أصدر الباحث المهندس نجاتي ناجي أنطاكية, كتابة الجديد عن الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية فمن المعروف أن الكرسي الرسولي بالإسكندرية مقر كرسي مارمرقس هو من أقدم المراكز الرسولية بعد أورشليم وأنطاكية لم يأخذ حقة من البحث والدراسة ولكن في هذا الكتاب الذي يعد تحفة تاريخية ومعمارية يتحدث المهندس نجاتي عن تاريخ الكرسي الإسكندري في مجمل حديثة عن الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية
والكتاب عبارة عن أربعة أبواب يتحدث فيهم المؤلف عن مارمرقس وتأسيس كرسية بالإسكندرية في الباب الأول أما الباب الثاني فيتحدث فية عن الكاتدرائية من الناحية التاريخية وفي الباب الثالث يتحدث فية عن الكاتدرائية من الناحية المعمارية والفنية ويستمر الحديث عن الناحية الفنية في الباب الرابع أيضا ويتجلى مجهود المؤلف في الملاحق الأخيرة والكتالوج المصور والذي يتضح فيهم مدى المجهود الذي بذلة المؤلف لتوثيق الكلمات بالصور والتي تكشف مدى الجمال في هذا الصرح الذي لايعرفة الكثيرون
ويقول الباحث المهندس نجاتي ناجي عن الكتاب
الكاتدرائية المرقسية هي كرسي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وهي الكنيسة الوحيدة التي ذكرت عنها نبوة بالعهد القديم
“في ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر وعمود للرب عند تخمها “(اش19:19)
وقد تحققت هذة النبوة بتجسد اقنوم الابن من العذراء وأقاما في جبل قسقام أثناء الفترة التي قضيتها العائلة المقدسة في مصر بناء على أمر الملاك ليوسف النجار “وبعدما انصرفوا إذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلا ” قم وخذ الصبي وأمة واهرب إلى مصر وكن هناك حتى أقول لك لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكة ” (مت 2:13-14)
وبقيت العائلة المقدسة في مصر مدة تزيد عن ثلاث سنوات ونصف “وكان هناك إلى وفاة هيرودس لكي يتم ماقيل من الرب بالنبي القائل : من مصر دعوت ابني “(مت15:2)
جبل قسقام حيث “الدير المحرق” هو في منتصف أرض مصر فعلا بين الشمال والجنوب والعمود على تخمها أي “حدودها الغربية ” وهي الإسكندرية حيث حضر كاروز الديار المصرية “القديس مارمرقس “وأسس الكنيسة القبطية بها وتميزت مصر بأنها الكنيسة الوحيدة التي ذكرت في الكتاب المقدس رغم أن كنيستا أورشليم وأنطاكية قد سبقاها ولذلك نرى أنه وجب علينا تعريف العالم بمكانة كنيسة الإسكندرية وتاريخها.
ويقول القمص اثناسيوس ميخائيل مكرم مدرس التاريخ الكنسي بكليات اللاهوت في تقديمة للكتاب
سعدت كثيرا أن أجد من أبناء الكنيسة البررة من يبحث بجدية عن صفات التاريخ المنسي والذي أغفلة كثيرون من المؤرخين ربما يكون سهوا أو أحيانا عمد وبالأخص تاريخ كنائسنا القبطية الكائنة والتي اندثرت مبانيها بفعل الاضطهاد خلال العصور المظلمة لحكام ملأهم الحقد ولكن إن سكت هؤلاء فالحجارة تنطق
ولكي أكون منصفا ومدرسا للتاريخ الكنسي لا أنسى ذكر “أبو صالح الأرمني” الذي كتب عن الديارات والكنائس كما لا أغفل دور المؤرخ العظيم “الفريد بتلر” الذي كتب مؤلفا نفيسا عن الكنائس القبطية الأرثوذكسية في مصر وبالأخص كنائس مصر القديمة (بابليون)
وأيضا المتنيح الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر الذي وضع سجلا كاملا للديارات الباقية والتي اندثرت مبانيها
وإن بقيت الكنيسة المرقسية بالإسكندرية شاهدا على العصر الرسولي مؤكدة وجودها ووجود القديس مرقس كارزا لمصر والخمس مدن الغربية وبعض بلاد أوروبا
ومن دواعي السرور والبهجة أن تجد الكنيسة المرقسية بالإسكندرية ابنا بارا من أبنائها وهو المهندس نجاتي ناجي أنطاكية وهو دارس إكليريكي وباحث مدقق وناشط في خدمة الآثار الكنسية قد بذل مجهود غلب به الزمن ونقب وسافر وبحث وصور مراجع كثيرة حتى وضع هذا البحث الممتاز عن الكنيسة المرقسية بالإسكندرية كمبنى وأثر شامخ باقي لليوم يحوي بصمة لاتمحي دليل أثريتها وهي مقبرة البطاركة التي تحوي رفات آباء 55 بطريرك ومنها ما قد سرق ولكن بقيت بعض رفاتة مثل جسد مارمرقس الذي توجد رأسه بين عظام البطاركة أسفل شرقية الكنيسة بحسب ما ذكر في المراجع التي ذكرها الباحث كما أتمنى أن أجد أمثال المهندس نجاتي يهتم بمثل هذة الأبحاث وأن أهنئ الباحث وأهنئ الكنيسة المرقسية بصدور هذا البحث القيم والمحقق بالمراجع الكثيرة
ومن المعروف أن الباحث المهندس نجاتي ناجي أنطاكية من مدينة الإسكندرية وهو حاصل على
بكالوريوس هندسة مدنية 1970 جامعة الإسكندرية وخريج الكلية الإكليركية بالإسكندرية 2010 وحاصل على
دبلوم تاريخ الكنيسة معهد الدرسات القبطية بالأنبا رويس 2012 ودبلوم آثار قبطية معهد الدرسات القبطية بالأنبا رويس 2013 وأيضا حاصل على ماجستير آثار قبطية من معهد الدرسات القبطية بالأنبا رويس 2016 و دبلوم آثار قبطية معهد البحوث والدرسات القبطية جامعة الإسكندرية 2014 وحاصل أيضا على ماجستير آثار قبطية معهد البحوث والدرسات القبطية جامعة الإسكندرية 2017 وهو عضو جمعية الآثار بالإسكندرية و عضو جمعية الآثار القبطية
و عضو اتحاد الأثريين المصريين وعضو جمعية محبي التراث القبطي وعضو جمعية محبي التراث المصري.