اعتدنا أن نلتقي هنا صباح كل أحد -أو هكذا من المفترض- لكن كثيرا ما تغيبنا عنكم إما لأن المساحة المتاحة لنا للقاء تتواري أمام متابعات أنشطة الكنيسة وأخبارها والمقالات الروحية للآباء فنحن في هذه الصفحة شركاء مع وطني والأقباط وهو ما يستحوذ علي اهتمام قراء الجريدة خاصة وأن الحديث عن هذه الأنشطة وتلك الأخبار لا يحتمل التأجيل فنضطر أن نتواري لنترك لها فرصة النشر, وهكذا تخدعنا الأولويات أسبوعا وراء أسبوع إلي أن نكتشف أننا غبنا عنكم أسابيع.. وأعترف أيضا أن هذا سبب وليس كل الأسباب فأحيانا ما ننشغل مع أصدقائنا المرضي ونلهث وراء إنقاذهم ونعطي كل الوقت والجهد لدراسة عشرات الحالات التي تطرق الباب بحثا عن الشفاء ولا نستطيع أن نغفل عنهم لخطة واحدة, فتمضي بنا الأيام ونحن نطوف بهم علي المستشفيات ونصطحبهم إلي عيادات الأطباء ومراكز العلاج حتي نسكت آلامهم ونعيد إليهم الراحة.. ومصادفة أن أصارحكم بهذا وأنا أتحدث معكم اليوم علي ذات الصفحة عن صديقتنا مادلين شاكر التي أعدنا لها بمعونة الله ساقها المكسورة.
رحلتنا مع صديقتنا مادلين كانت في أكتوبر من العام الماضي ولم تتح لنا فرصة الحديث معكم عن رحلتنا معها اليوم, يكشف عن هذا الملابس الصيفية التي كنت أرتديها وصديقتنا والطبيب المعالج خلال رحلة علاجها.. أيضا خلال سياق حديثي عن رحلتنا مع الصديقة مادلين التي مضي عليها شهور حدثتكم عن صديقتنا عفاف التي نواصل رحلاتنا لعلاجها منذ 9 سنوات وحتي اليوم, وكثيرا ما نضطر أن نصحبها كل أسبوع إلي طبيب من الأطباء الثلاثة الذين يتابعون علاجها من الروماتويد ومن السكر ومن مضاعفات القلب والرئة وقلما حدثتكم عن تفاصيل هذه الرحلات ومتاعب البحث لها عن الدواء..
وأعترف أيضا أن هذا ليس السبب الثاني فهناك أسباب أخري من بينها علي سبيل المثال انشغالنا بالمسائل الإدارية والمالية لرحلاتنا, فالمسألة ليست فقط رحلة هنا ورحلة هناك وقصة تكتب علي الورق.. هناك وقت وجهد كبيران ربما يكونا غير منظورين وراء هذه الرحلات بدءا من استقبال المرضي ودراسة حالاتهم وتشخيص أمراضهم وتحديد أفضل الأطباء ومراكز العلاج لكل حالة بعد اتصالات مع عدة مصادر لاختيار الأنسب, هذه من جهة ومن جهة أخري التواصل مع أصدقائنا صناع الخير ونحن نعطيهم من الوقت في التواصل معهم ربما ما لا يقل عما نعطيه لأصدقائنا المرضي فلولاهم ما كنا سنعطي وقتا لأصدقائنا المرضي.. ومادمت كشفت لكم عن الجهد والوقت الذي نعطيه مع فريق الأصدقاء في رحلاتنا -المرضي وصناع الخير- فمن المؤكد أنكم أدركتم الآن أن وقتا وجهدا ليسا بقليل نعطيهما للتنظيم الإداري والمالي لرحلاتنا من إعداد ملفات تحوي التاريخ الحياتي والمرضي لكل حالة والاحتفاظ بكل ما يخصها من تقارير طبية ومكاتبات متبادلة مع الأطباء والمستشفيات, ومتابعة مالية مع مراكز العلاج والصيدليات التي نتعامل معها, وإعداد قوائم مالية بالتبرعات والعطايا التي تصلنا والمصروفات التي ننفقها والتي نعلنها لكم من وقت إلي آخر.
* * *
لم أقصد فقط من كلماتي التي جاءت في مقدمة لقائي معكم اليوم أن ألتمس العذر لطول غيابنا.. فإن كنا نغيب عنكم لانشغالنا بالعمل الذي لا يكل في حقل الخير مع أصدقائنا المرضي فإن التزاما لا يغفر نحو أصدقائنا صناع الخير أن نغيب عنهم.. من حقهم علينا أن يعرفوا أين تذهب عطاياهم ولمن توجه.. حقيقي أننا نتعامل بشفافية وبأسس محاسبية مضبوطة, وكل تبرع يستخرج به إيصال يحمل رقما وتاريخا ويثبت في الدفاتر والسجلات, وننشر قائمة بتفاصيل ما يصل إلينا تحت عنوان صندوق الخير لكن لأن نشر هذه القوائم يرتبط بنشر باب المحطة فكثيرا- للأسباب التي أوضحتها فيما سبق- ما يغيب لأسابيع وهذا أكثر ما يؤلمني في غيابنا لأن من حق أصدقائنا صناع الخير أن يطمئنوا أن عطاياهم وصلت, والأكثر أن يعرفوا لمن ذهبت.. ولقد جاءت الفرصة اليوم لأقول لكل أصدقائنا صناع الخير تابعوا فإن غابت قائمة صناع الخير أو أسبوعا أو أكثر فستنشر كاملة عندما تتاح لنا الفرصة حتي ولو غابت عدة أسابيع لأنها تتلاحق لتضم كل ما تقدمونه من عطايا نفرح بها ونعترف أنه لولاها ما كانت خدمتنا وما سكنت آلام إخوتنا الأصاغر الذين نعيش كل يوم متاعبهم ونسمع صرخاتهم ونسعي لإنقاذهم.
* * *
مادام الحديث قد أخذنا إلي أصدقائنا صناع الخير فاستسمحكم أن أتحدث إليكم حديث القلب, يشجعني علي هذا أن حديثي يأتي ونحن نعيش أيام الصوم المقدس.. أذكر أن آخر لقاء لنا كان في 25 فبراير الماضي وكنا في الأحد الثاني من الصوم المقدس- أحد التجربة علي الجبل- وها نحن نلتقي اليوم -18 مارس 2018- في أحد المفلوج المخلع بعد أن توالت علينا أحد الابن الضال, وأحد السامرية.. توالت آحاد الصوم دون أن نلتقي مع أنها أقدس أيام السنة وأجملها وأكثرها زرعا وحصادا في حقل الخير.. حقيقي أننا لم نلتق علي الورق لكن أطمئنكم مرة أخري أننا كنا طوال أسابيع الصوم نعمل بالحقل في صمت.. وعندما شاء الرب أن نطل عليكم اليوم ونحن في الأحد الخامس ونقترب من ختام الصوم, كان علينا كما هو معتاد أن ننشر إلي جوار هذا قائمة صندوق الخير التي تضم ما قدمه صناع الخير منذ آخر لقاء -25 فبراير 2018- وحتي لقاء اليوم -18 مارس 2018- وهو الأحد الخامس من الصوم المقدس.. قائمة صندوق الخير تكشف عن أن ما جاءنا من عطايا الأصدقاء طوال هذه الأسابيع الثلاثة 161400 جنيه (ستة عشر ألفا وأربعمائة جنيه فقط لا غير) وهو ما يقل بكثير عما صرف علي أصدقائنا المرضي خلال هذه الأسابيع, لكننا نشكر الرب أن لدينا من رصيد عطايا الرب ما سمح لنا أن نواصل خدمتنا دون توقف.. لكن ما دفعني أن أكتب لكم عن هذا مصارحا أن هذا حدث لأول مرة خلال أسابيع الصوم.
لقد اعتدنا طوال سنوات عملنا في حقل الخير أن تفيض عطايا الأصدقاء مع الصوم.. وكنا دائما نري أن في أيام الصوم إلي جانب رحلاتنا مع أصدقائنا المرضي والمتألمين رحلة جهاد روحي مع أصدقائنا صناع الخير.. جهاد روحي لأنه كما علمتنا الكنيسة أنه لا جهاد إلا بأبعاده الثلاثة -الصوم, الصلاة, الصدقة- وعن هذا يقول القديس أوغسطينوس أتريد أن ترفع صلاتك إلي الله ليكن لهما جناحان.. الصدقة والصوم ومن هنا فباب الجهاد مازال مفتوحا.. وصدقات الأصدقاء ستتواصل.. وعطايا الرب لن تجف.. أقول هذا اليوم وكلي ثقة أنه ليس مصادفة أبدا ولكنه تدبير الرب أن تأتي كلماتي هذه في أسبوع المفلوج الرجل الذي قيد المرض حياته 38 سنة وكاد يفقد الأمل, وجاء المسيح يفتح له باب الشفاء الكامل.. ثقوا معي يا كل الأصدقاء أن الرب آت بعطاياه لنواصل رحلاتنا مع المرضي والمتعبين وكل المتألمين.
حتي لا نقول قسوة القدر
بالصلوات والشكر عادت اليد المكسورة
.. مع الدكتور عماد ظريف.. والصديقة المصابة.. في نقاش لما أظهرته الأشعة
* بعد انفصال الذراع.. أعاده الجراح بدون فتح والتئم كسر عظمة الكعبرة
* معجزة.. دخول المسمار – 26سم – من أصغر فتحة في عظمة يد قطرها لا يسمح بعمل فتحات!!
ما أصعب قسوة القدر عندما يغدر بالإنسان.. صورة رأيناها وعشناها كثيرا خلال معايشتنا مع المتألمين والجرحي.. رأيناها في كل وجوه المتألمين وسمعناها في كل حكايات المرضي حتي صار لدينا إيمان كامل أن ما نراه ونسمعه هو محبة الله للإنسان عندما يقدم له صليب المرض ليصحبه إلي طريق الخلاص, وأن ما كنا نسميه إرادة القدر هو تعبير خاطئ, فالقدر ليس قاسيا لأنه أيضا من إرادة الله.. والله حنون ورؤوف ومحب.. هو يرتب لكل إنسان كل ما هو خير, ولكن كثيرين لا يدركون هذا فيظنون أن كل إصابة وكل مرض هو من قسوة القدر لأنهم يعرفون أن الله ليس قاسيا فينسبونه إلي القدر, ويغفلون أن القدر هو أيضا من عمل الله.
الله يريد لنا الخلاص فيرسل لنا صليب المرض لنتذكره ونلهج إليه ونقدم توبة حقيقية دائمة ومستمرة.. في كل رحلاتنا مع المرضي والمتألمين, رأينا هذا وعشناه.. حتي أصدقائنا الذين يلازمهم المرض فيما نسميه أمراض مزمنة ونقدم لهم علاجا شهريا ومستمرا, مازلنا نري في وجوههم الابتسامة ونسمع في حكاياتهم شكرا متواصلا للرب.
ولعلكم تتذكرون أننا في آخر لقاء حدثتكم عن صديقتنا الست عفاف التي تلاحقها الأمراض منذ عرفناها منذ 9 سنوات, ومازالت متواصلة معنا في علاج أمراضها من الروماتويد إلي مضاعفات القلب والرئة.. تحمل صليب المرض طوال هذه السنوات بحمد ومناجاة مستمرة إلي الله.. حملت صليب المرض بفرح وشكر.. وكتبت لكم أننا في كل مرة نلقاها ليس علي لسانها إلا عبارة واحدة نشكر ربنا.. كل مقاطع كلماتها نشكر ربنا ما بين كل كلمة وكلمة نشكر ربنا حتي عندما سألها الدكتور أمير شوقي سنك كام قالت: فوق الستين بشوية نشكر ربنا.. واغفروا لي أن أكرر اليوم ما سبق أن سجلته علي الورق في لقائنا السابق, فما رأيناه وسمعناه مع صديقتنا عفاف نراه ونسمعه الآن من صديقتنا الجديدة مادلين شاكر.. الأم التي قابلت أصابتها الشديدة بشكر وصرخت إلي الرب وسط آلامها الشديدة, فاستجاب لها وأعاد لها ذراعها بعد أن اتخلعت عن يدها.. وقدمته لنا قصة جديدة لعمل الرب مع المتألمين.. وأدعوكم إلي السطور المقبلة لتسمعوا وتعيشوا معنا قصة الصديقة مادلين التي حملت الصليب بشكر فأنقذها الرب.
***
** مادلين شاكر يوسف سيدة في الأربعينيات من عمرها تعيش حياتها في سلام مع الرب.. ولأنها عرفت طريق الرب منذ طفولتها فقد غمرها الله بهدوء وأعطاها طيبة قلب رأيتها مرسومة علي وجهها رغم الآلام الشديدة التي كانت تعانيها ونحن نصحبها إلي المستشفي القبطي يحدونا الأمل في أن نسكت آلامها الشديدة التي حاولت أن تخفيها خلف صرخاتها المكتومة.. والأكثر أننا لم نكن نعرف ما إذا كان يمكن أن يعود ذراعها إلي مكانه بعد أن رأيناه مخلوعا يتدلي إلي أسفل ويتحرك بمفرده في كل اتجاه.
عن نفسي كنت منزعجا جدا, أما هي فقد استسلمت ليد الطبيب في هدوء استغربت له كثيرا.. لكن استغرابي سرعان ما اختفي عندما طالعت كلمات أبينا القمص بولس سمعان كاهن كنيسة السيدة العذراء والأنبا إبرآم بفيصل التي كتبها في رسالة حملتها لنا صديقتنا المصابة.. أدركت من بين كلمات الرسالة أنها من أبناء الكنيسة المقربين إلي ذبيحة الرب, ومن إخوات المسيح البسطاء, وانكشف لي سر الهدوء والسلام الذي نعيشه في هذه اللحظات القاسية.. أعطاها الله صليبا ثقيلا, لكنها حملته بشكر.. ذكرتني قصة صديقتنا مادلين بقول القديس مسيكموس بمقدار ما تنجح في الطريق الروحي بمقدار ما يزيد هموم التجارب عليك, وبمقدار ما تعطي من نعمة بمقدار ما يسمح الله بامتحانك بالتجارب.
صديقتنا عاشت كل حياتها في أزمات متلاحقة, لكنها مع كل أزمة كانت تخرج منها بسلام.. وهكذا.. حتي كانت إصابتها الأخيرة.. كانت واحدة من سلسلة الأزمات التي تواجهها, لكنها هذه المرة كانت قاسية وصعبة, لأن الرب أراد أن نسمع عنها ونعيشها معها ونعرف كيف تواجه كل أزماتها بشكر وتخرج منها بسلام فتمجد الرب.. إنها دعوة الرب لنا أيضا لنمجده.
** وسط ظروف حياتية صعبة عاشت صديقتنا في إحدي أطراف منطقة الهرم بعد أن تزوجت من رجل بسيط يعمل صانع أحذية في إحدي الورش بدار السلام.. عاشت في تقوي واتضاع, فأعطاها الرب, ثلاث فتيات كرست لهن حياتها وربتهن في مخافة الله فكبرن علي مثالها وأثمرت ذريتها الصالحة فتزوجت الأولي, والتحقت الثانية بالجامعة, والثالثة في الإعدادية هذا العام.
وفي اليوم الذي اختاره الرب خرجت في زيارة لابنة شقيقتها إذ اعتادت دائما أن تود أقاربها وتذهب لهم في مودة لتطمئن عليهم بازلة وقتها وجهدها لأجل محبة الآخرين.. وفيما هي عائدة لم يكن أمامها من وسيلة مواصلات إلا سيارة نصف نقل تويوتا مكشوفة تعمل علي الخطوط المتطرفة ويطلقون عليها المشروع.. استقلت إحدي سيارات المشروع من الطوابق المحطة المشهورة علي شارع الهرم, وعندما وصلت همت بالنزول, وفيما هي تضع قدمها علي السلم أسرع السائق فسقطت علي الأرض, وارتطمت بكل ثقلها علي يدها اليسري, وأقامها المارة الذين تجمعوا علي صراخها, ونقلوها إلي أقرب مستشفي – المسعود – وعندما توافد حولها أقاربها وجيرانها وكل محبيها ممن زرعت في قلوبهم المحبة بما قدمته للجميع من حب, كانت نتائج الأشعة قد أظهرت كسرا أسفل عظمة الكعبرة وفي حدود إمكانيات المستشفي المحدودة قدموا لها مضادا حيويا ونصحوها بعرضها علي استشاري عظام, وكانت صدمة التجربة التي سمح بها الله عندما طلب الطبيب الاستشاري عشرين ألف جنيه لإجراء الجراحة وإعادة ذراعها إلي مكانه.. كان الموقف جللا, لكن الله كان معها واستجاب لدموعها وصلواتها, ودبر إنقاذها في الرسالة التي بعث بها إلينا القمص بولس سمعان, واصطحبناها إلي المستشفي القبطي ليتولاها استشاري جراحة العظام النابغة الدكتور عماد ظريف.
** عندما طالع الدكتور عماد صورة الأشعة قال لي بشفافية ووضوح وأمام صديقتنا المصابة:
** واضح جدا أنه كسر في عظمة الكعبرة.. وتعد كسر عظمة الكعبرة من أسخف الكسور ويحتاج علاجها إلي دقة متناهية عند التعامل معها خشيت الاقتراب من العصب الكبري لأنه عصب حساس جدا وهو المسئول عن حركة الرسخ.. ومع ذلك فهو من أكثر الكسور شيوعا, لأنه يحدث عند السقوط علي اليد الممدودة كما حدث مع مصابتنا.. ونحمد الله أن الكسر بعيد عن عصب الكعبرة, لكن وضع العظام غير مقبول مما لا يجدي معه عمل جبس خارجي للمحافظة علي الوضع لحين حدوث لحام للكسر لأن هذا يعني مستقبلا عدم القدرة علي تحريك المفصل مع استمرار وجود تشوه في العظام, لهذا في مثل هذه الحالة ينصح بالتدخل الجراحي لإعادة العظام إلي وضعها الطبيعي, وهذا لا يعني فتح الجلد وإجراء جراحة لتثبيت العظام إلي ما كانت عليه بشريحة ومسامير, فمثل هذه الجراحات غير مضمونة النتائج لأنه عند الفتح والدخول بالشريحة والمسامير غالبا ما يضطر الطبيب – مهما كانت مهارته – إلي تحريك العصب.. ونشكر الله مرة ثانية وثالثة لأن التقدم التكنولوجي أتاح التدخل بالفتح الجراحي إلا فيما ندر, وزصبح التدخل يتم من خلال فتحة صغيرة بالمنظار, ومن الكاميرا المصاحبة للمنظار يمكننا بالمتابعة علي الشاشة توجيه الشريحة والمسامير وتثبيتها, وإعادة العظام لوضعها الطبيعي.
** لم يكن القرار في حاجة إلي تأجيل للدراسة أو البحث عن بديل.. لإنقاذ يد مادلين قرار حتمي وفوري مهما كانت تكاليفه.. لحظات ودخلت حجرة العمليات.. أغلق الباب وتركنا يد مادلين في يد الرب ويد الدكتور عماد ظريف, فيما ذهبت بناتها إلي الكنيسة الملحقة بالمستشفي يرفعن الصلوات والابتهالات ليمد الرب يده علي يدها.. وقد كان كما عرفت من الدكتور عماد فيما بعد عندما أكد لي أن العملية كانت من أصعب العمليات التي واجهته, لكن قوة إلهية كانت تسنده وتوجهه.. قال لي:
** دخلنا حجرة العمليات ومعنا كل الاستعدادات, فكل عظمة تختلف عن الأخري في قطرها لهذا نبدأ بعمل مجسات لقياس قطر المسمار الذي يسمح بدخوله, والمؤسف أن أكبر فتحة يمكن فتحها في عظمة مادلين أصغر من قطر أصغر مسمار.. وهنا كان التدخل الإلهي الذي ساعدنا في عمل التمهيد والتوسيعات إلي أن سمح لأصغر مسمار بالدخول.. وأصغر مسمار هذا طوله كان 62سم لكن المشكلة كانت في قطره.
نشكر الرب أننا نجحنا في وقت قصير في تثبيت مسمارين في أول العظمة, ولم يكن فيهما مشكلات لأنهما في أول العظمة, المشكلة كانت في المسمارين الآخرين, اللتين يتعين تثبيتهما في نهاية العظمة لأنها قريبة من العصب الكعبري.. وتم بحمد الله اللف حوالين الكسر بطريقة حلزونية بعيدة عن العصب الكعبري.
** في النهاية أصارحكم أن ما قاله لي الدكتور عماد ظريف لم يكن غريبا علي, ففي كل مرة نصحب صديق أو صديقة إلي حجرة العمليات يتأكد لنا أن يد الرب تلازمه.
صندوق الخير
1000 جنيه م.ل بأسيوط
2000 جنيه طالبة شفاعة البابا كيرلس
1000 جنيه من يدك وأعطيناك
5000 جنيه من عطايا الرب
2000 جنيه فاعل خير من شبرا
500 جنيه طالبة شفاعة القديسين
1000جنيه من يدك وأعطيناك
200 جنيه علي روح المرحومة نرجس فهمي رزق
1000جنيه يوسف
250 جنيها من يدك وأعطيناك
200 جنيه من يدك وأعطيناك
100 جنيه من يدك وأعطيناك
100جنيه من يدك وأعطيناك
400 جنيه طالبين شفاعة السيدة العذراء مريم
200 جنيه من يدك وأعطيناك
1250جنيها من يدك وأعطيناك بشبين الكوم
200 جنيه صديق من العريش
————————-
16400 ستة عشر ألفا وربعمائة جنيه لاغير