أحتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد تذكار نياحة أعظم شخصيات التاريخ القبطي، الذي كان أول أسقف للتعليم فكان سراج تعاليمه يضئ للكنيسة على مدار أيام رعيته للشعب حتى صار له منارًا وقائدًا يسر أمامهم في أيام الرخاء والكرب والضيق والرحب ولم يكل لحظة عن رعايته، هو قداسة البابا الراحل شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وسائر بلاد المهجر.
ولذلك حرصت الكنيسة على أن توثق حياة البابا شنودة الثالث في سطور من نور أضائت مئات المجلدات ولم تكتفي بذلك، بل قامت أيضًا الجهات الفنية بتجسيد حياة البابا المئة والسابع عشر من خلال “فيلم الراعي” والذي قام ببطولته الفنان أيمن أمير، وبهذه المناسبة أردنا ان نرى من خلال نقطة التلاقي التي خرج منها الفنان من شخصيته ليتلامس مع أبعاد شخصية البابا شنودة الثالث وإلى نص الحوار.
– لقد قمت بتجسيد أهم دور في تاريخ الكنيسة القبطية وهي شخصية البابا شنودة الثالث فبداية نود أن نتعرف عليك؟
أناايمن أمير، ممثل، درست في أكاديمية الفنون المسرحية بالإسكندرية شعبة تمثيل وإخراج، اسكندراني المنشأ، وأعمل مدرس لغة إنجليزية.
– كيف تم اختيارك لتقوم ببطولته فيلم الراعي ؟
كنت بصور مسلسل ونيس والعباد مع الفنان محمد صبحى وعلمت من ماكيير المسلسل الأستاذ عزيز صليب، فقمت بالاتصال بالمخرج الأستاذ ماجد توفيق الذي طلب مقابلتي في منزله..فتقابلنا وقرأنا السيناريو سويا ثم قال لي إني معه في الفيلم في دور قوي، وعدت إلى الإسكندرية، ثم فوجئت باتصال من أستاذ ماجد توفيق يطلب مقابلتي في منزله مرة أخرى، وعندما ذهبت، وجدت فريق العمل من التأليف والإنتاج والتصوير والإخراج، ثم قدمني لفريق العمل وقال لهم أقدم لكم أيمن أمير،البابا شنودة، وكانت المفاجأة، بالرغم من كان طموحي أن ألعب دور مهم في فيلم قداسة البابا شنودة؛ لكن أني أجسد شخصية قداسة البابا شنودة، فهذه كانت أجمل بركة حدث في حياتي.
– ما هي الاستعدات التي هيأت نفسك بها لتجسيد الدور؟
استعديت لهذا الدور بأني لجأت إلى سيديهات (همسة حب)بصوت قداسة البابا شنودة التى يحكي فيها قصة حياته بنفسه، وطريقته فى الكلام من حيت الايماءات والنظرات، واستمعت إلى وعظات كثيرة بصوت البابا في الستينات حيث إني أقوم بتجسيد الفترة الزمنية في العشرينات والتلاتينات من عمره إلى حين رسامته أسقفا للشباب فحاولت ان ألجأ إلى وعظات قريبة من تلك الفترة.
– ما هو التأثير الذي تركه في شعورك عند قيامك بهذا الدور؟
عندما علمت بترشيحي لتجسيد شخصية قداسة البابا شنودة شعرت بفرحة كبيرة جدا ولكن شعرت بمسئولية أكبر، فذهبت إلى المذبح وصليت كتير جدا إن ربنا يكمل عمله ويقدرني على هذه المسئولية الكبيرة، وبعد يومين من ترشيحي كنت عند صديق لي وكان والده مريضا وطلب مني أن أقوم بتوصيله إلى الكنيسة لإرجاع أمانة احضرها له خادم من القاهرة ليتبارك بها والده، فطلبت منه أن أخذ بركة من هذه الأمانة ولما فتحتها وجدت صليب فضي وعندما سألته صليب مين ده؟ قال لي ده صليب البابا شنودة!! فاحسست إحساس غريب وأن هذه رسالة خاصة لي وفرحت جدا.
– كيف أثرت عليك شخصية البابا من الناحية الروحية؟
تجسيد شخصية قداسة البابا شنودة أثر في كثيرا من كثرة ما استمعت بدقة إلى وعظاته ولقاءاته وعندما كنت أذهب إلى أي كنيسة أو أي دير بعد عرض فيلم الراعي وكانت الناس عندما تراني لا ينادوني بإسمي، بل كانوا ينادوني بالبابا شنودة، فكنت في قمة سعادتي بأن ارتبط باسم قداسة البابا شنودة .وهذا حملني مسئولية كبيرة في ردود افعالي وتصرفاتي التي يجب أن تكون لائقة بمن جسد شخصية قداسة البابا، وأكثرت من خدمتي في الكنائس وإلقاء كلمات روحية في النهضات والاجتماعات ودعوة كثير من الكنائس لي، فأحسست بروح الخدمة الحقيقية.
– ما الذي اكتشفته في أبعاد شخصية البابا شنودة الثالث؟
شخصية قداسة البابا لها أبعاد كثيرة جد، أولها شخصية تتميز بالحكمة في المواقف الصعبة والشدائد، ثانيا شخصية تتميز بالمحبة الكبيرة والطيبة الحقيقية والبشاشة مع كل الناس، ثالثا شخصية قوية وصارمة في المواقف التي تمس الكنيسة والعقيدة والإيمان، رابعا شخصية وطنية لأبعد الحدود
يحب الوطن ويتفانى لحمايته(مصر وطن يعيش فينا)، خامسا شخصية شاعرة وحساسة جدا يعبر عما بداخله من خلال أبيات شعرية بها اجمل المعاني الروحية، شخصية انتمائية فالبرغم من الأسقفية ثم البابوية فروحه دائما تشتاق وتنتمي إلى حياة المغارة، وأبعاد كثيرة أخرى، فشخصية قداسة البابا شنودة تحتاج إلى مجلدات للتحدث عنها