تتضافر المعانى لتصنع اجمل سيمفونية حب وتضحية تقدمها كل ام لاولادها ، فالام هى التى تصنع اجيال وتحمل على عاتقها تدبير شئونهم وهى قادرة على فعل ذلك عن جدارة ، ولكن هناك تحديات لكل عصر فهل الام تختلف قديما عن الأم الآن، فسوف نلقى الضوء على ذلك فى هذا التحقيق
ايقاع العصر
قالت سامية مدحت موظفة الام لا تختلف من عصر لأخر فالأم هى التى تضحى بوقتها وجهدها ومهما مرت العصور فالأم صورة واضحة المعالم من الحب والعطاء وان اختلفت بعض المظاهر التى تميز ام العصر الحالى عن الأم قديما من حيث الأهتمامات والتطلعات لأولادها فقديما كان مايشغل كل أم راحة أبنائها وامور أبسط من الآن و كان ايقاع العصر ابطأ من ايقاع العصر الحالى الذى يجعلنا جميعا فى دوامة
الرفاهية عنوان التربية
وقالت اليس فرج مدير عام على المعاش الأم مدرسة لأبنائها وهي المربية الأولى لهم وتقوم بتربيتهم منذ الصغر وهناك فرق كبير بين أمهات الحاضر وأمهات الماضي، كانت الأم في الماضي تربي أبنائها على الشدة وظروف الحياة القاسية وخاصة البنت تعتمد عليها في سن مبكر ولكن ذلك لا نجده موجود الآن، فالرفاهية هى عنوان التربية فى هذا العصر.
تصطبغ بالعصر
وقالت سميرة فوزى ربة منزل ان الأم اختلفت بأختلاف مفردات كل عصر فهى تصطبغ بكل تفاصيل عصرها ، ففى عصرنا اصبحت كل ام تطلعاتها تختلف عن تطلعات الأمهات فى الماضى كما أن لها الطموح الخاص بها .
تحارب فى جبهات كثيرة
وقالت مارى يوسف محامية ان الامهات الأن امامها تحديات كثيرة فى هذا العصر لكى تعبر بأبنائها لبر الأمان فالميديا و الأخلاقيات فى العصر الحالى فى تدنى مما جعلها تحارب فى جبهات كثيرة، لكى تحقق الصورة المنشوده فى ابنائها، كما أن نبرة عدم الرضى نجدها فى هذا الجيل كما تغلب الماديات على قيم وأخلاقيات كثيرة فأصبحت المادة مايشغل الكثير
ضغوط أكثر
قال أ مايكل يوحنا استشارى تنمية مجتمعية ان الام اليوم تختلف عن الام قديما، فالأم اصبحت عاملة وذلك ضاعف من أنشغالها وأصبح ضغط أكثر عليها مما أدى جعلها اكثر عصبية ،كما أن ضغوط الحياة وضع عليها أعباء كثيرة، خلاف الأم قديما كانت أكثر صبرا وتحمل ،وذلك يرجع ايضا لإيقاع العصر الذى يجعلنا نلهث من سرعته
تحديات كثيرة
أكدت د. سامية خضر استاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة القاهرة ان التحديات التى تواجها الأم كثيرة فى عصرنا الحالى ضغوط الحياة والأعباء المنزليةوايضا الميديا والتكنولوجيا التى تعوق القيم التى تربى ابنائها عليها فاللأسف لاتوجد أى قيم أو اخلاقيات فى برامج او المسلسلات مثلما كان يحدث قديما فمعظم ما كان يقدم قديما يساعد الأم فى تربية ابنائها،ولكن مايحدث الآن شئ محزن فعدم وجود رقابة على ما يقدم احدث خلل فى الميديا فبعض ما يبث بعيد عن القيم والمثل التى نريد ان نربى ابنائنا عليهم،فنجد الأم فى عصرنا الحالى تحارب فى اتجاهات مختلفة
تربى وحدها
واتفقت د.ايمان نصرى استاذ علم الاجتماع جامعة حلوان ان الأم حاليا تسير فى طرق كثيرة ولها تطلعات وطموح لأبنائها وهى أكثر ثقافة من الأمهات قديما نتيجة لخروجها للعمل ولكن ذلك اخذ منها ايضا أشياء من صبرها وتحملها فالاعباء والضغوط جعلتها أقل صبر وأقل رقابة على ابنائها ،وانشغالها جعلها لا تتكلم مع ابنائها بالشكل الكافى،مما خلق علاقة ليست مبنية على الحوار ، بالأضافة الى ان الميديا اصبحت تشكل خطر على ابنائنا ولا يوجد برامج للأطفال مثل ماما نجوى وغيرها ترسخ قيم ومبادئ نفتقدنا فى عصرنا الحالى فأصبحت الأم تربى وترسخ الاخلاق والقيم وحدها