عندما تتعطل الكلمات ويتعثر القلم أعود لتقليب كتابات سابقة لأتلمس السبيل… وها أنا أجدني أمسك بالقلم لأكتب يوم عيد الميلاد المجيد الذي طالما فرحنا بمجيئه وهتفنا عيد المحبة والسلام… لكن ما باله القلم يتجمد ويأبي الانصياع؟… لأن في الحلق غصة وفي العين دمعة علي أثر الضربة الإرهابية المباغتة التي وقعت في كنيسة مارمينا بحلوان الأسبوع الماضي وخطفت أرواح ضحايا أبرياء من المصريين ذنبهم الوحيد أنهم ذهبوا للصلاة أو وقفوا ببسالة يحمون من ذهبوا للصلاة… صحيح أننا نقول هذا قدر مصر وتلك معركتها وحتما سوف تنتصر فيها علي الكراهية والشر والضلال, لكن يظل أهالي الضحايا علي لوعتهم وهول فجيعتهم يلتمسون العزاء من رب المحبة والسلام.
أعود لتقليب كتابات سابقة لأتلمس السبيل, فأجدني كتبت في هذا المكان منذ عام مضي وفي مناسبة عيد الميلاد المجيد أيضا تحت عنوان: عيد الميلاد بعبق الشهداء وكان ذلك متزامنا مع الجريمة الإرهابية التي وقعت بالكنيسة البطرسية: كنيسة الشهداء علي مر العصور- الكنيسة المصرية القبطية الأرثوذكسية تخطو إلي العام الجديد وقد قدمت قربانها علي مذبح الوطنية المصرية في باقة من الشهداء يتعطر بهم رصيدها المتنامي من شهداء الإيمان الذين غادروها إلي السماء ليجعلوا عيد الميلاد المجيد عيدا بعبق الشهداء.
وأستمر في تقليب الأوراق لأسترجع جريمتي أحد الشعانين اللتين وقعتا في كنيسة مارجرجس بطنطا والكنيسة المرقسية بالإسكندرية في 9 أبريل من العام الماضي ويتزامن ذلك مع صلوات الكنيسة في أسبوع الآلام واحتفالها بقيامة الفادي, وهو ما دعاني أن أكتب: المسيح لشهداء الكنيسة: اليوم تكون معي في الفردوس… وهو ما أثق أنه الصوت الذي سمعه شهداء كنيسة مارمينا بحلوان وهم ينطلقون إلي سماء المجد.
أخيرا… أذكر بكل التقدير والارتياح حكمة قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني بابا وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية التي تجلت في كلمته المعزية لأسر شهداء كنيسة مارمينا بحلوان عندما قال: نحن نؤمن بأن حياتنا هي بيد الله وأنه هو ضابط الكل, ولا يحدث شئ إلا بسماح منه.