على هامش الندوة، التي أقامها مركز الأمم المتحدة للإعلام بالقاهرة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات والبرنامج المصري لتطوير وسائل الإعلام، حول موضوع خطاب الكراهية ضد المهاجرين واللاجئين في وسائل الإعلام، التقت “وطني” نهال سعد، رئيس المكتب الاستشاري والمتحدث الرسمي لمنظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات للتعرف على دور اللاجئين في المجتمعات الجديدة التي يلجأوا إليها.
وقالت نهال في حوار خاص لـ”وطني”: “الصورة النمطية التي يبثها الإعلام عن المهاجرين واللاجئين أنهم عندما يلجأون لمجتمع معينن فأنهم يصبحون عالة على ذلك المجتمع من خلال استنفاذهم لموارد ها المجتمع، ولأنهم يقبلون أي أعمال متاحة فيصبحون عمالة أرخص من العمالة المحلية لهذا المجتمع، لكن الواقع هو أن هؤلاء المهاجرين واللاجئين بحلولهم على أي مجتمع فهم يثرون هذا المجتمع بخبراتهم، وقد يقوموا بأعمال موجودة ومهمة ولا أحد يقوم بها أبناء هذا المجتمع.
وبالتالي فيستفيد من المهاجرين واللاجئين موطنهم الأصلي الذين جاؤا منها لأن عائدات المهاجرين للخارج تزيد وتؤثر بشكل إيجابي على اقتصاد الدولة، كما يساهمون في إثراء التنمية في الدولة التي هاجروا إليها من خلال الأعمال التي يقومون بها.”
وتابعت: “يجب أن يركز الإعلام على الجوانب الإيجابية وليس الجوانب السلبية، فإن كان هناك مهاجرون يقومون بارتكاب أفعال مخالفة للقانون فهي تعتبر حالات فردية، فليس كل المهاجرين يقمون باختراق القوانين كما أن هذا لا يحدث كل يوم. ولكن جرت العادة أن تكون هناك صورة نمطية يروجها الإعلام عن المهاجرين واللاجئين، فنجد على سبيل المثال لاجئ أو مهاجر ناجح في عمله لا يسلط الإعلام عليه دائرة الضوء إطلاقًا، أما المهاجر الذي يرتكب أمرًا مخالفًا للقانون فنجد أخباره في الصفحات الأولى في كل الجرائد. ونحن لا نريد التركيز على ذلك وترك تلك، لأن الإعلام يجب أن ينقل الواقع كما هو، ولكن نريد تسليط الضوء على قصص نجاح اللاجئين والمهاجرين وأيضًا على الجوانب الإيجابية ومساهماتهم الإيجابية في الدول التي هاجروا إليها، مثلما يتم تسليط الضوء على الأفعال المشينة الأخرى.
وأوضحت نهال سعد أن قاموس مصطلحات الهجرة للإعلام بالعربية والإنجليزية هو مشروع بين الأمم المتحدة لتحالف الحضارات ومنظمة العمل الدولية، مشيرة إلى أنه تم إطلاق النسخة الأولى منه في العام 2014، بينما تم إطلاق النسخة الثانية في ديسمبر هذا العام، وقد تم تطويره وإضافة بعض المصطلحات إليه.
وأشارت إلى أن القاموس يراعي في المصطلحات الواردة به أبعاد وظروف هجرة الأفراد، وقالت: “عندما يقوم صحفي معين بتغطية الأخبار الخاصة بالمهاجرين واللاجئين يجب مراعاة أبعاد حالة هؤلاء اللاجئين والمهاجرين. هناك بعض المصطلحات عندما يكون الصحفي على غير دراية بها ويقوم بتغطية موضوع عن اللاجئين أو المهاجرين فيستخدم ألفاظ غير صحيحة من الناحية التقنية، فمثلا طالب اللجوء يختلف عن المهاجر الذي لا يحمل أوراق وغير موثق، واللاجيء يختلف عن المهاجر، والمهاجرون عديمو الجنسية يختلفون عن المهاجرون المحتفظون بجنسية بلادهم الأصلية. فالصحفي عندما يغطي خبر خاص بالمهاجرين أو اللاجئين يجب أن يكون دقيقًا في توصيف الشريحة التي ينتمي إليها الشخص بطل القصة.
وألمحت رئيس المكتب الاستشاري لمنظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات إلى أن هذا القاموس بصدد أن يكون له نسخة التكرونية متوفرة على موقع منظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات وموقع منظمة العمل الدولية، ويمكن استخدامه من خلال الموقعين.
واستطردت حول أزمة المصطلحات موضحة أن موضوع المهاجرين واللاجئين موضوع شائك وتقني لانه مرتبط بسلسلة من القوانين التي تحكم الهجرة، لافتة إلى أن هناك الكثير من وسائل الإعلام التي ليس لديها دراية كافية بالقوانين الخاصة بالهجرة والمسميات والمصطلحات المختلفة المتعلقة بتلك القضية.
وصرحت المتحدث الرسمي لمنظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات بأن اللاجئين والمهاجرين ساهموا في تماسك العديد من المجتمعات، ملمحة إلى أن وجود اللاجئين والمهاجرين في اي مجتمع واندماجهم فيه بشكل صحي من شانه أن يشجع من تغيير صورة الآخر ويشجع على قبوله وبالتالي قبول سائر اطياف المجتمع وبالتالي يزداد تماسكه. وشرحت قائلة: “إن العالم أصبح قرية صغيرة بدون حواجز فلا توجد دولة يعيش فيها مواطنوها الأصليون فقط، وخاصة أوروبا وأمريكا الشمالية واستراليا، وبالتالي سنجد في كل دولة الكثير من الجنسيات والكثير من الثقافات والديانات واللغات. وبالتالي فإن تمييز شخص أو توجيه خطاب كراهية ضده بسبب جنسيته أو لغته أو عاداته أو ديانته سيكون عائقًا في اندماجه بشكل سليم وصحي في المجتمع، وسيكون بداية لخطاب كراهية ضد آخرين، وسيفقد المجتمع تماسكه. ومن أهم شروط الإندماج الصحي والسليم هو أن يحترم الوافدون عادات وتقاليد وثقافة المتجمع، فلا يفرضون ثقافاتهم أو لغتهم أو ديانتهم أو عاداتهم على هذا المجتمع، وبالمثل يحترم المجتمع ثقافة الوافدين وعاداتهم.”