أعلن الدكتور خالد العناني وزير الآثار عن افتتاح مكتبة دير سانت كاترين وأعمال ترميم فسيفساء التجلي 16 ديسمبر وذلك خلال إعلانه عن اكتشاف مقبرة جديدة بالبر الغربي بالأقصر
وفي هذا الإطار يؤكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بوجه بحري وسيناء أن المكتبة تحوي ستة آلاف مخطوط بالإضافة لألف كتاب حديث منها 2319 مخطوط يونانى 284 مخطوط لاتينى، 600 مخطوط عربى، 86 مخطوط جورجيانى بالإضافة إلى المخطوطات السوريانية – القبطية – الأثيوبية – السلافية- الأمهرية – الأرمينية – الإنجليزية – الفرنسية – البولندية وهى مخطوطات دينية وتاريخية وجغرافية وفلسفية وأقدمها يعود للقرن الرابع الميلادي
وينوه الدكتور ريحان إلى أن أقدم مخطوط بالمكتبة هي التوراة اليونانية المعروفة باسم كودكس سيناتيكوس وهي نسخة خطية غير تامة من التوراة اليونانية كتبها أسبيوس أسقف قيصرية عام 331م تنفيذًا لأمر الإمبراطور قسطنطين ثم أهداها الإمبراطور جستنيان للدير عام 560م وكذلك الإنجيل السريانى المعروف باسم (بالمبسست) وهي نسخة خطية غير تامة من الإنجيل باللغة السريانية مكتوبة على رق غزال، قيل هي أقدم نسخة معروفة للإنجيل باللغة السريانية وهي مترجمة عن أصل يوناني في القرن الثاني الميلادي وكذلك كتاب العهد الذي كتب للدير في عهد نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام وكان الأصل محفوظًا في الدير إلى أن أخذه السلطان سليم الأول حين دخوله مصر عام 1517م حيث أخذ الأصل وأعطاهم نسخة معتمدة منه
ويشير الدكتور ريحان إلى أن المخطوطات العربية بالدير يبلغ عددها 600مخطوط تتناول دراسات تمتاز بقيمتها في النواحي العلمية والتاريخية والفلسفية والفكرية والثقافية وأهم ما يلفت النظر في معظم المخطوطات العربية ذات الطابع المسيحي هو وجود التأثيرات العربية الإسلامية حيث نجد أن كثير من المخطوطات العربية المسيحية تستهل بالبسملة وتختتم بالحمد لله وتؤرخ بالتقويم الهجري، والأمثلة على ذلك كثيرة إذ تبدأ أسفار الكتاب المقدس عند المسيحيين في كثير من المخطوطات كالآتي (بسم الله الرحمن الرحيم نبتدي بعون الله ونكتب أول سفر) كما أطلق على كثير من الرسل والقديسين المسيحيين اسم (المصطفى) بدلاً من كلمة البشير أو الإنجيلي كما ازدانت كثير من تلك المخطوطات وأغلفتها بنقوش ورسوم وزخارف على هيئة طيور وأزهار وتوريقات نباتية وإطارات على النسق العربي
وعن فسيفساء التجلي يشير الدكتور ريحان إلى أنها تغطي الجزء العلوي من نصف قبة شرقية كنيسة التجلي أكبر كنائس الدير وتصور تجلي السيد المسيح المخصصة له كنيسة التجلي، وتعتبر من أقدم وأجمل فسيفساء في الشرق مصنوعة من قطع صغيرة متعددة الألوان وتعود للقرن السادس الميلادي وقت إنشاء الدير وهي من عمل فنان من مركز حضاري ربما يكون القسطنطينية والتكوين الفني للوحة يصور السيد المسيح واقفًا في وسط هالة بيضاوية الشكل عن يمينه النبي إيليا وعن يساره النبي موسى كما صوّر الفنان تلاميذ السيد المسيح القديسين يوحنا ويعقوب راكعان على الجانبين بينما القديس بطرس مستلق عند قدمي المسيح
ويتابع بأن الزخارف التي تزين الإطار الخارجي للوحة عبارة عن إطار بداخله دوائر متماسة تتضمن بورتريهات (صور شخصية) لتلاميذ السيد المسيح الاثنى عشر الحواريين وستة عشر شخصية من الأنبياء والكاهن (لونجينوس) التي تذكر الكتابة التذكارية أسفل باطن عقد الحنية أنه رئيس الدير الذي تم تنفيذ زخرفة الفسيفساء في عصره وفي كوشة عقد الحنية ملكان يشغلان كل مساحتها يطيران بجناحي طاووس في اتجاه مركز العقد وأسفل كوشة العقد دائرتين، اليمنى بها بورتريه يوحنا المعمدان واليسرى بورتريه السيدة العذراء وتشبه هذه الفسيفساء لوحة كنيسة في سالونيكي باليونان من حيث إن الموضوع الرئيس حوله ثلاثون جامة بها الحواريون والملائكة والأنبياء ومطران الدير