تبدأ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم الإثنين، صوم أهل نينوى، أو يسميه البعض صوم يونان، وهو الصوم الذى يسبق الصوم الكبير بخمسة عشر يومًا، ويعرف فطر صوم يونان بفصح يونان، وهو مصطلح كنسي فريد لا يستخدم إلا بالنسبة لعيد القيامة المجيد، الذي يطلق عليه أيضا «عيد الفصح»
تنظر الكنيسة إلى قصة يونان على أنها رمز لقصة المسيح، فالفصح كلمة عبرانية معناها (العبور) أطلقت فى العهد القديم على عيد الفصح اليهودي، تخليدًا لعبور الملاك المهلك عن بيوت بني إسرائيل في أرض مصر، وتخليدا لعبور بني إسرائيل البحر الأحمر إلى برية سيناء.
كان يونان النبي بن أمتاي من سبط زبولون (يش 19: 10-16)، ومعنى اسمه حمامة، ومن أهالي جت حافر على بعد ثلاثة أميال من الناصرة. والأرجح أنه هو المذكور في 2 مل 14: 25 وأنه تنبأ في أيام يربعام الثاني ملك السامرة وتنبأ يونان برد حدود السامرة إلى مدخل حماة شمالًا وإلى بحر العربة وخليج العقبة جنوبًا. وكان موضوع نبوءته إنقاذ بني إسرائيل من ظلم الأراميين “السوريين”. وكانت نبوءته مطبوعة بطابع وطني أدبي خلقي كنبوءة هوشع وعاموس.
وهو أحد الأنبياء الصغار(يونان النبي الصغير)،ولم تكن هذه التسمية بسبب صِغَرْ شأن هؤلاء الأنبياء، وإنما لِقِصَر نبواتهم المكتوبة.
لم تذكر قصة يونان النبي فقط في سفر يونان ولكنها في سجل ملوك بني إسرائيل، فنجدها في سفر الملوك الثاتي (2مل25:14)، فيعلن الكتاب اسمه واسم أبيه ومكان إقامته، بل واسم الملك الذي كان يحكم البلاد في وقته.
يعد صوم يونان من أصوام الدرجة الأولى التى يكون فيها درجة النسك والتقشف عالية، وكذلك تكون فيه ساعات الإنقطاع عن الأكل طويلة، وتقام فيه القداسات يومياً وتنتهي في وقت متأخر من اليوم (بعد الساعة الثالثة بعد الظهر غالباً)، ويعامل هذا الصوم في النسك والطقس مثل الصوم الكبير.
يبدأ هذا الصوم دائماً قبل الصوم الكبير بأسبوعين لتدخل الكنيسة الصوم الكبير وهي في حياة التوبة، و هذا الصوم هو صوم التوبة الذي به تاب أهل نينوى وخلصوا من غضب الله عليهم، وتصومه الكنيسة لكي تستعطف قلب الله الرحوم أن يرحم أبنائه ويسامحهم ويعطيهم حياة التوبة.
كما أن هذا الصوم المقدس يهيئ أنفس وأذهان الكنيسة إلى رحلة الصوم الكبير، ويهيئ الأذهان إلى رحلة التوبة والموت والقيامة مع المسيح لأن يونان كان يشبه السيد المسيح، “لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال، هكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْب الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال (إنجيل متى 12 )، و لذلك تنظر الكنيسة إلى قصة يونان على أنها رمز لقصة السيد المسيح .
يذكر أنه دخل هذا الصوم إلي الكنيسة القبطية في أيام البابا إبرآم إبن زرعة السرياني (976- 979م) البطريرك ال62 في القرن العاشر، وقد ورد ذلك في مقدمة قطمارس الصوم الكبير