكيل وزارة خارجية السودان ومستشار وزير التعاون الدولي المصري. وقد سبق وأن أشاد فخامة الرئيس عمر البشير وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال لقائهما في مارس الماضي بأعمال هذه اللجنة التي تعمل على تسهيل حركة الركاب والسلع والبضائع والخدمات بين البلدين. كما تجري المشاورات لعقد الدورة الخامسة للجنة القنصلية بين البلدين في القاهرة قريبًا.
كل ذلك يثبت إهتمام قيادتي وحكومتي البلدين بتسهيل حركة المواطنين لتعزيز العلاقات الإقتصادية والثقافية والإجتماعية بين البلدين الشقيقين.
إن هذا المسلسل المسئ للمواطنين المصريين القادمين والمقيمين بالسودان ما هو إلا محاولة عبثية لضرب الثقة وشل التواصل بين الشعبين الشقيقين ومن المؤكد أن مصير هذه المحاولة البائسة الفشل الذريع.
ونشير هنا إلى أن السيد وزير الخارجية، السفير محمد عبدالله ادريس كان قد تناول أمر هذا المسلسل الردئ، وطلب إيقاف محاولات العبث والتشكيك في علاقات البلدين الشقيقين، وذلك خلال لقائه مع السيد وزير الخارجية المصري السفير سامح شكري منتصف شهر مايو الجاري بأديس ابابا. وفي ذات السياق قدمت سفارتنا بالقاهرة احتجاجاً رسمياً لدي وزارة الخارجية المصرية.
وقد استدعت الوزارة يوم 16 مايو الجاري السفير المصري بالخرطوم وأبلغت سفارته احتجاجًا رسميًا كما سلمت مذكرة بذلك لسلطات بلده .
إن وزارة الخارجية تطلب إلى السلطات المصرية المعنية المبادرة لاتخاذ قرار مناسب يضع حدًا أمام محاولات البعض العبث بمصالح ومكتسبات البلدين الشقيقين.
السفير قريب الله الخضر
الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية
صدر في يوم 2018/5/19