أمير تادرس: “سانتا كلوز فكرة والفكرة لاتموت”
كثير من الايات التي ذكرت في الكتاب المقدس تشجع المؤمنين على العطاء والشعور باحتياجات الآخرين؛ ولكن كان واقع الأية رقم 38 الموجدة في الاصحاح السادس بانجيل لوقا التي قيل فيها ( أَعْطُوا تُعْطَوْا، كَيْلاً جَيِّدًا مُلَبَّدًا مَهْزُوزًا فَائِضًا يُعْطُونَ فِي أَحْضَانِكُمْ. لأَنَّهُ بِنَفْسِ الْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ )؛ ليؤكد الله من خلال الأية أن اجر العطاء لم يتكفل على حسب القدر الذي يتبرع به كل مننا للآخر سواء كان في عطايا مادية أو معنوية، وإنما يكون الاجر مضاعف فائض عن الاحتياج الاساسي كى مايستمر الانسان على العطاء بكل جود ومحبة، وهذا ما اختبره كل من شغف قلبه أن يعطي عطية جيدة بدافع الحب .
وعادةً ما يقبل الكثيرين على استغلال مواسم الأعياد والاحتفالات للتوجه إلى الأعمال الخيرية والتبرع للفقراء والمرضي وغيرها من أشكال العطاء المختلفة، ولكن كان “أمير تادرس” مختلف في شكل العطاء الذي حظي به أن يقوم بتقديمه للعديد من الأسر المصرية دون التمييز في طائفة أو ديانة اى ما كان تتبعها هذه الأسر، فلقد استطاع ان يقدم شخصيته الاجتماعية والتى يعيش من خلالها الواقع المؤمل والذي يكاد انحصر عند البعض في اوراق الكتاب المقدس دون تطبيق فعال.
“أمير تادرس بطرس” مواطن مصري يبلغ من العمر 44 عامًا، ويعمل مدير للموارد البشرية في مؤسسة كاريتاس مصر، رب أسرة لزوجة وثلاث أطفال، كاتب ذو تأثير على المستوى الأسري والتربوي له العديد من الكتابات على صفحات عامة على مواقع التواصل الإجتماعي المعرفة بعنون” الكلام دا حقيقي جدًا”، وأصدر كتاب بنفس العنوان.
وعلى غير العادة تميز “أمير” بنوع خاص من العطاء الذي أفاض به غمر من الحب على كل الأسر المصرية بمختلف أعمارهم دون تميز مذهبي أو طائفي، ملهمًا بالقديس نيقيلاوس أو”سانتا كلوز” الذي كان يوزع على العائلات الفقيرة في إقليم مبرا في آسيا الصغرى الهدايا والطعام واللباس تزامنًا مع العيد دون أن تعرف العائلات من هو الفاعل، وفي كل نهاية عام وخاصًا في آواخر شهر ديسمبر وحتى عيد الميلاد المجيد يرتدي أمير ثياب سانت كلوز ويجول يصنع بسمة في أقطار القاهرة وبعض المحافظات؛ ليزور الأسر كما كان يفعل سالفه “بابا نويل”.
وفي حوار مع خاص مع “وطني نت”، تحدث أمير عن قصته وسبب إلهامه بشخصية “سانت كلوز”، وكل ما يشغله على أن تكون الأسرة مبينة على أسس قويمة لكونها هي عماد المجتمع وأساس مرتبط بنجاح كل المجلات الحياتية، وإلى نص الحوار.
– متى بدأت العمل كمشير في المجال الأسري؟
. في بداية حديثى أود أن أشير إلى أن أهتمامي في مجال المشورة الأسرية لم يكن نتيجة لدارسة مناهج المشورة الأسرية ولا غيرها من العلوم الإجتماعية، بينما جاء ذلك نتيجة شغفى في تفعيل الدور الحقيقي لكل فرد من أفراد الأسرة من خلال التزام كل فرد بواجبه تجاه الآخر، وهذا ما كنت أقوم به مع أولادي، وكنت أدون القصص الواقعية التى كنت أمر بها من خلال حياتي الأسرية على موقع التواصل الإجتماعي “فيس بوك”، وتابعني عدد كبير من المعجبين بالصفحة وكانت رود أفعالهم ان الكلاك الذي أدونه على صفحتى يحاكي نفس الظروف التي تمر بها كل سره مصري، ومن هنا بدا أسمي يرتبط بصفحة “الكلام دا حقيقي جدًا”، ومن ثم أصدرت كتاب ضم العديد من القصص وسوف اقوم قريبًا باصدار رواية ولكن احداثها واقعية من خلال قصص مختلفة من واقع الحياة .
– لماذا فكرت أن تتقمص شخصية “سانا كلوز” ؟
. لم يكن في بداية الأمر أن أتقمص شخصي” بابا نويل” بينما نتيجة لعموامل وراثية شعر راسي ولحيتى أبيضا وانا في عمر مبكر لم اتجاوز الثلاثينات من عمري بجانب أنى تركت العمل في ابريل 2016 وكنت متفرغ وفي أحدى المرات كنت أتجول مع ابنى الصغير في أحياء شبرا ودخلنا إلى أحد محلات الزينة التي تعرض كل ما يخص زينة الكريسماس، وأخذت قبعة باسنا كلوز ووضعهتها على راسى وحين نظرت ألى المرآه شعرت أني أوجد في شخصية سانتا كلوز وهو قريب مني جدًا وبعد أن قام أبني بالاتقاط صورة لى، قمت بنشرها على صفحتى الخاصة على “الفيس بوك” وشاركت اصدقائي برغبتى التى راحت تطرأ على ذهنى وهى ان القديس نيقلاوس كان يجول على الاسر ويعطيها الأموال ولكن قررت ان اكون مثله واذهب إلى الأسر واعطيهم البهجة، وبالفعل شجعنى المتابعين على صفحتى وبدوأ يطلبوا منى ان ازورهم في منازلهم فى مختلف انحاء القاهرة واغلبهم من أصدقائي ومن ثم بدأت الطلبات من احد الخدام بالمنيا ان ازور بيت للأطفال من ذوى الأحتياجات الخاصة ومن بعدها توالت بعدها في مختلف المحافظات ومنذ عام 2016 حتى أصبح لي تقليدأ ف موسم الكريسماس في نهايه ديسمبر وحتى عيد الميلاد المجيد حتى بعد واصلت عملى كمدير في مؤسسة كاريتاس وصار بالنسبة لى مكسب وليس اشغال لوقت فراغ؛ حيث اجمع حصاد الفر والبهجة مخزون طوال العام يدفعنى لمواصلة الحياة .
– ما الذي استفدت منه من فكرة “سانت كلوز”؟
. هي فكرة مبهجة جدًا وفي الواقع انا المستفيد الحقيقى من زيارتى إلى الاسر وخصوصُا عندما تغمرني نظرات المحبة من عيون الأطفال والكبار، وبالتالى يعود عليا بمكسب نفسي رائع أضعاف اى مكسب مادي نظير هذه الخدمة.
– وماذا عن أكاديمية “سانتا” التى تشرع في تنفيذها؟
عندما انشرت فكرة “سانتا كلوز” على نطاق واسع وتطلعت إلى احد المواقع الالكترونية مدون عليها معلومات عن مشروع”سانتا اكادمي” والتى يلتحق بها كل الرجال كبار السن ذو الهيئة المتميزة لشخصية “سانتا كلوز”، من خلال تدريبهم على مناهج اجتماعية للتواصل مع افراد اجتماعتهم في موسم الكريسماس، و اعلن على صفحتى ان كل فرد لديه الرغبة في ان يشترك معى في تطبيق الفكرة بشرط ان يكون لديه مواصفات حقيقية كشعر ولحية بيضاء حقيقيين، لان الاطفال عندما يتأكدون من هذا يقتعنون بالفكرة ويقتنعون اني من عائلة “سانتا كلوز” ومن هنا أبدأ اقول لهم ان “سانت كلوز” هو فكرة والفكرة لا تموت.
– ولماذا لم تقوم بالتنفيذ الاكاديمية حتى الأن؟
. عندما بجأت للتفكير في الاكادمية كان نتيجة لضيق الوقت مع كثرة طلبات الزايارات؛ ولكن قلقي من الناحية الأمنية وخاصُا تخوفي اذا انتحل احد صفة “سانتا كلوز” واستغلها لتهديد سلامة الاسرة واستغلال الفرصة بطريقى غير سلمية وخاًا انه وقت للاعياد ، وهذا ما جعلنى أتوقف عن انشاء الاكاديمة إلى ان اتوصل إلى ضوابط أمنية تضمن سلامة تنفيذ الفكرة.
– ما هى الخطوات التى تفعلها في كل زيارة ؟
أولا قبل ان اصعد إلى المنزل يقوم احد افراد الاسرة باعطاء الهدايا التى يقدمونها لبعضهم بمناسبة الكريسماس واضعها في جعبة “بابا نويل” ثم اصعد الى المنزل و قبل ان ادخل الى الى البيت اصدر صوت بـ”الشخاليل” بدلًا من رن الجرس، وبالاتفقق مع الاب والام يتبادلون التساولات عن من الذي يصدر هذه الاصوات ويطرحون بعض الاسئلة التى تهئ قدومي، ثم فتحوا الباب وانا مازالت اقفًا الى ان يأتى احد الطفال ويأخذنى من يدي ويدخلني الى المنزل حرصُا على ان لا يخافوا، ليطمئنوا باقي الاطفال وادخل واجلس وسطهم وقبل ان اوزع عليهم الهدايا احكى لهم قصة “سانتا كلوز” على اساس انى احد افراد عائلته حتى انى استخدم مصطلح “جدى سانت كلوز” في كل حديثى حتى يقتنعوا ان “سانتا كلوز” هو فكرة حقيقية وبعدها نلتقط الصور التذكارية بعد توزيع الهدايا عليهم.
– وهل تتعرض لاسئلة صعب عليك ان تجاوبها؟
. اكثر ما يمتعنى في الزيارة هي اسئلة اأطفال فمنهم من يسألني، اهل انت حقيقى وعندما يتأكد اذا نزع لحيتى ووجدها حقيقة اري عليه ملامحه مظهر الدهشة والثقة بمصدقتى له، وهناك من يسألنى اين الغزالان ولماذا لم تأتى بها معك؟، ولابد ان اجيب اجابة منطقية ان عائلتنا كبيرة جدًا وفى كل البلاد ولكن بما انى مصري واعيش هنا فالغزلان لا تناسبنى لانها وسلة للمواصلات ف البلدان التى تحتاج إلى ذلك، وغيرها من الأسءلة الطريفة بالنسبة لى ولكن احترم جدأ انه لابد ان اجاوب عيها بمنطق يحترم عقلية الأطفال.