نظم وفد الاتحاد الأوروبي بمصر احتفالاً كبيراً مساء أمس الأربعاء 9 مايو بأحد الفنادق الكبرى بالقاهرة بمناسبة “يوم أوروبا” وذلك تخليداً لذكرى إعلان شومان في نفس اليوم من عام 1950، والذي مهد الطريق لاتحاد الدول الأوروبية، وقد شارك في الحفل لفيف من كبار المسئولين والشخصيات العامة من مختلف أطياف المجتمع وعدد كبير من السفراء والدبلوماسيين الأجانب في مصر والإعلاميين .
وقد بدأ الاحتفال بعزف السلام الوطني، حيث أدت السوبرانو جيهان فايد وكورال مدرسة كونكورديا الفرنسية الدولية النشيد الوطني لمصر والاتحاد الأوروبي. كما أدت فرقة مصرية لموسيقى الجاز العديد من مقطوعات الموسيقى الشرقية والغربية طوال الحفل.
وقد ألقى سفير الاتحاد الأوروبي بمصر، إيفان سوركوش Ivan Surkoš ، كلمة بهذه المناسبة قال فيها: إن يوم 9 مايو هو مناسبة للاحتفال بالسلام والوحدة والازدهار في أوروبا، حيث أصبح الاتحاد الأوروبي لا غنى عنه في عالم اليوم أكثر من أي وقت مضى، ليس فقط للمواطنين الأوروبيين فحسب، بل أيضا للشركاء الذين يرغبون في العمل المشترك مع الاتحاد الأوربي لتعزيز التنمية المستدامة والتجارة الحرة وحقوق الإنسان والديمقراطية والسلام.
وأكد السفير سوركوش على الشراكة الاستراتيجية بين الاتحاد الأوروبي ومصر معربا عن سعادته لعمق العمل المشترك بين الجانبين. وأشار إلى عقد مجلس الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ومصر في يوليو العام الماضي؛ حيث تم إقرار أولويات الشراكة بين الجانبين للأعوام 2017 إلى 2020، والتي تهدف إلى معالجة التحديات المشتركة، وتعزيز الاهتمامات المتبادلة، وضمان استقرار طويل الأمد على جانبي المتوسط.
وقال السفير: إننا تسترشد أولويات الشراكة بالالتزام المشترك نحو القيم العالمية للديمقراطية، وسيادة القانون، واحترام حقوق الإنسان. وتشتمل أولويات الشراكة على ثلاثة مجالات رئيسية؛ هي: اقتصاد عصري مستدام لمصر وتنمية اجتماعية، والشراكة في السياسة الخارجية، وتعزيز الاستقرار .
وأكد السفير “سوركوش” على فوائد التعاون بين الاتحاد الأوروبي ومصر، مشيراً إلى أن الاتحاد حافظ على موقعه كأكبر مستثمر أجنبي وشريك تجاري لمصر.
وأوضح أنه قام منذ بداية عمله ممثلا للاتحاد الأوروبي لدى مصر بزيارة العديد من المشروعات التي يمولها الاتحاد بمختلف أنحاء مصر؛ وقال أنه رأى التأثير الإيجابي لتلك المشروعات على حياة الناس، مثل مشروع دعم صغار المزارعين لتحسين طرق تعبئة وتخزين منتجاتهم للتصدير، ودعم الأسر الأكثر احتياجا كي يرسلوا أبنائهم للمدارس، وتوفير الأدوات والسبل لرواد الأعمال للنجاح والازدهار.
ويبلغ حجم المنح المقدمة من الاتحاد الأوروبي للمشروعات الجاري تنفيذها في مصر مليار و300 مليون يورو، 40% منها موجهة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بما فيها خلق فرص عمل جديدة، و 54% للبنية التحتية في الطاقة المتجددة والمياه والصرف الصحي والبيئة، و 6% مخصصة لدعم تحسين الحوكمة وحقوق الإنسان والعدالة والإدارة العامة.
واختتم سفير الاتحاد الأوروبي بمصر كلمته قائلا “يتوقع الأوروبيون والمصريون الكثير من قادتهم ومنّا. كلي ثقة في أننا سنتمكن من تحقيق تطلعات شعوبنا من خلال الشراكة الاستراتيجية بين الاتحاد الأوروبي ومصر، وعبر النقاش المفتوح بيننا حول مختلف القضايا؛ بما فيها حقوق الإنسان”.
هذا وقد تضمن الاحتفال أيضًا عرض لمنتجات حرف يدوية لمنظمات مجتمع مدني من شمال سيناء وقنا وسوهاج والوادي الجديد والقاهرة ، والتي استفادت من مشروع البرنامج العاجل للاستثمار في التشغيل كثيف العمالة الممول من الاتحاد الأوروبي.
جدير بالذكر أنه في التاسع من مايو قبل ثمانية وستين عاما، اقترح وزير الخارجية الفرنسي آنذاك روبرت شومان إنشاء هيئة مشتركة للإشراف على الانتاج الفرنسي والألماني من الفحم والفولاذ وأطلق بذلك مشروعا طموحا بارزا حدد مسار التاريخ الأوروبي وأعاد رسم مكانة أوروبا في العالم. ولذا يحتفل الاتحاد الأوروبي سنويا في التاسع من مايو بيوم أوروبا والذي يخلد ذكرى إعلان شومان.