موسيقى و مايسترو مصرى ..نجح فى عاصمة الفن و الفكر و الجمال باريس. .كانت الالحان و التراتيل القبطية من احدى أسرار تألقه بين الموسيقيين و أرباب الفن ..كانت موهبته المفعمة باصوله المصرية وراء اجتيازه لقيادة الكثير من الاوركسترات و الكورالات فى اوروبا .. المايسترو بيشوى عوض مشوار حافل بالنجاح و التألق ليصبح المصرى الوحيد ليدرس بمعاهد الكونسرفتوار و مدارس باريس و عضو المؤسسة العالمية للمؤلفين الموسيقيين .و يحظى على الجائزة التشجيعية من محافظة ستراسبورج الفرنسية و ذلك لتقديمه الألحان القبطية فى قالب كلاسيكى
عن نشأته. .بخفة دم المصريين قال بيشوى :انا من الصعيد الجوانى من مواليد سوهاج 1984… لكن دراستى كانت بالقاهرة حتى التحقت بكلية الآداب بجامعة عين شمس .. ثم سافرت الى باريس المهد الحقيقي للفن ..و درست الموسيقى بمعاهد الكونسرفتوار و جامعة السربون
أما بدايتى الفنية ..كنت ارتل فى الكنيسة منذ الطفولة الأولى..و زاد شغفى بالموسيقى و أتيحت لى الفرصة للذهاب إلى فرنسا عام 2006 لتقديم الالحان ضمن مجموعة من المرتلين، و لاحظ المدرسين و الموسيقيين موهبتى و اتاحوا لى الفرصة بعد ذلك للدراسة
عن انطلاقه كموسيقى … قال بيشوى …أنهيت دراستى بتفوق. .و فى عام 2011 كان انطلاقى الحقيقى عندما توليت مهمة قيادة كورال كلاسيكى من الفرنسيين ..حقاً كان الإحساس رائعاً عندما علمت ان الاختيار وقع على ضمن 17 قائد تقدموا للوظيفة ..المواهب و المنافسة هنا كبيرة
حدثنا بيشوى عن مشروعه مؤكدا بقوله : لم انسى التراث القبطى الذى تشبعت به قبل سفرى ..الالحان القبطية جزء من اهتماماتى الموسيقية. .بدأت مشروع فى السنة الأولى لدراستى الموسيقية بباريس. ..محوره كتابة الالحان على النوت الموسيقية حفاظاً عليها من الاندثار
سألته. .عن مدى الجهد المبذول فى هذا المشروع و ان كان المايسترو بيشوى ليس مسبقاً بهذه المبادرة :أوضح و بسط بعلمه و ثقافته الفنية :هذا عمل شاق يتطلب الكثير من الصبر و البحث و الاستماع. .أبحث فى تدوينه عن أصل اللحن ،و اقوم بعمل تحليل دقيق لكل لحن حتى اكقدم نسخة تقترب فى روحها الى ما تم تأليفه فعلاً على يد آباء الكنيسة الأوائل. .فنجد ان الالحان التى نستخدمها فى الكنيسة القبطية اليوم قد تطلسمت بفعل التأثيرات الثقافية و اللغوية التى دخلت على مصر عبر التاريخ. .فجدير بالذكر أن الألحان القبطية قد تأثرت منذ ميلادها بالثقافة اليهودية و الفرعونية و اليونانية و السريانية و تعريب الالحان و الصلوات القبطية اثر أيضاً على بنيتها
وتعقيباً على سؤالك.. احب ان اوضح…بالفعل شهد القرن الماضى حراك فى التدوين و الاهتمام على يد بعض الفنانين مثل.الأستاذ راغب مفتاح و نيولاند سميث و المهندس جورج كيرلس و ابونا افرايم الجورجى و غيرهم
بما يتميز مشروعك؟ اجاب بيشوى عوض : فى الحقيقة حينما يعمل الاجنبى على الحاننا فهو يعمل بشكل ميكانيكي فهو غير حافظا للالحان و لا يستطيع تأديتها صوتياً ..مما ينقص التدوين الكثير من الواقعية ،و حينما يعمل عليه الهواة المصريين المتمرسين الحافظين الألحان فيكون الناتج أفضل طبعاً و لكن أصولى و متحفظ بشكل مبالغ فيه وهذا يوقع البعض فى أخطأ موسيقية. .و لكن على كل حال كل هذه المجهودات مشكورة, حتى لو شابت أبحاثنا بعض العيوب فهذا التراث قديم جدآ و كما بعلم الجميع انه تم تداوله شفهيا و لا يوجد له اى تدوينات قديمة تبين حقيقته
و ببساطة الفنان وضح بيشوى معنى تناوله الألحان برؤية كلاسيكية بقوله: هو تطويع التأليف الموسيقى بالقواعد الكلاسيكية لخدمة اللحن. ..مثل إضافة أصوات و نغمات مصاحبة للحن فى تناغم تام يضيف للحن الاصلى رونق و يخرج تضاريسه و معالمه المقصودة، بأكثر استفاضة قد تكون الإضافة صوتية بمعنى ان ينشد المنشدين ألحان أخرى فى نفس الوقت ..او تكون الإضافة بالالات الموسيقية، و أسميها كلاسيكية لاننى اتبع ما درسته من قواعد تأليف الموسيقى الكلاسيكية
و رداً على سؤالنا عن الصعوبات التى تواجه فى توثيق الألحان القبطية. ..اكد بيشوى بقوله ..فى الحقيقة ان اللحن القبطى يصعب التسلل الى اعماقه ان لم نكن على دراية قوية به ،لانه لحن قديم .و انا كموسيقى محترف أرى انه يؤدى فى الكنائس بطريقة تجعل من فهمه امراَ صعباً فى اغلب الأحيان. .لذلك ابذل مجهودا مضاعفا حينما أدونه على النوت لاننى اريد كتابة شيئاً صحيحاً موسيقياَ و فى نفس الوقت لا يبتعد عن ما يؤدى فى الكنائس. .هذا الأمر ليس بالسهل على الإطلاق
و يواصل بيشوى حديثه عن الألحان التى قام بمزجها بالشكل الكلاسيكي …و قال من احب ما قدمته هو لحن غلغوثا الذى يقال يوم الجمعة العظيمة و يسمى لحن الدفن ..و قد شعرت حينما كنت اعمل عليه بجسدى يقشعر ،حينما احسست بعظمة من اؤلف لأجل موته هذه الجملة الموسيقية المهيبة
فكان لابد ان اؤلف شيئاً يعبر عن الحزن و عن الهيبة فى نفس الوقت فالذى مات ليس بإنسان عادى..و ارجح ان هذا اللحن من التراث الفرعونى و ربما كان يتلى بكلمات أخرى وقت دفن الفرعون
و من الالحان الأخرى لحن اجيوس و لحن تسبحة باكر
و عن معشوقته مصر و ما قدمه فيها و يعزم تقديمه.. بلغة الفنان العاشق لبلاده قال.. مصر معشوقتي.. فقد اشتركت فى احتفلات كورال و اوركسترا ام النور الدقى فى ٢٠١٢ ببعض من مؤلفاتى. وفى عام ٢٠١٣ ألفت اأوبرا عنوانها الميلاد الجديد، و قد أخرجتها الدكتورة نبيلة عريان على مسرح دار الاوبرا المصرية عامى ٢٠١٣ و ٢٠١٤
.. كما أعلن بيشوى أنه فى شهر أبريل القادم سوف يقدم حفلة على مسرح الجمهورية التابع لدار الاوبرا المصرية. . و سيتم تقديم التراتيل و الألحان الكنسية فى قالب موسيقى يليق بها بمشاركة مجموعة متميزة من المنشدين
و استطرد الموسيقار المصرى بيشوى.. أنه
يمتلك امكانيات حديثة و برامج موسيقية متطورة لصناعة موسيقى تصويرية و موسيقى مصاحبة.. و يريد ان يستخدم كل هذه الإمكانيات لخدمة التراتيل و الألحان الكنسية
و ردا على سؤالنا عن مشاركته فى المجال السينمائى أعلن : هناك الكثير من العروض يتم مناقشتها لوضع موسيقى تصويرية لأفلام سينمائية . ووعدنا أنه عند الاتفاق النهائى سيخصنا بالخبر
وأنهى حديثه .. أنا مصرى و حريص على التواجد على الساحة الفنية المصرية