ناقشت الجلسة الثالثة من مؤتمر “التمويل والتعثر: المشاكل المزمنة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة هل من جديد؟” الذى نظمه المركز المصرى للدراسات الاقتصادية ، ” آليات إعادة هيكلة الشركات وإنقاذها من التعثر ” ، حيث عرضت غادة الجوهري عضو مجلس إدارة شركة مصر لرأس المال المخاطر – وهي أول شركة تعمل بمجال صناديق إعادة هيكلة المشروعات المتعثرة – تجربة تأسيس الشركة، حيث لم يكن في مصر أي صندوق إعادة هيكلة رغم وجود 402 صندوق في العالم يعمل بهذا المجال. وأشارت إلى أن نسبة التعثر في سداد القروض بمصر تصل إلى 7.2%، وهي نسبة مرتفعة إذا ما قورنت بكندا مثلا والتي تسجل نسبة تعثر 0.6%، ولكنها ليست مرتفعة للدرجة التي وصلت إليها كل من موريتانيا بنسبة 48% أو اليونان بنسبة 36%.
حصلت شركة مصر لرأس المال المخاطر على تصريح بالعمل منذ ديسمبر 2017 الماضي رغم أن الفكرة ترجع إلى عام 2013، لتصبح الشركة الوحيدة في مصر التي تعمل حاليا في مجال إعادة هيكلة المصانع المتعثرة، ولكن يشترط أن تكون هذه المصانع لديها منتج مطلوب بالسوق وإدارة جيدة ولم يحدث تآكل في رأسمالها، ولم يستمر هذا التعثر لفترات طويلة تخرجها من السوق تماما، وعدم وجود إجراءات أو قرارات قضائية اتخذت ضدها، وتمنح الشركة الأولوية للمصانع المتعثرة كثيفة العمالة والتي تستخدم الخامات المصرية في الإنتاج.
يُساهم في شركة مصر لرأس المال المخاطر كل من صندوق تحيا مصر بنسبة 46.7%، ومركز تحديث الصناعة بنسبة 20%، وبنك الاستثمار القومي بنسبة 20%، وشركة أيادي بنسبة 13.3%، وتعتمد الشركة على ضخ الأموال في الشركة المتعثرة في صورة مساهمة أو إقراض أو مرابحة، لإنهاء حالة التعثر وإعادة الهيكلة لضمان عدم التعثر مرة أخرى، وهناك العديد من أساليب التخارج بعد انتهاء حالة التعثر منها بورصة النيل أو أن يقوم المستثمر بإعادة شراء أسهمه مرة أخرى وهى الحالة التي يفضلها أغلب الشركات المتعثرة ، أو اندماج المصنع في مصنع كبير يوفر له صناعة وسيطة.
ومن جانبه أوضح الأستاذ مجدي فهمي نائب رئيس شركة تكستايل إيجيبت للملابس الجاهزة، أن هذا القطاع يعاني من مشكلات كبيرة بداية من زيادة عمليات التهريب والتأثير على المنافسة العادلة، بجانب نقص العمالة الماهرة ونقص الخامات، وتقلص الأسواق، مؤكدا أن اختلالات الهياكل التمويلية هي أهم أسباب تعثر قطاع المنسوجات في مصر. واقترح أن تساهم البنوك وصناديق الاستثمار في التمويل بتحويل جزء من المديونية إلى مساهمة في الشركة لإنقاذه من التعثر.
أما بالنسبة لقطاع السياحة فيرى إلهامي الزيات، رئيس مجلس إدارة شركة امكو ترافل للسياحة أن القطاع يعانى بشدة منذ سنوات، ولكنه يتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة بارقة أمل في ظل مشروع البحر الأحمر الجديد، مطالبا بإعادة هيكلة المشروعات السياحية على وجه السرعة لأنه في حالة عودة السياحة حاليا ستقدم لهم خدمة سيئة ، وقال الزيات إنه تم تأسيس صندوق لإعادة هيكلة المشروعات السياحية المتعثرة وتم الإعلان عنه في مؤتمر شرم الشيخ عام 2015، ولكن توقف هذا الموضوع، وترفض البنوك تمويل المشروعات المتعثرة بالقطاع السياحي.
وعرضت بهية أحمد إسماعيل الرئيس التنفيذي للاستثمارات بشركة كونكورد الدولية للاستثمارات، تجربة إعادة الهيكلة الكاملة لشركة بسكو مصر التي حققت نجاحا كبيرا يمكن تكراره في باقي الشركات العامة. بينما تحدث الأستاذ مجدى الدكروري، مدير عام أول بنك الشركة المصرفية العربية الدولية SAIB، عن مشكلات التمويل البنكية المعتادة مؤكدا على ما شكا منه الحضور بوجود مشكلة لدى البنوك تتعلق بطول فترة العمليات التمويلية، ومشيدا بمبادرة الـ200 مليار التي أعلنها البنك المركزي لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة بفائدة مخفضة.