قال السيد المسيح من لطمك على خدك الأيمن حول الآخر.. وعند الصليب لطمه أحد الخدام، فقال له السيد المسيح لماذا تلطمني؟ فهل هناك تناقض بين القولين؟
على الإنسان المسيحي أن يميز بين السلوك الشخصي.. والسلوك العام- فالسلوك الشخصي يجب أن يكون إنسانا يمجد الله في حياته فلا يصيح ولا يسمع أحدًا في الشوارع صوته- يعني لا يكون مصدر إزعاج للآخرين.
وإن اضطر الأمر أن يضحي بكرامته لا مانع فمن سخرك ميلا امشى معه اثنين.
ومن طلب رداءك فاعطه الثوب أيضا.. هذا على المستوى الشخصي.
أما على المستوى العام فليس من الحكمة أن تضحي بكرامة الكنيسة أو الأسرة أو المجتمع أو الدولة- وتقول ان دى تضحية لأ دي خيانة. والإيمان يدعوك إلى الأمانة لنفترض أنك وقعت في ايد واحد مريض نفسيا يريد أن يستغلك.. ويأخذ ثوبك ورداءك وشقتك وإن استطاع أن ياخذ زوجتك فلا مانع لديه.. فهل الاستجابة لهذا النوع من البشر يندرج تحت تنفيذ الوصية.. لأ طبعا.
الحكمة لا تتعارض مع الوصية فاقنوم الحكمة هو المسيح شخصيا ودعانا أن نكون حكماء. والحكيم عيناه في رأسه أما الجاهل يسلك في الظلام.
نعم في الدير اتهموا مارينا الناسكة بأنها أخطأت مع ابنه صاحب أحد الفنادق- ولم تدافع عن نفسها لمدة طويلة لكن الرب تمجد في حياتها بعد مماتها.
ويوسف النجار نظر إلى العذراء مريم بعدما حبلت بالسيد المسيح نظرات شك لكن السماء دافعت عنها.
عزيزي عليك أن تدرك أن لكل موقف ما يصاحبه من إجراءات- تخيل أنهم اتهموك في العمل أنك مزور- أو أن أحد الدهاء دبر لك مكيدة فهل تسكت وتصمت وتقول ربنا عاوز كده.. لأ طبعا- أن تدافع عن نفسك وسمعتك وكرامتك هذا حقك بل واجبك- ولذلك بولس الرسولحينما اتهموه بأنه يعمل على قلب نظام الحكم، قال لهم إلى قيصر أنا رافع دعواي- لكي ابرئ نفسي.