ذكر السفير بسام راضي أنه تم خلال اجتماع اللجنة العليا المشتركة وضع خارطة طريق لتعزيز التعاون بين البلدين في مجالات متعددة، مثل التجارة، والصناعة، والاستثمار، والصحة، والتعليم، فضلاً عن مُتابعة تنفيذ الاتفاقات الموقعة بين البلدين في هذه المجالات.
وقد أكد الرئيس خلال الاجتماع تطلع مصر لزيادة التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري مع إثيوبيا، وتوفير المناخ اللازم لتعزيز فرص التعاون بين القطاع الخاص في البلدين، أخذاً في الاعتبار اهتمام القطاع الخاص المصري بزيادة حجم استثماراته في إثيوبيا، والتي تبلغ في الوقت الراهن نحو 750 مليون دولار.
كما تمت مناقشة مقترح إنشاء منطقة صناعية مصرية في إثيوبيا بهدف جذب مزيد من الاستثمارات المصرية في قطاعات متعددة بالسوق الإثيوبية للمساهمة في زيادة التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.
وقد شهد الاجتماع التباحث أيضاً حول عدد من القضايا الإقليمية والافريقية، من بينها سبل تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب والتطرف، والتشاور إزاء أمن البحر الأحمر، فضلاً عن مواصلة التنسيق القائم بين البلدين بشأن ملفات السلم والأمن بمنطقة القرن الافريقي وعلى صعيد القارة الأفريقية بوجه عام.
وفيما يتعلق بملف المفاوضات الفنية الخاصة بسد النهضة، أعرب الرئيس خلال المباحثات عن قلق مصر إزاء الجمود الحالي الذي يشهده المسار الفني للمفاوضات، مشيراً إلى الاقتراح الذي طرحته مصر لمشاركة البنك الدولي كطرف فني في اللجنة الوطنية الثلاثية لتسهيل المناقشات والتوصل لحل للنقاط الخلافية واتخاذ قرار بشأنها، وذلك بما للبنك الدولي من خبرات ومصداقية لدى الدول الثلاث.
وقد أكد رئيس الوزراء الاثيوبي على عدم إقدام بلاده على أية إجراءات تضر بمصالح الشعب المصري، مؤكداً أن الهدف من بناء سد النهضة هو تحقيق التنمية للشعب الأثيوبي.
كما أعرب عن تقديره للمقترح المصري بشأن إشراك طرف ثالث كوسيط في المفاوضات الفنية، منوهاً إلى اهتمام بلاده بدراسة تحديد الطرف الثالث وآلية وتوقيت تدخله بالمفاوضات.
وأضاف رئيس وزراء اثيوبيا: وجود آفاق واسعة للتعاون بين دول حوض النيل بوجه عام، مؤكداً على المصير المشترك لجميع دول الحوض، وحرص بلاده التام وتفهمها لمصالح مصر المائية واحترامها لالتزاماتها تجاهها.
وأوضح المُتحدث الرسمي أن الرئيس ورئيس الوزراء الاثيوبي شهدا عقب ختام المباحثات مراسم التوقيع على مذكرتي تفاهم في مجال التعاون الصناعي، والتشاور السياسي والدبلوماسي، فضلاً عن محضر أعمال اللجنة الوزارية.
كما عقدا مؤتمراً صحفياً مشتركاً .
ورداً على استفسارات الصحفيين حول التطورات الخاصة بمسار المفاوضات الفنية الخاصة بسد النهضة، أكد الرئيس أن الطرح المصري بإشراك البنك الدولي في اللجنة الوطنية الثلاثية يأتي سعياً لتجاوز العقبات التي تواجه هذا المسار، لاسيما في ضوء ما يعتري مسار المفاوضات من تأخير، ولتفادي اتخاذ إجراءات أحادية على الأرض بشأن ملء خزان السد قبل الانتهاء من الدراسات الفنية.
كما طمأن الحضور بشأن مسار المفاوضات مع الجانب الاثيوبي الخاص بهذا الملف، مؤكداً أن موضوع المياه محل اهتمام بالغ من المواطنين في مصر أخذاً في الاعتبار اعتمادها شبه الكلي على النيل.
ومن جانبه، أكد المسئول الاثيوبي أن بلاده تدرس الاقتراح المصري، وأنه سيتم عقد قمة ثلاثية قريباً بين مصر واثيوبيا والسودان لاستكمال التباحث حول تطورات هذا الملف، ومُجدداً تأكيده حرص بلاده على عدم الإضرار بمصالح مصر، بل العمل على تحقيق التعاون والتكامل بما يُحقق التنمية والرخاء للشعبين الشقيقين.
كما تناول الرئيس ورئيس وزراء اثيوبيا خلال المؤتمر الصحفي أفاق التعاون الاقتصادي والتجاري الواسعة بين البلدين، وحرص الجانبين على تعزيزها وتطويرها وتفعيل مختلف أطر التعاون القائمة خلال الفترة القادمة.