اقامت بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمصر بالتعاون مع الجمعية المصرية للهلال الأحمر احتفالاً بمناسبة اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر.
يأتي الاحتفال في ذكرى ميلاد مؤسس الجمعية الدولية للصليب الأحمر هنري دونان يوم ٨ مايو. حيث يُحتفى في هذا اليوم بشجاعة وتفاني المتطوعين والموظفين حول العالم. ويوافق عام ٢٠١٨ذكرى مرور ١٩٠ عام على ميلاد السيد دونان، وهو رقم يماثل عدد الجمعيات الوطنية المئة والتسعين التي تباشر تقديم المساعدات الانسانية يوميا في مختلف المجتمعات حول العالم.
بدأ الاحتفال بمسيرة جابت الشوارع المحيطة بمقر الجمعية الوطنية للهلال الاحمر بمدينة نصر. تلاها كلمات للأمين العام للهلال الأحمر المصري مؤمنة كامل، ومدير بعثة اللجنة الدولية للصليب الاحمر رونالد أوفترينجر، و د. أمال إمام مدير إدارة الشباب وتنمية التطوع. ثم تم عرض فيديوهات عن عمل الهلال الأحمر المصري وكلمات للفنانين محمد هنيدي وأكرم حسني لدعم وشكر متطوعي الهلال الأحمر المصري. ثم اغاني متنوعة قدمتها الفنانة ياسمين علي، أعقبه تكريم لكل المتطوعين بالجمعية الوطنية للهلال الاحمر.
قالت مؤمنة كامل: “إن كان هذا اليوم هو يوم نتذكر فيه أول متطوع في التاريخ الحديث “هنري دونان”، فإنه اليوم ذاته الذي نرسل فيه تحية تقدير وعرفان لكل متطوع بالصليب الأحمر والهلال الأحمر في كل بقعة صراع أو حرب أو أزمة في أي مكان في العالم ، وتحية خاصة لمتطوعي الهلال الأحمر المصري وهم دائما في طليعة الراسمين بسمة على وجوه كل من يحتاج مساعدة.”
وأشارت “كامل” إلى أن الهلال الأحمر المصري تأسس منذ أكثر من مائة عام كجزء من الحركة الدولية للصليب الأحمر ، كمؤسسة رائدة في العمل الإنساني والمجتمعي في مصر.
وتابعت: “سننتهز اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، بل وعام 2018 بأكمله، للاحتفاء بقوة شبكتنا العالمية ومدى الانتشار الذي حققته، ومساهمات 14 مليون متطوع و450,000 موظف تقريبًا حول العالم يحشدون الطاقة الإنسانية لإنقاذ البشر وتخفيف معاناتهم.”
وأضافت: ” من خلال تحديات العمل الإنساني تجد إن مقومات النجاح تقوم على العمل المؤسسي وليس فقط التضامن فيجب أن يكون عمل مؤسسي وله دراسة جدوى لإنجاح وصول كل تلك الخدمات لمحتاجيها في أقل وقت وفي الوقت المناسب وبأقل تكلفة. ويجب أن يكون هناك تقييم مؤسسي يستند على مؤشرات علمية وملموسة.”
وأشار رونالد أوفترينجر –في حديث خاص مع وطني- إلى أنه في بداية أحداث 2011 عرضت اللجنة الدولية خدماتها على المؤسسات المختلفة وعلى شريكها الهلال الأحمر المصري. هذه المبادرة أدت إلى تأسيس فرقة التدخل الطوارئ للهلال الأحمر المصري. واللجنة الدولية ساهمت في تدريب هذه الفرق من سنة إلى سنة. الآن يوجد لدى الهلال الأحمر عدد ملحوظ من هذه الفرق، وهي تقوم بالتدخل أثناء أحداث متتالية في مصر. وأيضًا قمنا بتعاون مع مستشفيات حكومية مع وزارة الصحة لتقديم الخدمات الطبية والصحية للسلطات العسكرية كلها لتحسين الاستجابة لأحداث عنف تولد عددا كبيراً من الضحايا على المستوى الوطني. نقوم أيضًا بتدريس ونشر مبادئ القانون الدولي الإنساني مع بعض الفاعلين فيما يتعلق ببعض القواعد لعمليات انفاذ القانون.
وفيما يتعلق بالدول المجاورة، نحن نساعد أحيانًا بشكل مباشر ولكن يجب أن نشير إلى أن عملياتنا في بلاد مثل سوريا والعراق واليمن هي أكبر بكثير من انشطتنا في مصر. فهناك مئات من الموظفين الدوليين والمحليين في سوريا والتي تعتبر اكبر عملية دولية في نطاق العالمي، هذه الأنشطة هي فعلا كبيرة وهي موجودة بحد ذاتها. لكن بالنسبة لقطاع غزة فالوضع يختلف أحيانًا، فعندما تتصاعد الأحداث العدائية مثلما حدث في 2009 و 2014 وبالتعاون مع الحكومة المصرية والهلال الأحمر المصري ببعض الأنشطة تم الإجلاء من قطاع غزة أو جلب المساعدات الإنسانية عن طريق مصر إلى القطاع.
ولفت اوفترينجر إلى أن الشعارات المعترف بها بالنسبة للجنة الدولية للصليب الاحمر والجمعيات الوطنية المتعاونة معها هو الصليب الاحمر والهلال الاحمر وهما رموز ليست ذات دلالات دينية بل تاريخية. وقامت اللجنة الدولية منذ سنوات بمبادرة لشارة إضافية وتم تبني البروتوكول الثالث، للإشارة الثالثة وهي الماسة الحمراء وهي موجودة الان لكن لم يتم تبنيها من أي جمعية وطنية.
وفيما أوضحت د. أمال إمام مدير إدارة الشباب وتنمية التطوع “لوطني” أن عدد المتطوعين دائمًا ما يزداد في أوقات الأزمات والكوارث، وذلك لأن المهام الخاصة التي يقوم بها متطوعي الهلال الأحمر المصري في الكوارث تدفع الشباب ممن لديهم رغبة واستعداد للعمل الإنساني في التقدم للعمل تحت لواء الهلال الأحمر. يكون لها دور كبير جدًا في تواجد عدد كبير من المتطوعين ممن لهم استعداد ومدربين للعمل في أوقات الأزمات والكوارث.
وعلى الجانب الآخر نحن نهتم بتوعية المتطوعين بحيث يصبحوا مؤهلين ومستعدين سواء على المستوى الشخصي (بناء شخصيتهم ليكونوا قادة) وعلى المستوى العملي ليكونوا مستعدين للعمل مع أي سيناريو للطوارئ ، مثل فرق تخصصية فرق للطوارئ فرق الدعم النفسي فرق خدمات الطوارئ فريق الهجرة
يذّكر أن جون هنري دونان ولد في 8 مايو 1828 في جنيف بسويسرا. وقام بتأسيس اللجنة الدولية للصليب الحمر بعد مشاهدته لأحداث موقعة سولفرينو الدامية والتي نشبت عام 1859 بين الإيطاليين والفرنسيين وبين الإمبراطورية النمساوية، فنشر كتاب تذكار سولفرينو عام 1862 ثم تنقل بين عواصم أوروبية للتحدث بشأن عقد معاهدة دولية لضمان تقديم رعاية انسانية افضل للجرحى، وهو الأمر الذي شكل نواة للكثيرين للعمل في تأسيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر.